فالخبر هذه المرة، والنبأ الحزين، والمفجع وهاتف القيلولة قد كان عن رحيل رجل لم يكن مثل غيره
رحيل فوق العادة..
رحيل أخ طيب وحنون..
وقد يكون الرحيل أمر قطعي ومحتوم على جميع الخلق،
فالأعمار بيد الله،
لكن لماذا غالبية أصحاب الأرواح الطيبة؛ لا يطيلون في هذه الحياة الفانية، ويتركون خلفهم أجمل الذكريات واللحظات، ويتجرع القلب لفراقهم أقسى الآلام،
لماذا- ياترى – تهوى أرواح الطيبين الصعود لباريها سريعا في غفلة من الزمان ؟
ذاك ما جاءني بعد إغلاق الهاتف.. بعد أن أغلق الموت صوت زميلنا الفقيد توفيق سميدة من دون أن يودعنا، تاركاً في أعماقنا ذكريات لن تفارقنا أبداً وأناقة وجمال طلته مهما حيينا….
وأنتَ تغيب أبحث في ذاكرتي عن الذين ناصبوك العداء فلا أجد أحداً.. أبحث عن ذكرى لمن لا يحملون حباً لك في داخلهم ، فلا أجد شيئاً.
صديقنا الكبير وأنتَ ترحل..
أتذكرك وأتذكر يوم تجديد اللقاء بك بعد أن تقاسمنا حلم الشباب والشبيبات الحزبية ذات زمان..
كانت ساحة ولى العهد بالمدينة منصة تجديد اللقاء وانت تقود مبادرة إنقاذ المدينة.. إلى إنقاذ حياة الآخرين عبر مبادرة توقيع عريضة التكفل بالمرضى المصابين بالسرطان.. إلى إنقاذ قاعات المدينة من الهدم والموت.. بل والمدينة كلها من التهميش والحگرة والإقصاء..
كانت ساحات أكادير منصة برلمانية مفتوحة تصدح بصوتك وشعاراتك.. وكنت محاميا شرسا بلطفك.. صارما بمبدئيتك.. عنيفا ضد شرايين قلبك الذي خانك منتصف الطريق.. وواصلت بهذه الروح المشعة بالمحبة والنقاء،
فعشت عفيف القلب ورحلت عفيف الضمير . وترجلت بهدوء ولم تلوح لنا بالوداع
وسكت القلب الطيب الذي لم ينبض سوى بالحب وترك ضجيج الحياة نعم.. لقد رحل توفيق وترك فراغًا لن يملؤه أحد.. وهو الذي يُضحكك بنظرة ويسعدك بكلمة بلا مجهود.. ولا تصنع هو انت.. كما كنت
لنكتشف بعد أن وارينا جسدك اليوم ان شرفات تلبرجت ليست ثلاثة كما يظنون
فرابعها أنت، تاريخنا المدني الذي نُفاخر به.. ورمزٌ تُعرف به هذه المدينة…هي بصمتك
أما بعد :
وبعد أن سمعنا منك.. فاسمع منا ولو أنه فات الآوان
لقد جمعتنا على حبك… ووحدتنا حين رحيلك
فطبت حيًا وميتا
وإن كان مثلك لا يموت أبدا..
بل يستمر ويبقى في ابتسامات أولئك الذين أدخلت السعادة إلى نفوسهم.. وفي قلوب من أحبوك..
مثلك يستمر دوما في دعواتنا وصلواتنا.. يبقى عزاؤنا في أن مثلك لا يودع الحياة إلا إلى حياة أبهى وأجمل وأبقى.. فارقد بسلام أيها القلب الحنون.. أنزل الله عليك رحمة لا منتهى لها.. وجمعنا بك في جنات الخلد بإذن الله.
مرثية الرفيق توفيق سميدة :لك الذكر الطيّب ولنا الأسى العميق
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.