ونحن في خضّم مسلسليْ الحجاب والتقاعد الاستثنائي وما رافقه من اللايفات وحدة التجاذبات داخل التنظيم نفسه..وخارجه…حشرت إحدى القنوات الإعلامية أنفها في قضيتنا الجوهرية عبر شريط وثائقي أعد سلفا للإساءة إلى الصحراء المغربية… حيث يستنتج من المادة الإعلامية المقدمة تقديم المغرب على أنه بلد استعماري… مقابل شعب يطالب بتقرير مصيره تحت اسم الدولة الصحراوية المعترف بها من طرف الأمم المتحدة كما دبجت هذه القناة إحدى الأذرع الإعلامية الموالية للفصيلة القريشية الجاثمة على أرض الحرمين الشريفين… وهو ما اعتبره جل الملاحظين بمثابة ردة فعل غير ناضجة صادرة في الوقت بدل الضائع حيث حققت الدبلوماسية المغربية نجاحات باهرة بالنسبة لملف الصحراء آخرها اتفاقية الصيد البحري مع الاتحاد الأوروبي والشاملة لاقاليمنا الصحراوية.. وهي الوثيقة التي تمّ اعتمادها كمرجع داخل الأمم المتحدة.. وأضاف المتهمون بهذا الملف بأن المغرب قد برهن بشكل واضح عن موقفه الصارم من أجل فرض احترام ثوابته أمام هذا التكتل الأوروبي بثقله العالمي فكيف له أن يهتم بهذا الأسلوب االاستفزازي الفج الفاقذ لأي تأثير لأن الوحدة الترابية عند المغاربة خطاً أحمر لا تخضع لأية مفاوضة أو توافق…
نعم هذا بالضبط ما أزعج ويزعج هؤلاء القريشيون الجدد.. وهي القدرة على قلب الطاولة على كل تطاول ضد أرضنا وحدودها أيا كان وضعه الاعتباري ونفوذه السياسي دوليا… بل وأيضا القدرة على الدفاع عنها وحماية أمنها وبالاجماع كعقيدة راسخة قديمة بقدم هذا الوطن نفسه… وهذا ما يفسر استقلالية قرارنا في التعاملات والتحالفات الدولية… وهو ما يتعارض كليا مع عقلية آل سعود التي لا يمكن لها أن تفكر خارج الصفقات المالية في التعاطي مع القضايا الدولية وهي سياسية فاشلة لامست البلادة في الكثير من الملفات سواء في الحرب على اليمن… وبالاسلوب البشع على تجويع شعبه… هو نفس الأسلوب الممارس في حق الصحفي جمال خاشقجي المغدور…ووو. هي عقلية بجحم هذه العجرفة المتوحشة لا تستطيع حتى أن تحمي نفسها وأمنها الا بالمقابل… ألم يواجهوا بهذه الحقيقة من طرف الرئيس الأمريكي الذي صرح أمام العالم “ما كان للرياض أن تكون لولا حماية أمريكا” وقد سبقه تصريح سابق بالدفع مقابل الحماية… ولم يصدر عن هذه الفصيلة القريشية أي رد فعل اتجاه هذه الاهانة والانتقاص من هيبة ومكانة ورموز حكامها… بل وصلت الحد أن خاطبهم وبلكنة استهزائية وهو يقول (“لكن بدون الولايات المتحدة الله يعلم ما ذا سيحدث لمملكتكم… فأنتم لا تملكون أي شئء الا المال… وعليكم أن تدفع ا مقابل حمايتكم….) ومستمرا في الاهانة حد التجريح بالقول ( بدوننا… يكفي اسبوع لكي تتكلم السعودية باللغة الفارسية )
هل هذه الفصيلة القريشية الملقبة بخدمة الحرمين الشريفين وبكل هذا الجبن والخوف وهي تدفع الجزية مقابل حمايتها تستطيع بهكذا شريط وثائقي أن تزعزع قناعتنا الوراثية بأرضنا والدفاع عن أمنها… حتى أن أجدادنا شددوا على شرط الدفاع عن حوزة الوطن ضمن وثيقة البيعة كنوع من التعاقد المجتمعي…
هذا هو الفرق…بين من يستثمر ثقله الحضاري في علاقاته الدولية… وبين هذه الفصلية البشرية القادمة خارج التاريخ بل وما زالت الآية الكريمة صادقة في وصفهم ( الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله)
لذلك نعتبر أن لاقيمة ولا تأثير لتلك المادة الإعلامية ليس لأنها شاردة وسط هذا المناخ الدولي فحسب.. بل ولانها صادرة عن جماعة لا تستطيع أن تحمي حتى نفسها الا بالمال
فكيف أن تتطاول على حقوق الغير..فاحذروا أن تشتبه عليكم الأمور… وأن تذهبوا ضحية بلدتكم وغبائكم الوراثي… فنحن دولة… وليس عائلة وقبيلة.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.