تابودرارت في اليوم الاممي للنساء

ازول-بريس : الحسن بنضاوش //

منذ سنوات عن مسيرة الخبز للمراة الامريكية في القرن التاسع عشر ضد الحگرة والتهميش في المجتمع الامريكي مرحلة التأسيس وبناء الامة، يحتفل العالم بأسره كل يوم ثامن من مارس باليوم العالمي للمرأة، بعد تصديره خارج أمريكا ومن أجل كل نساء العالم بإختلاف اللغة والدين والاوطان والامم .
يحتفل المغرب بدوره بهذا العيد الامم منذ الاستقلال الى اليوم، بضغط من الحركة الانسائية المغربية، والحركة الحقوقية، وبدعم من كل القوى الديمقراطية والعادلة في هذا الوطن .
وأمام حقيقة تباين وتفاوت واضح بين المجال الحضري والقروي بالمغرب، يبقى موضوع المراة أكثر تأثيرا وتأثرا بهذا التباين والتفاوت في الحقوق والمكتسابات النسائية بين المرأة التي تعيش بالمدينة والاخرى التي مازالت تعاني بالجبل والمنطقة القروية رغم المجهودات التي تبدلها الدولة ومؤسساتها والحركة النسائية والجمعوية .
وبالمنطقة الجبلية لهذا الوطن، مازالت تابودرات ومشاكلها وتطلعاتها خارج برامج الدولة والمؤسسات، خاصة التي تعمل في هذا القطاع، والتي كان من الواجب عليها سنويا تقديم حصيلة عملها ومنجزاتها لفائدة تابودرات التي تخترق كشمعة في قمم وسفوح جبال أدرار لكي تضي ظلام الحياة وقسوتها .
وعند الوقوف على حال وواقع تابودرات في المناطق الجبلية والنائية والصعبة، رغم تطور الحياة، وتوفير بعض الاساسيات من الكهرباء والماء الصالح للشرب، وتراجع الاعمال الشاقة المرتبطة بالفلاحة وتربية الماشية والرعي، وولوج المدرسة بالنسبة للتلميذات، تزداد وتيرة الهجرة بالنسبة للمراة إما مع العائلة أو بشكل منفرد الى الضواحي، والعمل في المزارع والمصانع والضيعات في ظروف صعبة جدا، وما يترتب عن ذلك من أمراض وانحرافات، والقطع مع المنطقة وعدم التفكير في العودة، إضافة الى تعاطي المقيمات بالمناطق الجبلية لجمع الاعشاب الطبية بشكل عشوائي، وبيعها بأثمنة زهيدة بسبب الوساطة، وعدم التكتل في تعاونيات تضمن الحقوق والواجبات، دون نسيان الفراغ الذي تعانيه فئة أخرى، والارتباط المدمن بالوسائط الرقمية في مواضيع تافهة .
وفي ظل هذا الوضع الصعب والمعقد، تبقى تابودرات على مسافة طويلة جدا مع التمثيلية النسائية بالشكل المطلوب في تدبير وتسيير الشأن المحلي بالمناطق الجبلية، وفي عزوف تام عن المشاركة في العمل الجمعوي بسبب ثنائية الابوية التقاليد والدين .
وهذا ما يتطلب مزيدا من العمل والاشتغال المسؤول على موضوع النساء بأدرار من أجل الانصاف لغاية أسمى هي المساواة لبناء مجتمع متماسك ومنتج .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد