سينما سلام جزء من فسيفساء ذاكرة المدينة التي يريد لها الزاحفون على أنقاض القيم أن تنمحي وتؤول إلى زوال، كي يقال إن المدينة الحديثة أكادير بتراء. هؤلاء الراسخون في التصورات الإسمنتية للأفق، الذين تهمهم أرصدتهم البنكية وحدها، ويعتقدون أن في إجهاض الإحساس بالانتماء ذكاء وأن عماراتهم أبهى، وأنهم بذلك يحسنون عملا!
صحيح أن شكل السينما سلام يعود إلى القرن الماضي، ولكن الليالي والأماسي التي شهدت عروضها السينمائية تمطط هذا التاريخ وتجعله كالبوراق يخترق الأمكنة والأزمنة معا. أينسى المتربصون بتاريخ المدينة أن عرضا عرفته السينما في الليلة الليلاء …
تحية للجذور، لإزوران، لأن وراء إصرارهم شيئا جميلا هو ما يمكن أن أطلق عليه “عناد الانتماء”، أي الجذب نحو موج التحدي دون وسائل تذكر سوى ذلك الاقنتاع الفولاذي، الشامخ الباذخ، بأن بناء المدينة يجب أن يقوم على صون شعور أهاليها.
وأما إذا كانت تلك المدينة قد رجت أركانها وزلزلت أرضها، فإن المسؤولية الأخلاقية تتضاعف والمسؤولية التاريخية تطل من بوابات الزمن كي تقول للمتربصين بالجذور : ارفعوا أحذيتكم على النمل لأنه أشرف منكم.
الدكتور عمر حلي
التعليقات مغلقة.