السيد الوالي: من عرائض- وصايا الفقيد توفيق سميدة تغيير ” لوگو” المدينة..

*يوسف غريب

السيد الوالي :

بعد التحيّة.

قد يكون الأمر طبيعيا أن تسلّط عليك الاضواء وتلتقط لك صوراً من كل الزوايا لحظة زيارتك للمعرض التوثيقي لمسار مناضل مدني بمناسبة الذكرى التأبينية لاربعينية الفقيد / الرفيق توفيق سميدة جدّد الله رحماته عليه.

والأكثر من الطبيعي أن تقف كثيراً عند صورة توثق لحظة تواصل بينك وبين الفقيد بساحة تامري وبما تحمل من دلالة هذا النضج وروح المسؤولية لدى فقيدنا وضبط خيط التوازن بين الترافع من أجل قضايا المدينة من جهة والاستعداد للتواصل والتحاور مع ذوي القرار ومن مختلف المواقع من جهة أخرى..

وقد يكون من الصور المعروضة أيضاً تلك التى يتوسط فيها كأصابع اليد بعض رفاقه الذين سهروا على تنظيم عريضة ضد الهوية البصرية الجديدة التي تمّ إنزالها وإلصاقها – قصرا – لمدينة أكادير.

تلك العريضة المستوفية لكل الشروط الجاري بها العمل، والمنصوص عليها في القانون التنظيمي للجماعات الترابية في بابه السادس، والذي يحدّد شروط تقديم العرائض من قبل المواطنات والمواطنين والجمعيات، وتنظمه المواد 121، 122، 123، 124..و المرفوعة إلى رئاسة المجلس البلدي للمدينة منذ يوم الخميس 8 أكتوبر 2022.

تلك العريضة التى قادها الفقيد بمعية بعض أصدقائه الخمسة تؤكد أن الهوية الجديدة، تفتقد إلى عدد من مقومات هوية المنطقة، خاصة اللمسة الأمازيغية وافتقارها للمؤهلات الثقافية والحضارية لعاصمة سوس بشكل عام.

السيد الوالي :

تلك العريضة أيضا التى تعتبر اليوم وصيّة مركونة بأحد رفوف الإدارة الترابية التي تقع تحت وصايتكم بقوة القانون..

وربطاً بزيارتكم النبيلة للمعرض التأبيني للفقيد وأخذ صورة للذكرى مع إكليل الورد الملفوف على صورة فقيدنا ترحمّاً على روحه الطاهرة.. فكم سيكون الأمر أجمل لو نفضتم الغبار على تلك العريضة / الوصية وفتح الباب من جديد للتداول حول شعار مناسب يحترم هوية المدينة وعمقها اللسني والثقافي كمنطقة أمازيغية اطلسية تتوسط مملكتنا الحبيبة…

فكما اشرفتم يوم الجمعة 18 شتنبر 2020، على مراسيم توقيع البرتوكول الخاص بالعلامة الترابية لمدينة أكادير “لوغو”، وإلغاء القديم الذي اعتمده المجلس الجماعي لما يزيد 12 سنة، لا حاجز يمنعكم اليوم بالتراجع عن هذا القرار فقد يكون إهداءً لروح الفقيد واحتراما لترافعه نيابة عن ساكنة المدينة خاصّة وأن رئيس الحكومة قد فتح لقاء تشاوريّا بمنطق التشارك مع الفعاليات الأمازيغية حول هذا الورش الوطني..

فإذا كانت الجمعية المنظّمة بمعيّة أصدقاء الفقيد قد نحجوا – وبشكل لافت – في إحياء هذه الذكرى التأبينية والتذكير بمساره النضالي المدني وتحويل إحدى وصاياه إلى حقيقة وواقع ملموس تعطى أفق الحياة للآخرين عبر حملة التبرع بالدم.

فإن تغيير شعار المدينة كوصية الفقيد تعطي الحياة لهوية المدينة والمنطقة أيضاً..

ولعل معركة الزليج المغربي نمودج حيّ لمفهوم الهوية الجماعية المتنوعة والمتنوعة تحت سقف الوطن..

*يوسف غريب كاتب إعلاميّ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد