مجلات وزارة الثقافة والثقافة الأمازيغية..أو عودة العقل إلى رشده..

بقلم ذ.الحسن زهور

لعل المقالات الانتقادية التي وجهت للمسؤولين المشرفين على مجلات وزارة الثقافة على اختصارهم للثقافة المغربية في ما هو مكتوب بالعربية فقط أعطت بعض نتائجها الايجابية في العدد الجديد (العدد 43) من مجلة ” الثقافة المغربية” التي أصدرتها الوزارة مؤخرا. فقد سبق ان تم تنبيه المسؤولين المشرفين على هذه المجلة الثقافية مرارا بأن مغرب ما بعد دستور 2011 ( بلغتيه الرسميتين) ليس هو مغرب ما قبل هذا الدستور (نشر ما هو مكتوب بالعربية فقط)، وبأن عليهم الالتزام بهذا الدستور والقطيعة مع الايديولوجيات البرانية التي لا ترى في المغرب الا وجهه المكتوب بالعربية ( سبق ان نشرت مقالة تنبه الى هذا الحيف في مقالنا على الموقع ازول بريس :

صورة المقال السابق
صورة المقال السابق

فهل العدد الجديد من مجلة ” الثقافة المغربية” رقم 43 الذي صدر مؤخرا هو بداية للقطيعة مع الايديولوجيات التي كانت تتحكم سابقا في هذه المجلة المغربية؟ وكان من المفروض فيها أن تمثل الثقافة المغربية في تنوعها اللغوي والثقافي ( مع أنها تنشر النصوص الابداعية بالدارجة المغربية، في حين أغلقت الباب أمام النصوص الابداعية الامازيغية) .
نأمل ذلك، ونأمل أن يكون هذا العدد الجديد بداية الطريق للالتزام بالهوية المغربية في تنوعها اللغوي، وأن يعبر هذا العدد عن تغير في الذهنيات المسيرة والمشرفة على هذه المجلة الوزارية. فتنوع مواضيع هذا العدد الجديد في التفاته الى الثقافة الأمازيغية المغربية هو بادرة نشجعها كثيرا لأننا نعتبر هذه المجلة الثقافية التي تشرف عليها الوزارة منبرا ثقافيا وأدبيا يمثل المغاربة جميعا بدون تمييز بسبب اللغة أو الجهة.. لكن سننتظر مدى التزام هذه المجلة بهذا التوجه الجديد في أعدادها القادمة والتي ننتظر أن تفي بهذا “التوجه الجديد” المفروض منه الالتزام بالدستور المغربي ( بلفتيه الرسميتين) و مساير للتوجه الرسمي بالمغرب ( التنوع في إطار الوحدة، وهو الشعار الذي طرحته الحركة الامازيغية منذ بداية الثمانينات والذي تبناه المغرب الرسمي حاليا، لكن ما زالت بعض الجهات الثقافية متخلفة عن مسايرة هذا العهد الذي انخرط فيه المغرب).
يتضمن العدد الجديد من مجلة الثقافة المغربية مقالين عن الثقافة الامازيغية هما، مقال “الثقافة الامازيغية ” للاستاذ يوسف توفيق، وهو باحث في المعهد الملكي للثقافة الامازيغية، ومقال ” القضايا الثقافية الشعبية الامازيغية، القضايا والمفاهيم” للاستاذة سعاد وصيف.
فهل هي بداية تغيير في منظور مسؤولي المجلة الى الثقافة المغربية؟ نأمل ذلك ونشجع عودة هؤلاء الى هويتهم المغربية كما نعيشها وأقرها الدستور المغربي، فمجلة “الثقافة المغربية ” يحب أن تلتزم بالثقافة المغربية في تنوعها بعيدا عن الاملاءات الايديولوجية القومية التي رهنت الثقافة المغربية بالثقافة الشرقية.
نأمل أن يكون هذا التغيير لصالح الثقافة المغربية ككل وفي صلبها الامازيغية، والاعداد القادمة ستبدي لنا هل هذا التغيير تغيير مؤقت وشكلي أم تغيير يحاول استدراك ما فات واللحاق بما حققه المغرب الحقوقي والرسمي من تغييرات أعادت للهوية المغربية بصلبها الأمازيغي بعضا من ذاتها وتميزها وخصوصيتها.
ننتظر مدى التزام مسيري مجلة “الثقافة المغربية” بنشر الابداعات الامازيغية بدلا من الاقتصار فقط على نشر – كما هي عادتهم – ما ابدع بالعربية وبالدارجة المغربية (الزجل).. فالمبدعون والمبدعات بالأمازيغية هم مغاربة وليسوا أجانب، ويكتبون ويبدعون بلغة هذه الارض وبلغتهم الأم والتي رسمها الدستور منذ 11 سنة.
نأمل أن يجد الابداع بالأمازيغية مكانه في مجلات وزارة الثقافة المغربية والتي من المفروض عليها ان تمثل الثقافة المغربية في شموليتها وفي تنوعها.
ذ. الحسن زهور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد