صالح أيت صالح.. كاتب مغربي شاب يترجم إلكترونيا “الخبز الحافي” إلى الامازيغي

أزول بريس- بلغة أمازيغية فصيحة ‘’تيفيناغ’’ استطاع الكاتب المغربي، صالح أيت صالح، أن يترجم رواية الراحل محمد شكري ‘’الخبز الحافي’’ ويدخل الرواية المغربية الشهيرة، التي ترجمت بلغات عدة، إلى رفوف خزانة الكتاب المغربي المكتوب بالأمازيغية، عبر منصات التواصل الاجتماعي، في نسخة إلكترونية تنتظر الضوء الأخضر من مالكي حقوق النشر، لتصبح كتابا ورقيا، يغني الخزانة الأمازيغية.

فكرة آمن بها أستاذ اللغة الأمازيغية، منذ السنوات الأولى بشعبة الدراسات الأمازيغية بكلية الآداب جامعة ابن زهر بأكادير، حيث كانت أول المحاولات للكتابة بالحرف الأمازيغي، وتجربة لكسر ‘’الطابو’’ عن طريق الترجمة، ومحاولة لنقل معاناة جيل كتب عنه الكاتب المغربي الراحل محمد شكري، وإن اختلف السياق لكن الواقع لم يتغير، يقول صالح أيت صالح.

رواية يعتبرها الكاتب الأمازيغي، إرثا مشتركا لجل المغاربة، والتي استطاعت أن تعبر بلسان الهامش، وعن هموم الطبقة السحيقة، وأدبا مغربيا يستحق أن يروى بلسان مغربي متعدد اللغة، وتجربة لكاتب مغربي استطاع أن يصل الى العالمية، بالرغم من ظروفه القاسية، ويصنع للرواية المغربية مكانا بين الإبداعات العالمية.

اللغة التي لا تستطيع أن تعبر عن ‘’الطابو’’ لا يمكنها أن تستمر، وهذا كان بالنسبة لي تحديا كبيرا، حيث وجدت نفسي منغمسا في انتظارية ردود أفعال القراء، خاصة الذي لا يملكون خلفية أكاديمية، الذين يعتبرون ‘’الطابو’’ من المحرمات، إلا أنه بمجرد نشر المقطع الأول للرواية على ‘’منصات التواصل الاجتماعي’’ تفاعلت معه النخبة الأمازيغية، وأشاد به الكثيرون ممن قرؤوا النسخة العربية والأمازيغية، ووجدوا في ذلك إغناء للخزانة الأدبية الأمازيغية ولو مع وقف التنفيذ’’ يضيف الكاتب الأمازيغي في تصريحه لمنبر بناصا.

الفكرة بدأت سنة 2014، واستمرت الى حدود الساعة، والهدف منها إغناء اللغة الأمازيغية والتعابير الأدبية الأمازيغية بتجارب أخرى، وأضاف أيت صالح ‘’يمكن الكتابة بتعابيرنا أو إبداع تعابير أخرى من خلال اللعب بالكلمات، لخلق معاني جديدة، واغناء النص الأدبي الأمازيغي بتجارب أخرى كيفما كان نوعها، من خلال التعامل مع نص من للغة أخرى أو أدب تاريخي، مثلا الأدب الروسي أو العربي أو الفرنسي أو التركي، وهنا تتعامل مع سياق تاريخي جديد وثقافة جديدة وعبارات ذات حمولة لسنية وثقافية مختلفة.

‘’الخبز الحافي’’ بنسخته الأمازيغية، تجربتي الأولى في الترجمة، لم يكتب له بعد أن يخرج الى الوجود ورقيا، لظروف تتعلق بالأساس بحقوق النشر التي لم أحصل عليها، إضافة الى كون الرواية لم يمر على إصدارها 50 سنة، لتدخل في خانة الارث العالمي، ليحق لنا بعدها الترجمة بدون موافقة، لكن ذلك لا يمنعنا من مواصلة الابداع، عن طريق الترجمة بالأمازيغية، حيث سبق لي أن ترجمة الأدب الروسي للكاتب ‘’دوستويفسكي’’.

يونس مزيه

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد