لا تخشى الأمازيغية إلا أبناءها .. تمغرابيت نموذجا
أزول بريس – لكبير الغازي //
إن استقلالية الحركة الأمازيغية ، و نشأتها على القيم الإنسانية الكونية عموما كالحرية مثلا، تجعل منها حركة تؤمن بحرية قرارها و تتشبث به و تعمل على ديمومته و بقائه، لا ترضخ للأوامر ولا تقبل التعليمات، لها في التاريخ معين و في الواقع أمر و في المستقبل أمل. لا تنقاد بالمصالح و تتلون وفق الحاجيات، وفية لمواقفها و مناضلة من أجل المحافظة عليها . كل مُنتم إليها ، يتحدث باسمه و يتكلم عن رأيه ولا أحد يستطيع، على ما أظن، أن يزعم أنه ناطق باسمها. فكل من يدعي ذلك يكون واهما. و في هذا الإطار يتجسد الإيمان بالنسبية. من لم يتوقع أن تعبر بعض مكونات الحركة الأمازيغية عن رأيها في ما يجري في وطننا ، لم يستوعب بعد معنى التعددية ، أو أن ذهنيته تشتغل بتمثلات علاقة الشيخ و المريد. وبالرغم أن الواقع يؤكد له زلة فكره ، لا يراجع رأيه و لا يسائل نفسه.
عجبا لمن يدعي الانتساب للحركة الأمازيغية و يخشى الاختلاف !
يا للغرابة ممن يقول بالارتباط بالحركة الأمازيغية و ينبذ التعدد في الرأي !
يدهش فعلا مثل هذا التفكير و هكذا سلوك. فما علاقة هذا التصرف بالنسبية؟ و ما موقعه من الإيمان بتعددية أبعاد الهوية المغربية؟ عندما لا ينسجم القول بالفعل تسقط مصداقية القول و الفعل معا. و يظهر بالدليل و الحجة أن المصلحة الشخصية تتحدث بصوت مرتفع. وقد عانت كثيرا بعض الجمعيات الأمازيغية من مثل هذه الأفكار و من الأشخاص الذين يحملونها. أمثال هؤلاء لم يتحولوا جنسيا بعد، و لكنهم في طور التحول. يتحدثون و كأنهم من الحركة الأمازيغية و يتصرفون كمتحولين جنسيا و التحذير منهم ملزم.
يقولون بشيء و يأتون بنقيضه بدون خجل و لا حشمة. الإيمان بالتطور و الارتقاء يجب أن يشمل كل المجالات القابلة لذلك، نعم لقد كان ميثاق أكادير وثيقة مرجعية للأمازيغ في الفترة التي تمت فيها صياغته، و لكنه في الفترة الحالية بعد دسترة الأمازيغية، هل سننادي مثلا بالإقرار في الدستور المغربي بكون اللغة الأمازيغية لغة وطنية إلى جانب اللغة العربية؟ ألم يتم تجاوز هذا الأفق؟ أم أن من يوجدون في طور التحول يريدون العودة إلى نقطة الصفر؟ يفكرون بعقول غيرهم بدون وعي منهم و ينفذون برامج خصمهم و يظنون أنهم بمصلحة الأمازيغية مهووسون، و الأمازيغية منهم تخشى و تحتاط. يشكلون مصدر نكبتها وهلاكها لأنهم لم يتحولوا كليا ليتموضعوا في الجهة المناوئة لها و لكي تختفي عليهم ملامح المناضلين الأمازيغ.
الافتراء و الكذب لا يمتان للمناضلين الشرفاء بصلة، و لا للأشخاص العقلاء بآصرة، متى تم القول بهوية خالصة متفوقة؟ و من يقول بها ؟ و متى تم القول بها؟ الحديث عن أمجاد الأمازيغية وعن تاريخها و عن رموزها لا يعني محاولة النيل من غيرها أو إلحاق الأذى بسواها، إلا إذا كان هذا الغير أو من يتحول إليه، يحس بضيق أو غيض .
بينما رفض صفة “المفردة” فهذا هو الجهل بعينه، لأن الهوية مفردة بالتعريف. لا يمكن لها إلا أن تكون كذلك و إلا ليست هوية. فتعدد المكونات و الروافد لا يعني أن الهوية متعددة، فمن المكونات المختلفة تنبثق هوية واحدة وحيدة.
L’identité est le caractère de deux êtres ou choses qui ne sont que deux aspects divers d’une réalité unique, qui ne constituent qu’un seul et même être.( la rousse)
Une réalité unique / un seul et même être.
أما اتهام الآخر بالجهل، فذلك ينم عن فكر مطلق أو معرفة مغلوطة. فإذا كان الفكر مطلقا فقد أوشك التحول على الانتهاء و أصبح المتحول أقرب إلى غيره منه. أما إذا كانت المعرفة مغلوطة، فإن كل ما يبنى عليها فاسد و ما تقول به مضلل و ما ينتج عنها رديء. و في جميع الأحوال، كل من يجرؤ على ذلك يختلف منطقه ويشط نظره. في حين أن الاختباء وراء التكتيك، فهو ليس سوى رقصات ديك مذبوح. فقد بلغ التحول مداه و أصبح الشخص سواه. التكتيك في مثل هذا السياق، مرادف الاستسلام و خضوع بكلمات مستعارة و تعابير زائفة. ليس كل من يرفض المَغْربة المدعاة “تمغربيت” لا يهتم بمستقبل المغرب، فهذا اقحام غير موفق للوطن الذي يتسع للجميع برؤى مختلفة ، في خطة عابرة (تكتيك). فالمصطلح الذي تم إطلاقه في سياق سابق، و تبنيه من طرف جماعات متنوعة بدلالات مختلفة لا يلزم كل المغاربة و لا يمكن فرضه عليهم. و على كل حال، يفهم هذا الاندفاع في مقولة ” الغاية تبرر الوسيلة” فلا الأمازيغية سلمت و لا الوطن نجا.
و في الختام، للحوار مبادئ و أسس لا يمكن أن يستقيم بدونها، و للإقناع سبل و وسائل، لا يمكن أن يحدث في غيابها.
يقول المثل الأمازيغي ⵉⵎⵏⵖⵉ ⵙ ⵓⵙⵉⴷⴷ
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.