انتاج سماد عضوي حيوي من مرجان معاصر الزيتون عالي القيمة

 التسميد كحل مستدام من أجل القضاء على تأثير النفايات السائلة لمعاصر زيت الزيتون  “المرجان” لإنتاج سماد عضوي عالي القيمة
حسب المعطيات الواردة لوزارة الفلاحة والصيد البحري، والتنمية القروية والمياه والغابات.

زراعة الزيتون هي مكون أساسي للقطاع الزراعي، فهو يقع على مفترق الطرق الإقتصادية، الاجتماعية وكذا البيئية.
وحسب نفس معطيات الوزارة السالفة الذكر فهذا النوع من الزراعة يشغل 65% من المساحة المتشجرة في المغرب بفضل قدراته على التكيف المناخي, فشجرة الزيتون موجودة وبوفرة في جميع أنحاء الأقاليم للمملكة من مناطق جبلية إلى مناطق صحراوية قاحلة.
بفضل جملة الخصائص التي تتوفر عليها هذه الزراعة فهي توفر وظائف متعددة، تثمين الأراضي الزراعية وكذا يساهم في توطين السكان في المناطق المهمشة, هذا القطاع يكتسي أهمية كبرى، فهو قطاع زراعي مكثف أساسي في الاقتصاد المغربي من خلال مساهمته في دعم سكان بعض المناطق كمصدر دخل رئيسي; مما يجعل من الممكن إدرار 51 مليون يوم عمل في السنة أي ما يعادل 380 ألف وظيفة دائمة.
هذا القطاع أيضا يساعد على ضمان التوريد، لوحدات تكسير ,تقطير وتعصير الزيتون الصناعية وكذا التقليدية منها من جهة و من جهة أخرى يساهم أيضا في ضمان التوريد لوحدات تعليب الزيتون.
لهذا تعتبر زراعة الزيتون موضوع اهتمام وتشجيع الحكومة من خلال توفير الوسائل والتسهيلات اللازمة لتحسين مردودية هذا القطاع.
1- استفاد هذا القطاع, قطاع الزيتون من سياسة الدولة في توسيع المناطق المحجوزة لزراعة الزيتون.
2- زيادة المساحة المزروعة بأشجار الزيتون إلى أكثر من مليون هكتار بهدف الوصول إلى 1.2 مليون بواسطة البرنامج المغرب الاخضر Plan Maroc Vert، هذا ما أدى إلى إنتاج 145000 طن من زيت الزيتون ، مما ينجم عنه مخلفات استخلاص زيت الزيتون والتي قد تكون في بعض الأحيان خطيرة جدا على البيئة. عدد الوحدات والأنظمة التي تتوفر عليها المملكة يتلخص في :
– وحدات وأنظمة تكسير تقليدية (11000) بسعة (270000 T/an).
– وحدات تكسير حديثة وشبه حديثة بمعدل (1020) وحدة وبسعة (1.22Mt/an).
بجهة مراكش آسفي العدد الإجمالي للوحدات يتراوح حوالي 1393 وحدة بما في ذلك 12 وحدة حديثة و 205 شبه حديثة والباقي 1176 وحدة تقليدية.
بهذه المنطقة مساحة زراعة الزيتون تتراوح حوالي 215102 ha, ويقدر الإنتاج بحوالي 378593 طن من الزيتون خلال موسم زراعة الزيتون لسنة 2022/2021.
ويقدر إجمالي السحق ب 205186 طن.
كل هذه المعطيات تحيلنا الى استنتاج أنه بفعل المجهودات المبذولة هذا التصنيع بالتأكيد أدى إلى تحسين جودة الإنتاج، تحسين دخل المزارعين كما أدى إلى إنتاج كميات أكبر من المنتجات الثانوية ولا سيما التصريفات السائلة التي تسمى النفايات السائلة لمعاصر زيت الزيتون ) لمر جان.(
هذا السائل المخلف غير مرغوب فيه وذلك نظرا للأثر البيئي الذي قد يكون أكبر نظرا لارتفاع تكاليف التخلص منه.
تقدر الكمية المنتجة للمياه النباتية في منطقة البحر الأبيض المتوسط ب 1.2 مليون طن في السنة. وفي المغرب هذه الكمية تقدر ب 685000m3 سنويا وهذا بمناطق إنتاج زيت الزيتون الرئيسية للمملكة (فاس- مكناس، مراكش- آسفي…).
فيما يخص جهة مراكش آسفي.
– تقدر النفايات السائلة بحوالي 134739m3 (2020/2019) مقابل 56843m3 لسنة 2010.
– الوحدات الصناعية تنتج حوالي 121265m3.
– الوحدات التقليدية تنتج حوالي 13474m3.
من المعروف أن غالبية وحدات المعالجة تنتج كمخلفات النفايات السائلة بما في ذلك الوحدات الحديثة ثلاثية الطور/ الوحدات شبه حديثة/ الوحدات التقليدية (0.6-0.7t/t).
– الوحدات التقليدية تنتج: ثفل الزيتون حوالي 0.6-0.7 t/t ;300-500kg /t نفايات السائلة.
– الوحدات العصرية ثلاثية الطور: ثفل 0.98-1 t/t ; 500kg/t نفايات السائلة
– الوحدات العصرية ثنائية الطور تنتج : ثفل رطب 800kg/t لذلك هذا النوع يسمى وحدة بيئية.
مع الأسف هذا النوع من الوحدات هو قليل جدا، لا يتواجد بوفرة.
من أجل فهم أفضل للوضع، ثم إطلاق دراسة على الصعيد الوطني من طرف قسم الماء، دراسة عن الخطة الوطنية لدراسة شاملة لنفايات مطاحن زيت الزيتون.
تجدر الإشارة إلى أن هذه النفايات السائلة لسنة 2020 هي محملة بكميات من البوليفينول تقدر ب 3257t/an، والمواد العالقة (MS) تقدر ب 163t/an, والحمولة الملوثة DCO =12376 T/an. مقارنة بسنة 2010: المواد العالقة (MS) تقدر ب 48t/an, والحمولة الملوثة DCO =3964 T/an
مثل الدول الأخرى بالبحر الأبيض المتوسط المنتجة لزيت الزيتون, المغرب أيضا يواجه مشكلة التخلص من النفايات السائلة لمصانع الزيت، وكذا الثفل (هذا الأخير إلى حد أقل).
مخلفات مطاحن الزيت هي مثل جميع المخلفات السائلة الزراعية الشديدة السمية، تشكل خطر على البيئة بسبب ارتفاع الحمل العضوي وكذا المركبات الفينولية القابلة للتحلل. إذ تعتبر هذه السوائل المخلفة جد ملوثة للبيئة بالخصوص للهواء، الماء، والتربية والجداول المائية.
هذه المياه السائلة تستعمل للسقي في بعض الأحيان بشكل غير مقنن وغير خاضع للرقابة، أو في بعض الأحيان يثم التخلص منها بتصريفها في مجاري الأنهار وكذا في مصارف المياه العادمة.
بالرغم من وجود المعاير المتعلقة بتصريف النفايات السائلة في الأوساط البيئية الطبيعية طبقا للقانون 15-36 المتعلق بقانون الماء بالمغرب. على الصعيد الوطني هذه المخلفات السائلة توجد أيضا مخزنة في أحواض مخصصة لذلك تسمى بأحواض التبخر.
المخلفات الصلبة لهذا القطاع تضاف أيضا للمخلفات السائلة المنتجة هذه المخلفات تسمى الثفل والذي يتم تخزينه بشكل عام بجوار المطاحن قبل استعماله وتثمينه لإنتاج الطاقة على سبيل المثال من طرف الحمامات, و لعدة استخدامات أخرى مما يطرح مشاكل بيئي أقل ضررا.
في الوقت الحالي وحول العالم، ثم إجراء العديد من البحوث العلمية، حول معالجة وتتمين النفايات السائلة, منها استخراج جزئيات ذات قيمة مضافة عالية وكذا استعمال سليم لهذه المياه للري، غير أن معظم وجل هذه التجارب هي محصورة على نطاق تجارب مختبرية. أما بالنسبة للتجارب والعمليات المجدية اقتصاديا لا يوجد أي منها تم وضعه على النطاق الوطني.
تجدر الإشارة إلى أنه هذا النوع من المياه المستخلصة من تقطير وتعصير الزيتون تحتوي على مركبات وعناصر تعيق طرق العلاج المقترحة (طرق العلاج التقليدية كمتال).
في المغرب نظام المعالجة المعتمد حاليا على نطاق واسع هو التخزين في برك وأحواض التبخر. فبعد التبخر ينتج ما يسمى حمأة غالبا ما يتم التخلص من هذا الناتج في مدافن القمامة أو يتم نشره بشكل عشوائي في الطبيعة بدون احتياطات خاصة للتخفيف من آثاره الجانبية.
غير أن هذين العنصرين، النفايات السائلة والحمأة كلاهما يحتوي على مواد عضوية مفيدة للتربية وناجعة لتخصيبها من بوتاسيوم، فوسفور،…الخ وتعتبر قدرتها على التسميد الطبيعي عالية جدا. لهذا السبب فاختبار عملية التسمية (Compostage) كأداة وتقنية لمعالجة الحمأة الناجمة عن تبخر النفايات السائلة ، يعتبر كوسيلة ناجعة وجد فعالة و واعدة لمعالجة وتدوير هذه النفايات بطريقة مستدامة.
من أجل توفير حل موثوق ومستدام للجمعيات المحلية (Collectivités locales) وكذا مهنيو ومتخصصو قطاع زيت الزيتون، وللمواجهة الجدرية لهذا المشكل ولحماية البيئة من الأضرار الناجمة عن نثر والرمي الغير المقنن لهذه النواتج.
المختبر BioMAgE الكائن بكلية العلوم السملالية جامعة القاضي عياض- مراكش طور مشروع بحث علمي بعنوان “معالجة النفايات السائلة ، بتقنيات وآليات حيوية هوائية لإنتاج سماد عضوي فعال لتخصيب التربة” موقع الدراسة “تعاونية آباينو” هذا البحث تم اختباره وانتقاءه من قبل الوزارة المنتدية المكلفة بالبيئة بعد دعوى لدعم مشاريع البحث والتطوير التي تم إطلاقها سنة 2016. هذا البحث مدعوم أيضا من طرف العديد من الشركاء أخص بالذكر المديرية الأقليمية للبيئة بمراكش, جامعة القاضي عياض، وأيضا إقليم شيشاوة.
يهدف هذا المشروع بشكل أساسي إلى تطوير قطاع التسميد (التسميد المشترك CO-Compostage) لحمأة أحواض تبخر النفايات السائلة مع مخلفات وروث الدواجن, والنفايات الخضراء وذلك من أجل إنتاج سماد مستقر وصحي وعالي القيمة والذي يستجيب للمعاير المعتمد بها والموصى بها في مجال الزراعة كاقتراح وازن ;سيسمح هذا الحل الجدري لهذه المعضلة التي يعاني منها جل البلدان المنتجة ,لتوفير حل دائم مستدام غير مكلف ومعمول به تقنيا لتدوير الحمأة وكذا التخلص من النفايات السائلة هما يساعد على تعديل خصائص التربة وكذا تعزيز جودة وصحة التربة والرفع من مردودية المحاصيل، وكذا سيساهم بشكل لا مثيل له من التخفيف من تغيرات المناخ الناجم عن هذه المخلفات بعزيمة وإرادة قوية. فريق البحث العلمي لمختبر BioMAgE أجرى جميع التحليلات الضرورية لطبيعته وجودة الحمأة وكذا التحليلات اللازمة للتتبع المستمر لعلاج هذه الحمأة خلال التجارب الشبه الصناعية لعملية التسميد (Compostage).
للقيام بذلك تم إنشاء منصة التسميد بإقليم شيشاوة لحمأة النفايات السائلة مع النفايات الخضراء وكذا روث الدواجن “معالجة شبه صناعية”. جملة من التحليلات اللازمة لاختبار وتحديد درجة “السمية البيئية” و “السمية النباتية”.
العديد من التجارب الزراعية تم إجراؤها ايضا لتحديد الجودة والقيمة الزراعية للسماد العضوي المحصل عليه. مجمل الأبحاث المنفذة في إطار هذا المشروع الممول من طرف وزارة البيئة قسم البيئة. أدى إلى نتائج فعالة, أثرها حقيقي على المجتمع المحلي إلى جانب هذا السماد الناتج والمحصل عليه بهذه التقنية “صديقة للبيئة” يتميز بالنضج و غياب السمية النباتية والبيئية، المطلوبة وهذا كله بسعر في متناول الفلاح المغربي.
فريق البحث أعطى إسم لهذا المنتوج العضوي الحيوي « MARBIOCOMPOST » كإسم تجاري. هذه التجربة العلمية يمكن نسخها وإشكالها على النطاق الصناعي.
هذا يؤكد أهمية هذه التجربة العلمية، كرؤية علمية جديدة تتمثل في نقل نتائج المعرفة العلمية المحصل عليها في مختبر BioMAgE كحل مستدام ومكيف مع السياق المغربي ويمكنه أيضا المساهمة في المجال التجاري الإقتصادي البيئي للبلاد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد