حينما يمتزج عمق الكلمة و روعة الآداء، الفنان خالد بدراوي و الشاعر موحا بن ساين يبدعان…

بقلم ذ. عمر ايت سعيد

 

عندما يكتب الشاعر موحى ابن ساين، بعين الممارس لفن احيدوس وقلب العاشق للكلمة المجنحة و أنامل صائغ الكتابة شعرا و نثرا، فهو يكتب من أجل إحياء الكلمة الرقيقة وربيعها، وإحياء النص وعنفوانه، ذلك النص الذي يبدي ويوحي في الآن نفسه إلى أن عيون الإبداع في واحاتنا لازالت تنبض بالحياة. في تجربته الجديدة هاته، بمعية الفنان المتألق خالد البدراوي الذي مافتئ يتحفنا بأغان ترقي بذوقنا العام. فلاغرو أنه راكم تجربة كبيرة في الغناء الامازيغي بشتى أساليبه وأنواعه وبهذا يمكن القول أنهما شكلا معا تنائيا رائدا حري بالشباب ان يستفيذوا ويغترفوا من تجربتيهما شعرا وغناء وعزفا.
جاءت هذه الأغنية الجديدة تحت عنوان “تيفسا” Tifsa الربيع في سياق الاحتفاء بالربيع، ذلك الفصل الذي تعشقه الكائنات جميعها. فيه تتفتح الازهار وترقص الفراشات وتعلوا الزغاريد، الربيع هو فصل تستعرض فيه الأرض و الطبيعة مفاتنها وجمالها وتدعونا الى الابداع والحب والتقاسم والعيش المشترك.
المبدع والمغني خالد البدراوي وكذا الشاعر موحى ابن ساين عبر هذا المنتوج الفني نجدهما ينتصران لعمق الطبيعة كلمة وصوتا وآداء ويدعوان المستمعين الى تأمل تفاصيل الورود وشم رائحتها وعبقها والعودة لجمال الروح والكلمة وقراءة حركات الفراشات والحمام وانشاد الكلمات الرقيقة والعميقة ونثر بدور الحب أينما حلوا وارتحلوا…
غالبا ما يربط النقاذ كلمة الربيع بالثورة والاحتجاج، لكن كمتتبعين لحركة الابداع في اسامر “الربيع” بالنسبة لنا: هو هذه الحركة ذاتها، هذه الحركة المسماة” حركة أمون ستيل وفيزيون” ، هي حركة موسيقية وشعرية وتشكيلية وسينيمائية ،انبعثت من أسامر، خرجت من عنق المعاناة ومن مسام حجر بوكافر وبادو، لتعانق سماء الفن والإبداع، سماء الحرية والتفكير.
ربيع مزهربالقصائد الجميلة والاغاني الرائعة، تلك المنجزات الفنية التي ابدعها شباب اسامر ومجموعاته الفنية الكثيرة التي ترقى بالمستوى الفني العام لأسامر في ظل افتقاره لاعلام جهوي فني يضمن على الأقل توثيقه ضمانا لخلوده.
قصيدةتيفسا نثرت كلماتها المفعمة بالحب في باريس ونمت أغنية تحتفي بالربيع ليحتفل بها الأمازيغ في كل بقاع العالم لدعوتها لهم جميعا إلى عيش همسات هذا الفصل الذي يربط مخيلتنا الجماعية بالجنة.
ربيع ننشده جميعا رغم التهميش الكبير الذي يعيشه أسامر في شتى المجالات، خاصة تهميش شبابه وعدم توفير مشاريع واستثمارات تضمن استقرارهم وبهكذا يتم تهجيرهم بطريقة غير مباشرة لبناء المدن الاخرى ويتم تأجيل تنمية واحاتنا الى اجل غير مسمى.
نقول اذن للشاعر موحى ابن ساين والمبدع خالد البدراوي نحبكما ونقدر عمق تضحياتكما فواصلا وغنيا وازرعا الورود والبذور فأكيد ،أكيد ربيعنا له طعم خاص، فلنعش هذا الربيع جميعا في ود وتقاسم وتآخ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد