الدكتور سعد الدين العثماني و مستقبل الأمازيغية

الحسين بويعقوبي

بتعيين الملك للدكتور سعد الدين العثماني رئيسا للحكومة من حقنا أن نتساءل عن مستقبل اللغة و الثقافة الأمازيغيتين في ظل حكومة يترأسها شخص لا يخفي أمازيغيته و من المحتمل جدا أن يشكل حكومة مكونة من أحزاب يترأسها زعماء لايعاكسون المطالب الأمازيغية بل يظهرون ارتباطهم بأصولهم الأمازيغية بشكل أو بأخر. لا أريد بقولي هذا أن أجعل من القضية الأمازيغية قضية اثنية مصيرها مرتبط بأصول من يسير الحكومة بل هي قبل كل شيء قضية ديمقراطية ولكن مواقف الدكتور سعد الدين العثماني من الأمازيغية معروفة و قد تطورت ايجابا و بشكل كبير مند التسعينات من القرن الماضي, فرئيس الحكومة الجديد ينتمي لأسرة أمازيغية سوسية معروفة ويعتز بما قام به والده من أجل الأمازيغية وخاصة بحثه حول ألواح جزولة و دروس الوعظ والارشاد بالأمازيغية على الاذاعة الوطنية ومن الأوائل الذين تحذثوا عن وجود الحروف الأمازيغية تيفيناغ وعن أهمية تعلم اللغة الأمازيغية. كما أن سعد الدين يتحذث الأمازيغية بطلاقة ويستنشقها يوميا كلغة تواصل مع أهله و ذويه وليس فقط كذكريات الأجداد. أثناء النقاش حول التعديل الدستوري لسنة 2011 بادر الى تنظيم أحد أهم اللقاءات حول دسترة الأمازيغية ذاخل البرلمان وقدم فيه نمادج من دساتير العالم التي تعترف بعدة لغات. وحين أصبح وزيرا للخارجية كانت له الجرأة ليطلب من وزراء خارجية الدول المغاربية الكف عن استعمال عبارة “المغرب العربي” و تعويضها بالمغرب الكبير كما ينص على ذلك الدستور المغربي. كما أنه وخلال كل المحاضرات التي يشارك فيها كالملتقى الدولي بتزنيت حول “الأمازيغ و السياسة” يعبر فيها عن مواقف شجاعة لصالح الأمازيغية. يواخذ عليه عدم القيام بأي رد فعل حين أهان الأستاذ عبد الالاه بنكيران الأمازيغية ولمرات عدة سواء حين وصف تيفيناغ بالشينوية أو حين تلفظ بعبارة “بشحال كاع تايعيش السوسي”. لكن من يعرفون هدوء العثماني و هو الطبيب النفساني سيفهمون قدرته على امتصاص الغضب وتجاوز هفوات الآخرين في انتظار اللحظة الحاسمة لاتخاد القرارات الصائبة. فهل الخمس سنوات المقبلة (ان تمكن من تشكيل الحكومة) ستكون فترة مفصلية في تاريخ الأمازيغية خاصة وأن دستور 2011 يسمح له رفقة حلفائه باتخاد كل القرارات التي تسمح بجعل الأمازيغية تلعب دورها كاملا لغة رسمية. وأول ما يجب القيام به اعادة فتح النقاش داخل البرلمان حول القانونين التنظيميين المتعلقين بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية و انشاء المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية لاعادة صياغتهما بشكل يضمنان المساواة بين اللغتين الرسميتين للمغرب وتجاوز الأخطاء التي خلفها سلفه بخصوص هذا الموضوع. أم أن موضوع الأمازيغية يتجاوزرئيس الحكومة ومواقفه الشخصية منها وستعيش سنين أخرى من التهميش في ظل حكومة يتواجد بها أبناؤها مكتوفي الأيدي لا حول لهم و لا قوة وينظرون اليها تموت بين أيديهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد