هذا هو العثماني كما قرأت ونظرت

مبارك بولكيد

مبارك بولكيد//

 

قرأت ثم نظرت
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ
عن سعد الدين العثماني قرأت في الفايس ما يلي:
ـ قرأت أنه أول رئيس حكومة سوسي.. والفكرة لا تزيد ولا تنقص لا من معاناة سوس ولا من إشكالية لغته وثقافته أي شيء.
ـ وقرأت أنه كان يستمد التوجيهات من فاعلين بالحركة الأمازيغية كي يبلور موقفا إيجابيا من القضية؛ والحال أن للرجل تحليلا خاصا وموقفا واضحا؛ هو تأكيده أن الحل الأمثل للأمازيغية يكمن في تفعيل الجهوية على أساس ثقافي / لغوي، كما أنّ له الجرأةَ أن يعلن هذا الطرح السياسي المختلف مع مبادئ الحركة الأمازيغية ومع توجهات العدالة والتنمية؛ لكنه لم يستطع كسب التأييد له داخل الحزب، كما لم يستطع خارجه ثني الفاعلين الأمازيغ عن التشبت بشعاراتهم القومية الحالمة وبطموحاتهم الوطنية غير العملية المستحيلِ، في حقيقة واقع الصراع اللغوي بالبلاد، أن تفيد الأمازيغية في شيء.
ـ وقرأت أنه ليس ديمقراطيا ولا تقدميا؛ بل مجرد فقيه عضو في الحركة الدعوية وفي الحزب الإسلامي المنغلقين؛ مما سيجعله حتما غير قادر، كمسؤول حكومي في الغد المنظور، أن يُفَعّل ما حدده الدستور من أهداف للأمازيغية.. مع أن الحاصل حقا هو العكس: هو أن العثماني، ويشهد بهذا سجله النضالي المشار إليه، يُعتبَر بخصوص الأمازيغية أكثر ديمقراطية وأعلى تقدمية من سياسيين يساريين كبار كعبد الرحمن اليوسفي ومحمد بنسعيد أيت يدر؛ وذلك على سبيل المثال لا الحصر.
ـ وقرأت أخيرا أن ملف الأمازيغية، استناد إلى المواقف الواضحة والجريئة تلك، سيعرف على يديه كرئيس للحكومة المقبلة تطورا إيجابيا لا محالة.. غير أن مثل هذا التخمين الذاتي العاطفي لا يستسيغه التحليل السياسي الموضوعي؛ لأن سعد الدين الشخص الذي كان يفكر بحرية أمس سيغدو بعد نجاحه في تشكيل الحكومة غدا مسؤولا تنظيميا يطوقه برنامج الحزب ثالثا ثم برنامج حكومة الأغلبية ثانيا ثم سياسة المخزن أولا وأخيرا.
2
ذلك ما قرأت.. ثم نظرت.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد