لماذا انزعجت الجزائر كثيرا من إعادة المغرب لعلاقاته باسرائيل ؟

أزول بريس - ذ. الحسن زهور

عداء الجزائر لاسرائيل يشبه الخصام المبني على ما نقوله بالأمازيغية:” ؤر ار سيس ساوالغ, بمعنى مخاصم معاه.
ur ar sis sawslɣ,
وبلغة الاطفال: پيشت/ppicht.
لذلك لا تعير اسرائيل اي اهتمام للجزائر، لأنها تعرف مسبقا انها لاتشكل أي تهديد لها لأن الجزائر لا تملك الا ” تاقورت ئكرمن” اي الخطاب الايديولوجي البارد الذي عفا عنه الزمن. والجزائر بدورها تعرف ان اسرائيل لا تشكل أي تهديد لها لأن الجزائر لا تقوم بأي شيء سوى ترديد اخطاب ” بردا و سلاما”
لكن ما يزعج الجزائر كثيرا ليس هو إقامة علاقات سياسية بين المغرب واسرائيل، لأن العلاقات السياسية وتبادل السفراء لا يهم الجزائر الا في استثماره ايديولوجيا لتدويخ المداويخ ومنهم بعض مداويخنا الذين استكانوا مؤخرا وسكتوا.
فأخوف ما تخافه الجزائر هو ان تتطور العلاقات المغربية الإسرائيلية الى علاقات اقتصادية لأن هذا التطور سيفيد المغرب على المستوى التكنولوجي والابحاث العلمية والاستثمارات في هذا الميدان اي الميدان التكنولوجي الذي بدأ يتطور في المغرب. فما سيستفيد منه المغرب هو التكنولوجيا الإسرائيلية المتطورة، وقد بدأت اولى تعاونهما على مستوى الطائرات المسيرة الدرون على المستوى الفلاحي والغاباتي، ثم ميدان اللقاح الذي بدأ الاستثمار الاسرائيلي في دعمه بالبدء في بناء مستودعات التبريد والتخزين الذي يتطلب تقنيات تكنولوجية عالية والتي سيصدر المغرب اللقاح الى افريقيا بتعاون مع الشركات الأجنبية ومنها الصينية… الى جانب ان يتطور التعاون ليشمل ميادين التكنولوجيا الاخرى بما فيها الميدان الفلاحي… وستستفيد اسرائيل بدورها من علاقات المغرب الإفريقية للدخول الى اسواق افريقيا الغربية وبشراكة …( في العلاقات الدولية, فابور ما كاينش).
وإذا ربطنا هذا الامر بتوصية ألمانية قدمتها سرا للاتحاد الاوروبي بفرملة النمو الاقتصادي في المغرب مخافة أن يطغى على اقتصاديات شمال غرب افريقيا..
وإذا فهمنا فتح امريكا لقنصليتها الاقتصادية في الداخلة كقاعدة للتوسع في افريقيا الغربية اقتصاديا..( امريكا لا تقدم على أمر إلا إذا كان في مصلحتها, وبالنسبة للمغرب يدخل ضمن مبدإ : رابح، رابح).
الى جانب بداية المغرب في الاستثمار في صناعة الاسلحة، والدواء…، وتطوير البنية التحتية نحو افريقيا…
لذلك سنفهم جيدا لماذا رفضت الجزائر فتح الحدود مع المغرب منذ عقدين ونيف، ولماذا قطعت الجزائر علاقاتها الآن مع المغرب تحت ذرائع لا تضحك الا الاطفال، ببساطة لأنها بعد خيباتها المتتالية في الميدان السياسي، تريد الآن فرملة التفوق المغربي الاقتصادي، اي محاصرته من جهة الشرق, لأنها تعرف لو أنها فتحت الحدود فالرابح الاكبر اقتصاديا هو المغرب، وهو ما تخشاه الجزائر، لذلك ستحاول جره الى سباق التسلح لانهاكه اقتصاديا، لكنها ستفشل مرة أخرى لأن المغرب سيحاول الاستفادة من سباق التسلح هذا ببناء صناعة حربية للتصدير مما سيساعده على إعادة التوازن بين الاستيراد والتصدير للتخفيف من الثقل المالي لاستيراد الأسلحة المتطورة ( ورب ضارة نافعة).
وسنفهم كذلك لماذا تلح اسرائيل إلحاحا على إعادة علاقاتها بالمغرب، لأنها تريد ببساطة ان يكون شريكا اقتصاديا ( لأنه المفتاح نحو غرب افريقيا) أمام شهيتها الاقتصادية للدخول الى اسواق غرب افريقيا، وقد جربت سابقا التنافس معه في هذه الجهة الإفريقية وفشلت، والآن تريد التعاون معه، الى جانب التعامل السياسي طبعا لايجاد حل للقضية الفلسطينية ( اسرائيل لا تقدم على أمر إلا إذا كان في مصلحتها السياسية والاقتصادية).
العلاقات الدولية تعتمد على المصالح وليس على العواطف.
لذلك فالنجاح الاقتصادي لا بد له من قاعدة شعبية لتأمين هذه الانجازات والسير بها نحو الرقي و لمصلحة كافة الشرائح الاجتماعية، وتقوية الجبهة الداخلية عبر تعزيز الديموقراطية وحقوق الانسان بكافة اشكالها..
ذ. الحسن زهور.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد