لئن تغيرت القوانين، فمن يغير العقليات؟

يثير السؤال أسفله إشكالية حقيقية مرتبطة بصعوبة تغيير العقليات حتى وإن تغيرت القوانين. فرغم الإعتراف الدستوري بتعدد مكونات الهوية المغربية تأبى بعض العقليات المتواجدة في مواقع المسؤوليات إلا أن تبقى حبيسة عقلية ما قبل الدستور الجديد وتستغل مواقعها، كما هو حال تحديد سؤال الإمتحان الجهوي الموحد لجهة سوس ماسة، لتمرر أفكارا بخلفية ايديولوجية يسعى الجميع لتجاوزها. وحتى من الناحية العلمية فمضمون السؤال يجانب ما جاءت به كتب التاريخ، فضلا عن أن المجلة التي أخد منها النص بتصرف يجب أن تنطلق من خلفيات تعكس تاريخ المغرب، وتعدده الثقافي ومكانة الأمازيغ في تاريخه الذي يعود لأكثر من 33 قرنا. فلم يستطع كاتب السؤال في تصرفه حتى ذكر اسم سكان المغرب قبل مجيء العرب وركز على تكرار كلمة “عرب” بشكل يبين أنها الهذف الوحيد من السؤال كله. ألا يمكن طرح سؤال آخر يبين جمال اللغة العربية ويقدم الإسلام بشكل أكثر موضوعية ويحترم البعد التربوي والتكويني للتلميذ المغربي، بدل هذه الأسئلة التي تتقطر ايديولوجية.

تدوينة : الحسين بويعقوبي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد