أَشْ جابْ هاذْ “الشلح” لمقَززْ لعِيطَة.

/ مهداة الى المتألق دائما ابراهيم المزند

أشاطرك الرأي سيدتي الصحفية على الشق الأول من سؤالك البريء جدا وخصوصا لفظة المقزز من الشيء بما يعني الاشمئزاز والتبرم من هذا التصريح الشوفيني الضيق الذي كشف لنا من حيث لا ندري طبعا ان هناك أوصياء على ثقافتنا الفنية بمختلف تعبيراتها المتنوعة لغة وايقاعا بل إن التصريح نفسه يخرجنا جميعا من  سذاجة الايمان بأن هذا التراث الغنائي المغربي وبمختلف روافده ملك مشترك لجميع المغاربة أيا كانت لغتهم /جهتهم أو لونهم أو وضعهم الاعتباري ليؤكد هذا التصريح البئيس على أن السوسي ممنوع كل المنع من الاهتمام بفن العيطة وان المجال المسموح له إلى حد ما هو الفن الأمازيغي فقط على قاعدة انه شلح وبس …وهو إسقاط بليد وغبي كإحدى العلامات المميزة للفكر الشوفيني الضيق والمتسم بالتعالي والوصاية على الآخر.. هو نوع من الحصار المفروض على كل فعالية سوسية تفكر في الترويج لثقافة بلاده خارج الفن الأمازيغي أن يلتمس الإذن والترخيص من هذه السيدة التي توصف بأنها صحفية باعتبارها وصية على بقية الفنون المغربية الأخرى وربما هذا هو الخطأ الفادح المرتكب من طرف الخبير الفني الأستاذ براهيم لمزند لأنه تجاوز المساطير المعمول بها في هذا المجال ( الله انعل لي ما يحشم )

نعم …الخبير الفني السوسي تجاوز ذلك لأنه انتصر إلى مغربيته أولا وأدرك من خلال وضعه الاعتباري ووزنه عالميا وعلى مستويات رسمية وشعبية أن يستثمر هذا التراكم لصالح وطنه من خلال الترويج لمختلف الروافد الثقافية والفنية المغربية ….صحيح كان الفضل الكبير على مصاحبة الأغنية الأمازيغية إلى مصاف العالمية …وعمل أيضا على مرافقة مجموعة من الفنانين وخاصة الروايس أفرادا ومجموعات إلى مهرجانات دولية …وألف صحيح أيضا أن أكادير تحولت بفضله إلى منصة لاستقبال فنانين عالميين ..لأنه مؤمن حتى النخاع بأن الموسيقى واجهة في التقارب بين الشعوب لذلك أسس إطارا سماه بلغة المباشر( موسيقى بدون تأشيرة .) ..طبعا ..وهو ما جعله اليوم سفيرا لبلده كنموذج المغربي المؤمن بهذه الفسيفساء الفنية لثراتنا الفني وبمختلف روافده العربية والصحراوية والأندلسية والعبرية …أليس هذا منطوق الدستور !!!!أيتها السيدة الصحفية…

فخور جدا أن يهتم هذا الخبير الفني العالمي الآتي من حي أنزا المناضلة …أن يهتم بفن العيطة فكرا وتنظيما وترويجا لأنه بذلك يعطي درسا قويا للفكر الضيق بوجوهه المقززة ويؤكد بأنه مغربي أولا ثم أمازيغي …ولعل الأفق الفكري المنفتح والمؤمن بالتعدد والتنوع في إطار الانتصار للمشترك فينا ..وهو الوطن هو ما جعل من الأستاذ براهيم لمزند يسجل ضمن القادة /الخبراء الفنيين العاملين على تعميق العلاقة الحيوية بين التعبيرات الفنية الثقافية المتنوعة  للشعوب وبين التنمية المستدامة كما ورد ذلك في التقرير السنوي 2015 لمنظمة اليونسكو.

توقيع يوسف غريب

من هذه الخلفية جاء هذا “الشلح” الرائع الذي انطلق من رأسمال أجداده الأمازيغ من جدية ومثابرة وعصامية …من حي عمالي على هامش الهامش لمدينة أكادير ليصبح إحدى العلامات /تيميتار المنيرة في خدمة الوطن باعتباره سفيرا للثقافة والفن المغربي بشكل عام ..هو وضع اعتباري متميز بقدر ما يعتز به كل ذي قلب سليم …بقدر ما يغيض كل الذين في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد