الاحتجاج ورفع دعاوى قضائية ضدّ المسؤولين الذين يكرسون الميز ضد اللغة الأمازيغية في التعليم.

رشيد بلمختار وزير التعليم المغربي
رشيد بلمختار وزير التعليم المغربي

تدارس مكتبا الكونفدرالية والمرصد في اجتماع خاص مستجدات الدخول المدرسي المتعلقة بوضعية مدرسي اللغة الأمازيغية، كما تباحثا في شأن تصريحات السيد وزير التربية الوطنية خلال الندوة الصحفية التي عقدها يوم الإثنين 21 شتنبر 2015، وبهذا الصدد ينهيان إلى الرأي العام الوطني ما يلي:

ـ ارتياحهما لإعادة بعض أساتذة اللغة الأمازيغية إلى تدريس مادة تخصصهم بعد أن نزعت منهم، وخاصة في نيابة خنيفرة

ـ استغرابهما الكبير مما ورد في تصريح وزير التربية الوطنية من أنّ عدد أقسام تدريس الأمازيغية قد ارتفع وتقدم بـ 7 في المائة هذه السنة، وهو رقم لا ندري من أين استقاه الوزير حيث يتعارض كليا وبشكل صارخ مع المعطيات الميدانية التي تؤكد على أنه باستثناء المائة وعشرين مدرسا جديدا الذين تخرجوا من مراكز التكوبن، (والذين لا يشكلون نسبة 7 في المائة، كما أن بعضهم وُجّه لتدريس العربية التي ليست تخصصه) فإن تدريس اللغة الأمازبغية قد تراجع في العديد من المواقع بسبب عدم التزام المسؤولين التربويين باحترام أستاذ اللغة الأمازيغية المتخصّص، والذي يعهد إليه بتدريس العربية سدا لـ”الخصاص”، في الوقت الذي تعاني منه الأمازيغية من خصاص مهول منذ سنوات. وهذا ضرب من الميز لا يمكن قبوله.

ـ استيائهما من اعتبار الوزير في تصريحه بأن ما يتم من إنهاء تكليف أساتذة اللغة الأمازيغية وتوجيههم إلى تدريس مواد أخرى هو مجرد إجراء طبيعي ومؤقت بسبب نقص الموارد البشرية، حيث هو في الحقيقة إجراء أصبح بمثابة الثابت الذي يتكرر كل سنة، في تعارض تام مع التزامات الوزارة وتعهداتها. والحقيقة التي يسجلها المرصد والكونفدرالية هي أن أساتذة اللغة العربية يتواجدون فائضين في العديد من النيابات التي وقع فيها ما أشرنا إليه، ويمارسون مهام أخرى غير مهام التدريس، وذلك بسبب المحسوبية والعلاقات الزبونية وعلاقات القرابة، وعوض إرجاعهم إلى الأقسام للقيام بواجبهم يتم إنهاء تكليف أساتذة الأمازيغية ليعملوا بدلا عنهم.

ـ أن ما أشار إليه الوزير من “فتح تحقيق حول انخفاض الأقسام التي تدرس الأمازيغية بالدار البيضاء بـ 44 قسما” هو إجراء جزئي لا يرقى إلى مستوى الوضع المتأزم، كما لا يتعلق بجوهر الموضوع، إذ أن الأمر لا يخص أقساما لم تجد مدرسين للأمازيغية ، بل يتعلق بأساتذة ممارسين لتدريس هذه المادة، تم توقيفهم عن ذلك وإنهاء تكليفهم وتوجيههم إلى تدريس مواد أخرى، مما جعل التراجع لا يخصّ الدار البيضاء وحدها بل أيضا مناطق الرباط، الخميسات، تنغير، ورزازات وسوس ماسة ، وقد سبق أن عرضنا أمام الصحافة الوطنية نماذج ملموسة من هذا الوضع المتردي، مع لوائح المدرسين المتضرّرين وأرقام تأجيرهم، فالتحقيق ينبغي أن يتخذ طابع التحقيق الوطني الشامل لتدارك الخلل في كل النيابات التي تزايد بها خلال الدخول المدرسي الحالي.

ـ أنه بجانب ما أشرنا إليه ظهر خلال الدخول المدرسي الحالي مشكل جديد هو مشكل انتقال وترقية أساتذة اللغة الأمازيغية، حيث ما أن ينتقل أستاذ من منطقة إلى أخرى أو يترقى حتى يكلف بتدريس اللغة العربية عوض استمرار تدريسه لمادة تخصصه، وهو ما لا يحدث لمدرسي المواد الأخرى.

ـ تم تسجيل قيام نيابة الرباط مؤخرا ـ في إطار مراكمة الأخطاء عوض البحث عن الحلول العملية ـ ببعث مراسلات إلى أساتذة اللغة الامازيغية تعتبرهم بموجها مكلفين بتدريس اللغة الأمازيغية بجانب المواد الأخرى، وهو ما نعتبره تراجعا عن قرار الأستاذ المتخصص الذي هو الكفيل بتسهيل تعميم اللغة الامازيغية ومواجهة الخصاص الكبير في الموارد البشرية.

ـ أن الحلّ المطلوب من الوزارة حاليا هو إرجاع أساتذة اللغة الأمازيغية إلى تدريس مادة تخصّصهم بتعيين نهائي لا يسمح لأحد بالتطاول عليهم مجدّدا، واحترام خريجي مدارس التكوين من أهل الاختصاص في اللغة الأمازيغية وعدم تكليفهم بمواد خارج تخصصهم نظرا لحاجة اللغة الأمازيغية إلى أطرها التي هي نادرة أصلا وغير متوفرة بكثرة. وعلى الوزارة محاسبة النواب ورؤساء الأكاديميات الذين يخلون بواجبهم في النهوض باللغة الأمازيغية في التعليم كما تنصّ على ذلك مذكرات الوزارة وتوجيهاتها التي تستند إلى الدستور وإلى مرجعيات سياسية وقانونية للدولة المغربية.

ـ تدعو الكونفدرالية والمرصد جميع مكونات الحركة الأمازيغية والمنتظم الحقوق الوطني وكذا الأحزاب السياسية والفرق البرلمانية إلى العمل على تدارك هذا الوضع المخل والمسيء لمسار إدراج اللغة الامازيغية في التعليم، ولمسار الدمقرطة والمصالحة الثقافية ببلادنا، وإلزام وزارة التربية الوطنية باحترام تعهداتها وقراراتها المعلنة بهذا الشأن.

ـ تدعو الكونفدرالية والمرصد إلى تنظيم وقفات احتجاجية في النيابات التي تم فيها إنهاء تكليف أساتذة اللغة الأمازيغية، كما تمّ تدارس إمكانية رفع دعاوى قضائية ضدّ المسؤولين الذين يكرسون الميز ضد اللغة الأمازيغية في التعليم.

الرباط في: الخميس 01/10/2015

رئيس الكونفدرالية: جمال عبدي

 رئيس المرصد: أحمد عصيد

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد