المحك ( في تعيين سعد الدين العثماني )

سيدي علي ماء العينين//

عندما نزلت الملايين او انزلها العسكر تطالب بالإطاحة برئيس مصر؛ لم يأبه الاسلاميون لجحافل المواطنيين الذين نزلوا الى الميدان؛ فقاموا بدورهم بإنزال انصارهم الى ساحة رابعة يحملون شعار رابعة و سموا ما وقع انقلاب العسكر على شرعية الصناديق؛
و في فلسطين وبعد فوز حماس بالإنتخابات؛ وانقطاع الدعم الدولي ورفظه التعامل مع الاسلاميين انذاك؛
اعيدت الإنتخابات و ابعدت حماس قصرا؛ فقامت حماس برفض ما سمته انقلابا على شرعية صناديق الاقتراع فإنورت بقطاع غزة مشكلة دولة وسط دولة .
في المغرب الامر مختلف من قاعدة الاستثناء المغربي؛ فيوم بدأ الاسلاميون بدول الجوار يسقطون تباعا بعد أن هدأ الربيع العربي؛ قدم الإستقلاليون استقالتهم من حكومة بنكيران؛ايدانا لإسقاطها؛
ويعلم بنكيران أن القصر هو من وجه الأحرار ليحلوا محل الإستقلال ضمانا لإستمرار حكومة يرى فيها القصر مصلحة للبلاد؛
بلاغ الأمانة العامة بالأمس في نقطته الرابعة خاصة التشبت بنفس الشروط و الحديث عن الارادة الشعبية!٠٠
جرت الاعراف ببلادنا ان الملوك لهم حضوة ووجب معهم الوقار؛
فالملوك يقبلون بالجدال والحوار والنقاش في التشبت بالشروط لكن في اطار خاص ؛و في حضرة القصر العامر ؛والشعب او الرعايا بلغة الملكية تهمه فقط النتيجة والتي يعلنها حامي حمى الملة والدين جلالة الملك؛
لو ان ماجاء في بلاغ الأمانة العامة وجه رسالة الى الملك غير منشورة او معلنة للقيت الترحيب و التجاوب ؛اما ان تعلن للرأي العام الدولي و الوطني ؛فهذا فيه تطاول وقلة وقار؛
والملك ذائما في اطار اختيار واحد ضمن عديد اختيارات لم ينتظر طويلا فعين الدكتور سعد الدين العثماني رئيس المجلس الوطني المفترض ان ينعقد غدا لتوسيع المشاورات وعينه رئيسا للحكومة ؛
طيب هنا الأمور واضحة:
هل سيرفض العثماني التعيين حتى ينعقد المجلس الوطني الذي يترأسه والذي سيجتمع لتوسيع المشاورات حول بلاغ الديوان الملكي؟!!!!
ام يقبل ؟
وفي هذه الحالة هل بصفته رئيسا للمجلس الوطني سيلغيه؟ ام سيترأسه بنفس جدول الأعمال؟
ماذا لو كان للعثماني وانصاره وهم كثر في حزب العدالة والتنمية رأي مخالف لقرارات الأمانة العامة وانصار بنكيران والصداميين؟
هنا يبدو لي ان العدالة والتنمية تقود حزبها الى انشقاق ندعوا الله صادقين ان لا يطالهم كما دقنا مرارته مرات ومرات؛
مشكلة العدالة والتنمية انها تتحدث عن ارادة شعبية لا تتجاوز مليون ونصف مليون صوت انتخابي مقابل ستة ملايين ونصف لباقي الاحزاب؛ و 40مليون مغربي شعارهم :الله /الوطن/الملك.
فلذلك لا يستطيع الحزب ان يلعب لعبة الساحات كما هو حال رابعة بمصر؛ ولا لعبة حماس بفلسطين لأن لامقارنة مع وجود الفارق هم انصارهم بالملايين و هنا حزب بمليون صوت يتيم!
وعليه فإن الرسالة التي اود صادقا ان يستخلصها اخوتي بالعدالة والتنمية هي ان الخصوصية المغربية تعني ان لا تعلو الديموقراطية على مصلحة الوطن ؛
وعلى الحزب ان يؤمن بهذه القاعدة ويمارس السياسة بقواعد بلادنا بلا عجرفة ولا مزايدة ؛
او ان يستغل انعقاد المجلس الوطني ويدعو لمؤتمر استثنائي ويحل الحزب ويعود الى حركة الاصلاح والتوحيد ويشتغل الى جانب اخوانه من جماعة العدل والإحسان ويناضلوا حتى تتحقق في بلادنا الخلافة الإسلامية على انقاض المملكة المغربية الشريفة التي يقودها امير المؤمنين بالبيعة وليس بصناديق الإقتراع.
تلك هي الحقيقة وهذا مغربنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد