في تجارب اليسار الانتخابية .. أسئلة حارقة للاصدقاء في اليسار الاشتراكي الموحد

بمناسبة انتهى آخر قلاع اليسار بجماعة انشادن باشتوكة أيت باها

بقلم الحسن باكريم

مند منتصف الثمنينات، حين تم تعييني بجهة أكادير كنت اتابع تجربة المناضل العصامي محمد بن سعيد ايت ايدر ، الامين العام لمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي، تجربته الانتخابية البرلمانية، بل كنت من المساهمين فيها عن قرب، بسبب عملي بدوار افريان بجماعة انشادن   وكان بيتي مقرا للمنظمة، كما ساهمت خلال اللقاءات التي كان ينظمها بدائرته ومع السلطات وغيرها لحل مشاكل المواطنين.

كما تابعت تجربة الجماعتين انشادن وبلفاع، بإقليم أشتوكة أيت باها، التي كانت معقل المنظمة ، من خلال تجربة ديمقراطية رائدة، من خلال الفوز المستحق لولايات متتالية، ولتنفيد برامج تنموية كانت تعتمد على الديمقراطية التشاركية والقرب من هموم الساكنة وتحقيق أولويات مطالبها في التنمية محلية.

اليوم، من خلال استحقاقات 8  شتنبر، انتهى كل شيء بإقليم اشتوكة ايت باها بالنسبة لليسار  ، بعد ان عادت جماعة انشادن لحزب الاستقلال، وقبلها كانت جماعة بلفاع، والتحاق الحسين أزوكاغ بحزب الاستقلال وفوزه بولايتين رئيسا لجماعة بلفاع ومجلس النواب، بالاضافة إلى عدد من الأصوات وعدد من المقاعد في الغرف والجماعات.

بعد هذه التجربة، وبعد انتكاسة اليسار وتراجعه المستمر في  مناطق عديدة وافول خطابه، من الساحة السياسية،  هذه بعض الأسئلة لمن تبقى في تنظيمات اليسار وخاصة امتداد المنظمة، التي كانت مدرسة للنضال وتجربة سياسية وإعلامية قل نظيرها، لا أظن أن مثيلا لها سيتكرر في المشهد  السياسي بالمغرب.

بعد هذا كله : ما تقييم  المناضلين لتجربة سي محمد بنسعيد ايت ايدر البرلمانية والنيابية وجانبها المرتبط بعلاقته بمواطني الدائرة؟ ما هي الدروس والخلاصات ؟ كيف يفسر المناضلون استمرار أعضاء من المنظمة انتقلوا إلى أحزاب أخرى في تجارب برلمانية وجماعية ناجحة (من المنظمة الى حزب الاستقلال مثلا) وبنفس نضالي مستمر؟ ما هي الدروس وما هي الخلاصات؟  هل استفاد الاشتراكي الموحد من تجربة المنظمة وتجربة  هؤلاء الرفاق؟ هل تم تقييم هذه التجارب بشكل سياسي وعلمي؟ الخ.

كل هذه الأسئلة وأخرى، ربما يطرحها العديدون ممن تابع تجربة المنظمة بإقليم أشتوكة أيت باها وربما بمناطق أخرى من المغرب، تشكل احدى  القضايا التي كان على اليسار ان يدرسها ويبحث في إيجابياتها وسلبياتها ويستخلص منها الدروس، قبل ان يخوض تجارب انتخابية جديدة فاشلة، تجارب يبدو أنها وضعت قطيعة بينها وبين تجارب المنظمة المذكورة.

من الصعب الخوض في تجارب انتخابية دون ان يكون لها عمق نضالي وتاريخي، تجارب يتكرر فيها النقاش دائما وأبدا، بمناسبة الانتخابات، حول الجدوى من المشاركة، وأليست المقاطعة أفضل من المشاركة.. كان هذا النقاش هو  الزلزال الذي أنهى مسيرة المنظمة الغنية بالمواقف وبالعمل والاجتهادات ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد