خاطرة : ” كلنا في الغربة سواء”

أزول بريس - سعيد الهياق

يا صاح… كلنا في الغربة سواء.
وأنت تقرأ هذه الكلمات العابرة ليس القصد منها البثة حرمانك من متعة فرحة العيد حتى وإن كانت بطعم آخر.
إِنْ هي كلمات أتقاسمها مع كل مغترب خارج الديار. يقيم في مكان ما طوعاً أو قسراً.
إِنْ هي إلا نفحات من العيد أتقاسمها مع كل مسافر في عز فرحة العيد وهو كظيم؛ سافر لأن حتمية الأعراف حتمت عليه ذلك كجندي كان حظه من العيد أن لا يبرح مكانه. أو كمرابط فُرِضَ عليه البقاء في الوضع الذي هو فيه.
يا صاح… كلنا في الغربة سواء.
أجل كُلٌّ فَرِحٌ على شاكلته بفرحة العيد. حتى المائدة منتشية بألذ الطعام وأحلى الحلويات. وأنت بداخلك غيظ دفين لأن الذي كان من الطبيعي أن يتقاسم معك فرحة العيد فُرِضَ عليه الغياب. قد تكون مجبراً على الابتسامة مع من حولك حتى تتجنب السؤال… في عز فرحة العيد.
بداخلك هيجان من الاغتراب النفسي لا يشعر به إلا كل مغترب ذاق وتجرع مرارة الغربة والفراق.
الذي من المفروض أن تحتضنه ويحتضنك ساعة فرحة العيد رحل لأنه لبى نداء القدر أو أن حتمية الظروف أجبرته عن البعد عنك.
يا صاح… كل في الغربة سواء.
دعنا نستمع بفرحة عابرة حتى نتجنب كثرة السؤال… وحتى لا نفسد عليهم فرحة العيد وإن كانت فرحة خالية من العناق والمصافحة خوفاً من الإصابة بالوباء المشؤوم.
سعيد الهياق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد