الحجر الصحي على الأشخاص لا يكفي إن لم يطبق بصرامة حجرا موازيا على المدن تجنبا لانتقال العدوى وانتشارها على أوسع نطاق.
عبداللطيف الكامل//
الإجراءات الإحترازية التي اتخذتها بلادنا منذ اكتشاف مخبريا أول إصابة بفيروس كورونا منذ شهرين،أتت أكلها إلى حد الآن بفضل قرار حالة الطوارئ الصحية المستعجلة الذي قررته السلطات العليا بفرض حجرصحي على الأشخاص ببقائهم في منازلهم وعدم خروجهم إلا في الحالات الضرورية المعلن عنها.
وقد مكنت هذه السياسة بمحاصرة الوباء نسبيا بالعديد من المدن والقرى،ومن اكتشاف الحالات المؤكدة عبرإجراء تحليلات مخبرية بكل مستشفيات الجهات،بعد توسيع هذه العملية التي لم تعد مقتصرة على ثلاثة مختبرات وطنية متمركزة سابقا بالرباط والدار البيضاء بل شملت هذه التحليلات المخبرية باقي المستشفيات الجهوية الأخرى،مما قلص من سرعة الإكتشاف والتطويق وفرض الحجرالصحي على المصابين والمخالطين لهم.
بيد أن هذه الإجراءات الإحترازية على الأشخاص لاتكفي إن لم يطبق حجر صحي على المدن بفرض سدود قضائية بمداخل هذه المدن بمنع تنقل الأشخاص بطرق مختلفة إما عبر سيارات خفيفة وسيارة لنقل البضائع،حيث يستغل البعض الفرص المتاحة في هذا الباب سواء عبر رخص التنقل الممنوحة لهم من قبل السلطات أو بدونها،وهكذا تمكن عدد من الأشخاص والعائلات من التنقل عبرالمدن،وخاصة أنهم يأتون من بعض المدن التي تشكل بؤرة للوباء.
وقد لاحظنا أن بعض الإصابات تأتي نتيجة هذا التهورالمتخذ من قبل سائقين سريين يخرقون حالة الطوارئ الصحية وينقلون أفرادا مصابين من مدن إلى أخرى،ولعل حالة عائلة منطقة فم الزكَيد بإقليم طاطا وحالة عائلتين واحد بالقليعة والثانية بأيت ملول بعمالة إنزكان أيت ملول خيرمثال على ذلك.
حيث جاءت الإصابات من خارج إقليمي طاطا وإنزكان أيت ملول نتيجة تنقلات أشخاص لأسباب مختلفة إما لحضور مراسيم جنازة أحد الأقارب بمدينتي الجديدة و الراشيدية وإما هروبا من مدن تشكل بؤرة للوباء مثل حالة فم الزكيد بطاطا.
ولعل هذا،هو ما دفع سلطات إقليم تيزنيت إلى اتخاذ حجرا صحيا على تراب الإقليم بكامله بإغلاق كل المنافذ والطرق الثانوية المؤدية إلى مدنه وقراه،وشديد المراقبة بالسدود القضائية وفرض الحجرالصحي على كل يأتي من خارج الإقليم وأيضا فرض حجر صحي على أحياء المدينة وعزلها عن بعضها البعض وغيرها من الإجراءات المتوخى منها بقاء هذا الإقليم إلى حد الآن خاليا من أية إصابة.
ولولا يقظة عناصرالأمن بتارودانت بالسد القضائي،لكانت الكارثة تحل بهذا الإقليم الذي بقي ومنذ شفاء الحالة الوحيدة به (الفرنسية صاحبة رياض سياحي منذ أزيد من شهر) خاليا من أية إصابة،بعدما تمكنت هذه العناصرالأمنية فجر يوم الإثنين 11 ماي 2020، من توقيف سائق يبلغ من العمر 47سنة ينحدر من منطقة تمالوكت بجماعة إيمولاس بإقليم تارودانت كان قادما من مدينة الدار البيضاء على متن سيارة من نوع بيكوب.
وكم كانت صدمة الجميع لما أجريت له فحوصات طبية بعد إحالته على المستشفى الإقليمي المختار السوسي،حيث تأكدت إصابته بالفيروس عبر التحليلات المخبرية التي جاءت إيجابية،بعدما ظهرت بعض أعراض هذا الوباء عليه كارتفاع درجة الحرارة وهذا ما دفع الطبيب المداوم إلى فحصه وإخضاعه للتحليلات الخاصة بكوفيد 19 .
وهذا وبعد تأكدها من إصابته قامت السلطات المختصة بحجزسيارة “بيكوب”التي كانت محملة ببعض الأثات المنزلية(الرحيل)التي جلبها معه السائق من مدينة الدار البيضاء، فتم وضعها بالمستودع البلدي لمدينة تارودانت بعد تعقيمها،في حين تم نقل المصاب إلى جناح كوفيد19 بمستشفى الحسن الثاني بأكادير قصد تلقي العلاج.
وبذلك تنقذ السدود القضائية المرابضة بمداخل المدينة مرة أخرى سكان الإقليم من إصابات مؤكدة نتيجة تهورهؤلاء السائقين الذي يتسببون في نقل العدوى إلى أسرهم وذويهم دون أن يعوا بذلك.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.