صرخة مدرب وتهديد صريح : الحسنية عانت وتعاني قبل الرجاء

محمد بجلات
محمد بجلات رئيس جمعية ايزوران نو كادير.

بقلم محمد باجلات *//
أمحمد فاخر ، الناخب الوطني سابقا ومدرب الرجاء البيضاوي يكشف بانفعال وتحسر معاناة فريقه بإرغامه الاستقبال بملعب أدرار – اكادير، عقب مباراة الرجاء لأولمبيك اسفي الاحد الماضي، 23 اكتوبر 2016 ، من ضمن ما جاء في تنديدات امحمد فاخر اثناء الندوة الصحفية : “…. انه لا يفهم كيف أن مدينة كبرى في حجم الدار البيضاء وبمنتخبيها لا يستطيعون توفير ملعب للرجاء البيضاوي، الذي أصبح مضطرا للتجوال بين الملاعب. …
وأن لاعبيه عانوا قبل المباراة من قطع 500 كلم والوصول إلى الفندق بأكادير على الساعة 3 صباحا، مما اثر على الطراوة واللياقة البدنية للاعبيه…وأردف مهددا ان الرجاء سترغم على الاستقرار بأكادير طيلة هذا الموسم…”.
هل كان محقا في شكايته هذه الحادة اللهجة ؟
على مستوى الرياضي الكروي الصرف، فهو محق في هذا المعطى الذي لا يمكن لأي تقني ملم على نفيه.
اما على المستوى الإداري – التدبيري لهذا النادي العريق، فإن الأمر فيه مسؤولية الرجاء العالمي ذي التاريخ الكروي المجيد، الذي من المنطقي أن يتوفر على ملعب خاص به.
ثانيا لا يمكن التستر على مضاعفات الأفعال الهمجية بل الإجرامية لبعض من يدعون “محبي الرجاء”…مما يفسر رفض سلطات ومنتخبي مدن جوار الدارالبيضاء رفض استقبال هذا الفريق الذي أضحى “منبوذا” بسبب بعض من جماهيره الغير المسؤولة.
أما الدافع الرئيسي لهذه الوقفة على تصريح – الصرخة العلنية لأمحمد فاخر الذي عكس حجم المعاناة التي تثقل كاهل كل فريق مجبر على الترحال مئات الكيلومترات قبيل كل مقابلة وما تفرز من اكراهات، فإن جمعية ” ملتقى ايزوران نو كادير ” قد سبق ان نددت به منذ 5 سنوات في بيان منشور لها ، جراء ما تكابده غزالة سوس من خسائر ثقيلة سنويا.
وإليكم تذكير لأهم مكونات هذا البيان الذي تم نشره آنذاك.
” البطولة الاحترافية ليست عادلة قطعا.
فهي ترغم بعض الفرق على مسافات ماراطونية لإجراء مباراياتها ، منها حسنية اكادير التي تقطع سنويا أكثر من 11000 كلم لملاقاة أندية طنجة، تطوان، الحسيمة، الناظور ( وجدة والمغرب الفاسي موسم 2015/16)، بينما الفرق المحظوظة مثل اندية الوداد، الرجاء، الفتح، الجيش، القنيطرة ، خريبكة وحتى الجديدة…فهي تكتفي فقط بما يعادل 5000كلم سنويا، مستفيدة بذلك من اقتصاد ثمين ماليا وعلى الخصوص استعدادا بدنيا و ذهنيا ( فالمبارايات في شعاع 150 كلم ليست أبدا على شاكلة المبارايات من حيث الإعداد المادي – اللوجستيكي قياسا بالفرق التي تنتقل من أجلها لما يزيد عن 500 كلم !!!
ومن المعلوم ان هذه الفرق ” الهامشية” موقعا جغرافيا، ليست لها الإمكانات المادية للتنقل الجوي دائما ولا تستفيد من أي تخفيضات من طرف الشركة الخطوط الجوية الملكية…مما يضطرها غالبا الى التنقل عبر الحافلة ( مع ما يرافق ذلك من قلق / stress طيلة الرحلات ( تذكروا حالة حادثة نادي خنيفرة)
التنافس العادل يقتضي أن يتمتع المتبارون بنفس ظروف إجراء التسابق، إنها قاعدة كونية تنتفي بالبطولة الوطنية خاصة اثناء وضع شبكة البرمجة الدورية واثناء توزيع الدعم الجامعي بالتساوي دون مراعاة لهذه الفوارق المجالية…
إنه بكل بساطة إهداء امتياز لفرق المثلث المحظوظ (من القنيطرة إلى خريبكة مرورا بالجديدة) على حساب فرق معذبة بتموقعها في الهوامش.
هل تساءلتم يوما ما لماذا فرق مثل وجدة او المسيرة بل حتى الكوكب، تعاني زيادة عن مشاكل الفرق المغربية، من تبعات البعد المستنزف لطاقاتها ماليا ورياضيا و نفسانيا ؟
إن تصريح المدرب أمحمد فاخر لم يترك أي هامش مناورة لزميله السيد عبد الهادي سكيتوي في موضوع الرحلات الطويلة المرهقة للقدرات التنافسية للاعبيه…وقولوا برافو !
اما السيد الحبيب سيدينو فإنه لن يجتهد كثيرا ليبين بالبيان الإحصائي لمسؤولي الجامعة المغربية لكرة القدم أن نادي الحسنية يعاني رياضيا ( طراوة لاعبيه ليست مثلى والاستعداد الذهني منهك بالمسافات) وماليا (اطلعوا على التقرير المالي لتكتشفوا ثقل التنقلات والمبيت خارج اكادير) وذهنيا ( تذكروا ان بعض اللاعبين يصبح السفر بالطائرة او بالحافلة لآخرين بمثابة رحلة العمر)
ويقول القدماء الأوائل : ” ما كدهم فيل زادوهم فيلة” واستحضر هذه في شأن بعض الحكام الذين – عن سبق إصرار في حالات فاضحة – يعاندون الحسنية في مبارياتها….هالعار اعفونا من الخطأ وارد في التحكيم، إنها أسطوانة مشروخة…هلا استحضر ذاك الحكم المعاناة السالفة الذكر، حتى لا يضيف هو معاناة اخرى حاسمة…؟ دون أن نشير في هذه الورقة إلى الانحياز المفضوح لبعض من يسمون انفسهم معلقين او محللين رياضيين.
كفى استفزاز وهرطقة على الأقل في الإعلام العمومي من طرف أشباه صحفيين تناسوا أن دونتولوجيا المهنة تلزمهم الحياد التام في تغطيتهم للمقابلات ولا يسمح لهم بإبراز ميولاتهم…إلا في حالة الفرق الوطنية…
شكرا الجنرال فاخر بإثارتك لهذا الموضوع، أحييت مواجع كامنة وننتظر الإنصاف وأن ترتقي بطولتنا الى درجة التعامل بالعدالة التنافسية مع جميع فرق الوطن.
أما رغبتك في الاستقرار باكادير لكي يستقبل الرجاء العالمي بملعب أدرار، فأهلا بكم كإنسان و كمدرب وكفريق، فقد كانت اكادير على الدوام فال خير لكم.
*رئيس جمعية ايزوران نو كادير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد