العلم الأمازيغيي : نقطة نظام

بقلم الدكتور الحسين بويعقوبي *
الدكتور الحسين بويعقوبي 

كتب الناشط الامازيغي والاستاذ الجامعي الحسين بويعقوبي في تدوينة له على الموقع الجامعي ما يلي :
أعاد حمل الفنانة الأمازيغية فاطمة تاشتوكت للعلم الأمازيغي على منصة مهرجان موازين 2016 النقاش حول “العلم الأمازيغي” ومدى مشروعية تواجده وظهوره العلني في المناسبات الجماهيرية الرسمية. بل ان بعض العناوين الصحفية وجدت في الحذث مادة دسمة للبحث عن القراء وسمت الواقعة “فظيحة” واستمر النقاش-الجدال على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومساند لحمل العلم الأمازيغي ولكل مبرراته. فما هي قصة العلم الأمازيغي ولماذا يفهم منه البعض نقيض العلم الوطني ثم هل يعرف جميع المغاربة تاريخ تطور الأعلام المغربية الى أن وصل لصيغته الحالية وما هو السياق التاريخي والسياسي المتحكم في شكله والوانه ورموزه ثم أولا وأخيرا لماذا تحتاج الحركات الثقافية والسياسية والدول وجهات الدول وحتى الفرق الرياضية ومشجعيها لابتكار أعلام تعبر عنها?
لا يسمح المقام للاجابة على كل الأسئلة المطروحة لكن أرأ ان طرح الاشكال من هذا المنطلق سيعفينا من النقاشات البيزنطية المليئة بخطاب التخوين الذي لا يستند على أي أساس سليم. فالحركة الأمازيغية سأنها في ذلك شأن كل الحركات الاحتجاجية تحتاج لرموز تميزها عن غيرها ومنها “العلم”. ولذلك لا نستغرب ان علمنا أن هذا الأخيرالذي نراه في كل مكان وأصبح يحيل على “الهوية الأمازيغية” تم التفكير فيه مند السنوات الأولى لظهور الوعي الهوياتي الأمازيغي من طرف مناضلي جمعية الاكاديمية الأمازيغية (1966-1977) ورفع بشكل محتشم في مظاهرات الربيع الأمازيغي لسنة 1980 بمنطقة القبائل بالجزائركما ظهر في أنشطة بعض الجمعيات الأمازيغية المغربية بفرنسا مند اواخر الثمانينات و خاصة جمعية “تامونت ن ايمازيغن”. وبعد تبنيه من طرف الكونكريس العالمي الأمازيغي المنعقد بجزر كناريا سنة 1993أصبح هذا العلم يحيل على الأمازيغ والأمازيغية في كل شمال افريقيا. وحضوره القوي في مظاهرات 20 فبراير كان كافيا ليفهم الجميع أهمية والحاحية الاعتراف بالأمازيغية. فهو علم توحيدي بعيد كل البعد عن أية فكرة انفصالية لأنه يتجاوز الحدود السياسية لدول شمال افريقيا والصحراء الكبرى (بلاد الأمازيغ) ويشبه في ذلك علم الاتحاد الأوروبي. فرفعا لكل لبس فالعلم الوطني يحيل على المغرب ككيان سياسي دو سيادة والعلم الأمازيغي يحيل على لغة و ثقافة توجدان في مجال أوسع وهو بذلك يحمل هما وحدويا لمجال جغرافي وتاريخي وثقافي مشترك. ولذلك نجد هذا العلم في كل التظاهرات المرتبطة بالثقافة الأمازيغية ولا يجد أي أحد مثقفا كان أو وزيرا أو سياسيا أو رياضيا وأحيانا حتى بعض رجال السلطة أي حرج في حظوره.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد