تارودانت تاريخ غير قابل للنسيان

أزول بريس – محمد حكيمي//

في ذروة هذا الحجر حيث أضحى التباعد سمة من يلاقي وغدا الوصال جزءا من المستحيل أبعث إليكم أيها الجالسون في منازلهم عبر كل قنوات التواصل رسائلي المحملة بالأشواق، أبعثها إليكم مع كل نجم بازغ وقمر سالك طريقه لإزالة بعضا من ظلمات الليل البهم، وصبح يتنفس تحث أغطية الأحلام ليعيد للأحضان عناقها المفقود، وناي يتنهد لحنا فيوقظ زهرة الحياة من غفوة أخذتها على حين غفلة
تارودانت حكاية غير قابلة للنسيان.
إنها أرض كانت مقاما لأناس قصدوها نزلاء فاستوطن حبها قلوبهم واستعمرت ذكراها عقولهم فأبى النسيان أن ينال من قراها وكرمها. إنها حاضرة سوس حيث تتجانس الثقافتان العربية والأمازيغية تجانسا يصعب التمييز بينهما فيتولد الفن بأنواعه في فسيفساء فريدة تنم عن علو الإبداع وسمو الجمال وترفع التعايش إلى حد القداسة.
فسيفساء تتحدد ألوانها وأشكالها باتجاهات أصحابها فتسرد حكاياتها بنوع من العز والشموخ كما لو أنها في زمنها المتألق والعريق، إذ أن كل حركة ما هي إلا تفريغ تعبيري متعدد وشامل ينحدر بك في منحدر تأملي عميق حيث المعبر المؤدي إلى واحة صاخبة بكل ألوان الربيع الزاهية، فتقطف الزهر من زهو الربيع وترتشف الرحيق المعتق بعبق التاريخ، وتتفيأ الظل المتمرد على النسيان وتحادي الساقية الناطقة بألف لسان. نعم هي الواحة المشدودة بقوة إلى جاذبية الجمال والمحاطة بسياج الولع الجميل المترفع عن كل الأوصاف، يأسرك الإعجاب وأنت تتجول داخلها فتضطر إلى النظر في ملامحها فتزداد تعلقا وارتباطا، فتحاول القبض على زئبق كل اللقطات إلى أن تدرك أنك في أشد الحاجة إلى رشة من مياهها المتدفقة من الوجود الأبدي لعلها تخفف عنك رغبة السؤال وتجعلك تذوب بكيمياء الجمال والبهاء فتغدو عاشقا إلى حد الجنون بهذه المدينة ” تار ودانت”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد