جذور المعاني : 5 – معنى المدرسة School
نقدم تبعا في حلقات تحت عنوان “جذور المعاني” لتفسير وتوضيح عدد من المصطلحات العلمية والفكرية، يقدمها أستاذ متخصص في الفلسفة ودرس ديداكتيك الفلسفة ومارس مهنة التربية.
الزميل المشرف على هذا الموضوع الهام جدا، هو المكي بوسراو، حاصل على الإجازة من كلية الآداب بفاس/ شعبة الفلسفة سنة 1986 وحاصل على دبلوم كلية علوم التربية بالرباط / ديداكتيك الفلسفة سنة 1988.
عين أستاذا لمادة الفلسفة بالثانوي التاهيلي من سنة 1988 الى سنة 2019 وحصل على التقاعد النسبي سنة 2019.
صدر له كتابين، الاول ترجمة مشتركة لكتاب “جينيالوجيا الاسلام السياس للباحث الفرنسي” اوليفي روا”سنة1998 والثاني بعنوان” قالت الام لولدها : مسار مدرس”، وهو تحليل ونقد للمنظومة التعليمية بالمغرب من خلال تجربته، صدر سنة 2021 ، وقيد التأليف كتاب بعنوان مؤقت”أفكار عابرة” يتناول جملة من القضايا الفلسفية والنفسية والاجتماعية
جذور المعاني : 5 – المدرسة schole
أصل كلمة مدرسة هو لفظ ” Scholé” في اللغة اليونانية والذي سيصبح ” schola ” ثم “escola” في اللاتينية . الكلمة كانت تعني عند الإغريق الوقت الحر أو التوقف عن العمل.
فالمدرسة كانت فضاء للاستمتاع بالوقت الحر أو تزجية الوقت عبر المناقشة أو الحوار و التمرس على طرق القول والتفكير.
إنها مكان لتكوين الشخصية : تعلم المعارف والتمرن على الحوار والنقاش وكذا الاهتمام بالصحة البدنية.
فوظيفة المدرسة عند الإغريق هي تنمية شخصية الفرد و إذكاء عقله وتأهيله ليكون حكيما.
أما غايتها الأسمى فهي السعادة التي تكون بالتدرج في مراتب الحكمة.
إذ كلما كان الإنسان حكيما أي يمتلك دراية واسعة ويتقن فن القول والإقناع ويتذوق المعارف ، كان أقرب إلى السعادة أي سعادة النفس أو العقل.
وكلما كان يمتلك وقتا حرا كان انسانا فاضلا.
والنتيجة هي أن التوقف عن العمل والاستمتاع بالوقت الحر يهيأ الفرد للإبداع .
فالإبداع يحتاج إلى مساحة من الفراغ تسمح للمفكر بالتأمل والكتابة، لذا فإن جل الفلاسفة والفنانين والأدباء والعلماء أبدعوا في أوقات فراغهم.
لم يكن دور المدرسة أبدا، هو شحن التلميذ بالمعلومات ولا منح الشواهد ولا النجاح والمردودية، كما صارت اليوم، بعد انحراف المعنى.