ثانوية عمومية بالرباط تخلق مفاجأة من العيار الثقيل…

أحدثت مؤسسة للاعشة بالرباط ما لم يكن في الحسبان، بعد أن وضعت حدا لهيمنة المؤسسات الخصوصية ذات الصيث الكبير بالمغرب، بفوز ممثلِيْهَا بالدورة الثامنة للمبارزة النقاشية باللغة الفرنسية  (Joute oratoire)  كما هي متعارف عليها في الكثير من المؤسسات المرموقة في العالم يوم السبت الماضي، 26 مارس.

هذه المبارزة التي تعتبر من بين أرقى اشكال تعميق الوعي بالمواطنة والنقاش الحر المسثنير، ينظمها سنويا معهد HEM والمعهد الثقافي الفرنسي، وتشارك فيها مؤسسات التعليم الثانوي التي تكون قد نجحت في مرحلة الانتقاء.  دورة هذا العام طرحت على طاولة النقاش بين المتبارزين، مواضيع الساعة من قبيل: العلاقات بين المغرب والجزائر، السكيزوفرينيا في المجتمع المغربي، حربة التعبير، المسألة الدينية، ومواضيع أخرى.

ويتواجه في هذه المبارزة النقاشية، التي تدور أطوارها على شكل إقصائيات تفرز في الأخير مؤهلين لنهائي الدورة، فريق عن كل ثانوية منتقات يضم تلميذين/تين لهما القدرات والكفاءات اللازمة للمشاركة في مثل هذه المبارزات التي تتطلب أولا التمكن من اللغة الفرنسية، والقدرة على النقاش بها وعلى الرد السريع، ثم الإلمام بمواضيع الساعة ذات الصلة بالمواطنة وقيمها.

وقد تميزت دورة هذا العام بمشاركة ثانويتين عموميتين بالرباط، ثانوية للاعائشة وثانوية للانزهة؛ ثانويتين عموميتين كان عليهما مجاراة ثانويات خصوصية مرموقة لها تجربة كبيرة على مستوى المبارزات النقاشية وسبق لبعضها الفوز في الدورات السابقة؛ كما تميزت دورة هذا العام بمستوى عال مقارنة بالدورات السابقة وبمنافسة قوية، باعتراف الجهات المنظمة.

وقد اسفرت دورة هذا العام على نهائي جمع ثنائيين عملاقين يمثلان كل من ثانوية للاعائشة بمقاطعة حسان بالرباط، والثانوية الخصوصية قوس قزح (Arc en ciel)، نهائي كسب رهانه ثنائي ثانوية للاعائشة المكون من التلميذين: حتوس بشير-إمال و سهيل مزور، اللذان اعلنتهما لجنة التحكيم فائزين بجائزة قيمة عبارة عن سفر إلى الديار الفرنسية لمدة أسبوع في إطار برنامج مواطناتي حافل، يزوران فيه، بمعية مؤطرتهما، بعض المؤسسات العريقة في الجمهورية الفرنسية ومنها المجلس الوطني الفرنسي.

ويعتبر فوز هذه الثانوية العمومية العريقة في هذه المبارزة النقاشية وكسرها لهيمنة المؤسسات الخصوصية عليها، رسالة إلى الحكومة للاهتمام بالطاقات التي يعج بها التعليم العمومي، والاستفاذة من تجربة معهد HEM والمعهد الفرنسي، لتشجيع مثل هذه المبادرات المواطنة، وتنظيمها في كل جهات المملكة، وباللغتين الرسميتين أيضا: العربية والأمازيغية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد