ومتى تشدّ الرِّحال إلى قمة على رأسها خائن لدم الشهداء

يوسف غريب كاتب إعلاميّ

توطئة : أقلّ من دقيقة هي مدة نقطة نظام / انتباه للسيد بوريطة إلى منصة الرئاسة حول تحريف لخريطة الوطن العربي الرسمية لدى الجامعة العربية روجتها القناة الدولية 24 نيوز الجزائرية بصفتها معتمدة لتتبع أشغال القمة..

زئير صغير جعلت الجلسة الافتتاحية لم تستأنف أشغالها إلاّ بعد إستصدار بيان تحذيري لحكام الجزائر تلاه بعد ذلك إعتذار رسمي من طرف هذه القناة التابعة بشكل مباشر للرئاسة الجزائرية. َ

هو الإعتذار الذي يلغي بقوة الواقع والأخلاق قراراً رئاسيا سابقا على شكل أوامر تطالب كل المسؤولين الجزائريين الإحتجاج والانسحاب في أية تظاهرة او مؤتمر قدّمت فيه الخريطة المغربية كاملة بصحرائه…

كان ذلك قبل سنة تقريباً و تحت ما يسمّى إعلاميّاً بحرب الخرائط بين الرباط والجزائر..

هي نقطة نظام صغيرة بحجم مفرداتها وثوانيها استطاعت أن تبرز للشعب الجزائري والعربي ولباقي دول العالم ان الجزائر عصابة عسكرية مافيوزية بامتياز..

ولا مبالغة في ذلك.. فيكفي العودة إلى ما تعرض إليه الوفد المغربي الدبلوماسي والإعلامي من استفزازات ومناوشات يندى لها الجبين.. دون أن يشفع لنا هذا التاريخ النضالي المشترك بين الشعبين وتحويل المغرب الى قاعدة خلفية لمناصرة ومساعدة ودعم الثوار الجزائريين بالمال والسلاح ومناصراتها في المنصات الدولية…

كل التاريخ تنكرت له العصابة الحاكمة اليوم وهي تحتفل بذكرى الثورة الجزائرية المصادف لافتتاح أشغال القمّة غداً.. ليس وفاءً او احتراما لدمائهم بل التستر وراء هذه الثورة المجيدة لتسويق وتبيض وجه هذه المافيا التي استطاعت أن تكذب على الشهداء والشعب الجزائري بدفن جماجم عملاء وخونة بمقبرة الشهداء بالجزائر..

بل إن المدة القليلة التي قضاها “عبد المجيد تبون” على رأس الدولة، قد عرت واقع التعصب لدى هذه العصابة من خلال محاولة إفهامنا إعلاميا و سياسيا بأن جميع موتى الشعوب هم قتلى باستثناء الجزائريين فهم شهداء و وحدهم شهداء الجزائر من سيشفعون لكل المسلمين، وأن جميع الأجناس البشرية هم “عبيد” و “عيّاشة” باستثناء الجزائريين فهم أحرار من صلب الأحرار…، و هو مؤشر على فعل المتاجرة بريع الذاكرة الاستشهادية.

هذا الواقع الذي أصبح مكشوفا لدى أغلبية الدول العربية لتتعذر عن حضور القمة العربية وتفويت الفرصة على هذه العصابة التى قدّمت نفسها كقيادة إنقاذ للشتات العربي…

هي غيابات وازنة ومؤثرة طوّقت هذا النظام وزادت من عزلته رغم كل الانبطاحات والتنازلات والإعتذرات فالقادة العرب يعرفون ان الأسود لن يغادر لونه أبداً..

وإذا كان السيد ناصر بوريطة ممثلنا هناك كدولة ومجتمع وامّة قد حضر حفل فني تكريما للثورة الجزائرية فإن ذلك من باب الإحترام والتقدير لأرواح هؤلاء ولتاريخنا النضالي المشترك بين الشعبين المغربي والجزائري فإن غياب جلالة الملك رمز كياننا عن أشغال القمة هناك هو أسمى تعبير وتقدير واحترام لشهداء هذه الثورة المجيدة.

هو أيضاً ضد هؤلاء التجار من أفراد العصابة بهذا التاريخ وعدم تزكية هذا السطو والتشويه وتحريف الحقائق..

فعذرا يا بلاد الشهداء

وآسفا.. فقد خلّفتم على رأس نظامكم عصابة من التجار والسفهاء

ومتى تشدّ الرحال إلى قمة على رأسها خائن لدم شهداء بلاده..
فالخونة لا يأتمنون.

يوسف غريب كاتب إعلاميّ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد