قراءة تحليلية تركيبية في كتاب الاستاذ الصحفي الحسن بكريم ..قضايا الأمازيغية بعد الدسترة.
بقلم : ذ. محمد أمداح*
صدر للاستاذ الصحفي الحسن باكريم كتاب موسوم ب ” قضايا الامازيغية بعد الدسترة “حوارات في موضوع الامازيغية بين 2013-2020م صدر ضمن منشورات نبض المجتمع في طبعة انيقة من 457 صفحة .
قدم لهذا المولود الثقافي الجديد الدكتور حسن اوريد الغني عن التعريف.
في البداية تساءل المؤلف لحسن بكريم عن مغزى هذه الحوارات الصحفية بعد ان وضع خطة الاعداد لهذا العمل الثقافي كصحفي متمرس قصد الحديث عن المسارات التي قطعتها قضية الامازيغية ليس فقط داخل المغرب ‘بل في كل مناطق شمال افريقيا وبلاد تمازغا.
سعيا إلى تحقيق حلم ادماج الامازيغية كلغة رسمية في الحياة العامة وتفعيل الفصل الخامس من الدستور المغربي المراجع سنة 2011م، استحضارا لاحداث الربيع الديمقراطي.
يقول الدكتور حسن اوريد “تاتي هذه الحوارات في هذا السياق التاريخي ‘وتلتقي في محدودية العمل الثقافي ولذلك فهذه الحوارات تؤرخ لمرحلة مهمة من الحركة الثقافية الامازيغية “. وبعد شكره للمؤلف لحسن بكريم اردلف قائلا “وحرص على ان اقدم لهذا العمل لحسن ظنه إيمانا راسخا ان الجيل الجديد سيقرا هذه الحوارات قراءة فاحصة ويصوغ منهاتصورا يستخلص العبرة مما تواثر ويركز على مواطن القوة ويراهن على المستقبل “صفحة 11.
نقرا في هذا الكتاب قراءات للمسالة الامازيغية من مشارب ثقافية متنوعة ‘باحثين ‘مثقفين ‘فنانين ‘محامين ‘صحفيين ‘وموسيقيين واللائحة طويلة..
ونذكر على سبيل المثال لا الحصر من المحاميين الذين لهم باع طويل في خدمة الامازيغية الاساتذة حسن ادبلقاسم ‘احمد ارحموش’الحسين بكار السباعي والمرحوم احمد الدغرني الذي قال “ان السياسة الامازيغية هي نموذج جديد في المغرب” وان لاحل للامازيغية الابالانخراط السياسي “صفحة 13” .
اما الاستاذ احمد ارحموش رئيس سابق للشبكة الامازيغية من اجل المواطنة فيرى بان “اللغة والثقافة الامازيغية من ثوابت الامة المغربية صفحة 21.
فيما تحدث الاستاذ الحسين بكار السباعي عن الأحداث التي شهدتها منطقة الريف متسائلاعن دور الدولة والمجتمع المدني والاحزاب السياسية ووضع مسالة الحقوق والواجبات على المحك .
سيوقفنا الكتاب كذلك عن اراء اساتذة باحتين سابقا وراهنيا من المعهد الملكي للثقافة الامازيغية ببلادنا المغرب .
الاستاذ الحسين اسكان قائلا:يمكن القول ان وثيرة تطور الحركة الامازيغية كان تطورا تدريجيا منذسنة 1967الى بداية التسعيينيات ثم تسارعت وثيرة تطورها وتلاحق الاحداث حتى ثم الاعتراف رسميا بالامازيغية لغة وهوية سنة 2001’صفحة 35.
الدكتور احمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الامازيغية بعد ان تم التعريف بغزارة مؤلفاته صفحتي 29و30: يقول :غني عن البيان ان اوضاع الثقافة الامازيغية افضل بكثير مما كانت عليه في الالفية السابقة سواء من حيث الكم اومن حيث الجودة ”.
اما الاستاذ الحسين ايت باحسين فركز في حواره على مسالة اساسية وهي ان مسالة ترسيم الامازيغية لايحتاج الى مبررات لانه تفعيل لمقتضيات دستور 2011م ويخاف ان يتم الترافع عن ما حققته عن المكتسبات التي تحققت للامازيغية منذ خطاب جلالة الملك محمد السادس باجدير سنة 2001واحداث المعهد الملكي للثقافة الامازيغية” صفحة 146.
الاستاذ الباحث الصافي مومن علي احد مؤسسي الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي سنة 1967م عضو سابق بالمعهد الملكي للثقافة الامازيغية يرى بان “الحركة الثقافية الامازيغية حركة ثقافية نهضوية تهذف الى احداث تحول جدري في عقلية المغاربة وهي شجرة تنمو وتتفرع اغصانها باستمرار “صفحة 191 ، وان بقاءها هو استمرار لغريزة حب البقاء.
رئيس الشبكة الامازيغيةمن اجل المواطنة الاستاذ عبد الله بادو يركز في حواره لصحفي على موضوع تدريس اللغة الامازيغية وتصور الشبكة التي هي احداث الهيئات الثقافية الحاضرة في مجال التكوين والترافع واعداد القوانين “صفحات 221و222.
الاستاذ المحامي احد خريجي معهد محمد الخامس للتعليم الاصيل بتارودانت واحد الذين دولو ا القضية الامازيغية في الامم المتحدة تحدث عن التجربة الامازيغيةبالمغرب في المؤتمر العالمي للامم المتحدة من خلال عرض ميثاق مدينة اكادير 1991م، والاطار حول الحقوق اللغوية والثقافية وعنون مداخلته في هذا الكتاب ب “ان القضية الامازيغية هي التحرر الجماعي للمغاربة من الاستبداد والهيمنة والاستيلاب ” الثقافي واللغوي حسب وجهة نظري .
بالنسبة للدكتور الحسين بويعقوبي رئيس جمعية الجامعة الصيفية سابقا، واحد الركائز الاساسية بتوجيهاته السديدة للمؤلف في اخراج هذا الكتاب الى حيز الوجود ومؤلف رواية “اكضاض ن ويهران “وكتاب “المسالة الامازيغية يالمغرب والجزائر “‘وكتاب حول “محمد شفيق” مدير المعهد الملكي للثقافة الامازيغية سابقا ومؤلف كتاب “المعجم الامازيغي ” ومنسق كتاب الامازيغ بفرنسا“.
يقول الدكتور بويعقوبي “كان من الواجب محاسبة كذلك كل من اخر استصدار القوانين التنظيمية المتعلقة بالامازيغية ” معرفا بالمجلس الوطني للغات؛انظر صفحة 58. مشيرا الى حضور الدراسات الامازيغية ببعض الجامعات المغربية باكادير ‘ووجدة وفاس الخ ‘ولاحظ بان الاقبال على مسلك الدراسات الامازيغية بدا يتراجع مؤخرا ‘علما بان هذا المسلك ساهم في توفير فرص الشغل في التدريس والاعلام .
الاستاذ رشيد الحاحي ‘باحث ومفتش تربوي ممتاز رئيس جمعية ازمزا بتارودانت ورئيس جمعية الجامعة الصيفية باكادير التي تجاوزت في عمرها الاربعين سنة ورئيس التنسيق الوطني يؤكد ان تدريس الامازيغية عرف تراجعات خطيرة ويلخص السبب بانه تملص من المسؤولية ‘وقد عرف التنسيق الوطني في الصفحة 144من هذا الكتاب. كما عرف بمدينة اكادير الجميلة عاصمة سوس ‘مدينة امازيغية سياحية كان لها الفضل من خلال نخبها الثقافية والاقتصادية في النهوض بالتنمية المستدامة بها من خلال احتضانها لمحطات ثقافية مهمة من داخل الاهتمام بالانشطة الثقافية الامازيغية التي هي جزء لايتجزا من الثقافة الوطنية المغربية .
الاستاذ لحسن كحمو احد المؤسسين للجامعة الصيفية باكادير وطالب سابق بثانوية ابن سليمان الروداني المرجعية بتارودانت واحد المشرفين على سبع دورات الجمعية التي اصدرات مجموعة كبيرة من الكتب توثق لذاكرة هذه الدورات، يقول بان “‘الحركة الامازيغية ثورة فكرية من اجل الحداثة والديمقراطية وحقوق الانسان” صفحة 327.
في مداخلته ربط الدكتور محمد حنداين احد المساهمين في الاعلان عن ميثاق اكادير 1991م ورئيس كونفدرالية تامونت ن يفوس ومؤلف العديد من الكتب في مجال التاريخ والحضارة الامازيغيين من بينها “ادماج الامازيغية في المنظومة التربوية “المخزن وسوس “le tamoul وكتاب “ايلالن “. ساهم في معلمة المغرب وفي تاسيس منظمة تامينوت والمجلس الوطني للتنسيق وفي العمل الدولي في مجال التغيرات المناخية “والتنوع البيولوجي الذي له علاقة بالسكان الاصليين، يقترح في مداخلته “انشاء الفيدرالية المغربية في اطار الجهوية المتقدمة لحل مشكل اللغة والثقافة الامازيغيتين “انظر صفحات 343الى 351.للمزيد من التفاصيل .
الاستاذ محمد اجعجاع الذي توفي مؤخرا رحمه الله، يناير 2022 مناضل جمعوي من الاطلس المتوسط وعضوسابق بالمجلس الاداري للمعهد الملكي للثقافة الامازيغية يرى بان “الحركة الثقافية الامازيغية حركة اجتماعية ذات طبيعة سياسية عملت على حماية النسيج المجتمعي من التصدع بتنمية الشعور بالانتماء الى الارض……صفحة 354.
بالنسبة للجانب الاعلامي في الكتاب فلقد تم اغناؤه من خلال حوارات صحفية ‘ابرزها حوار الاستاذة الاعلامية امينة بن الشيخ اوكدورت ‘رئيسة تحرير جريدة العالم الامازيغي وفاعلة اعلامية متميزة من مدينة تزنيت شاركت في لقاءات وطنية ودولية تهم الشان الثقافي ذي البعد الاعلامي الامازيغي تقول بان “الحركة الامازيغية لاتعاني مشكلا اسمه الدين “.
وبالنسبة للاعلامي عبد الله ادسالم فيرى بان ” استحضار البعد الامازيغي للصحراء المغربية ضروري في مسالة وحدتنا الترابية”.
في حين تقول الاعلامية والشاعرة والبرلمانية خديجة اروهال عن حزب التقدم والاشتراكية بان الامازيغية في حاجة الى التفاف حقيقي وموحد لكل الديمقراطيين “.
بينما ترى الاستاذة الاعلامية فرح الباز بان المؤسسة الاعلامية مقصرة في تكريس النهوض بالتنوع اللغوي والثقافي للمغرب صفحة 293.
واكيد بان الفنانة التشكيلية سعيدة بلهنبل الملقبة ب”نوميديا ديهيا “ترى بان المراة الامازيغية صامدة صمود جبال الريف الشامخة “.
وحصلت الفائزة بلقب ملكة جمال الامازيغ “ميس امازيغ “لهاراي اخر يتجسد في “نشر الثقافة الامازيغية من خلال اللباس الامازيغي الذي يعبر عن اصل الثقافة والحضارة الامازيغيتين ”
الفاعل الاعلامي محمد أوكوناض مقدم برنامج “تاوسنا تمازيغت باداعة اكادير والذي يعرف نجاحا باهرا، واحد مؤسسي جمعية تاماينوت والمشارك في دورات جمعية الجامعية الصيفية يرى بانه “اذا كانت جمعية الجامعة الصيفية جامعة علمية تعنى بالجانب الاكاديمي للثقافة الامازيغية ‘فان جمعية تامينوت اتجهت اتجاها حقوقيا وقانونيا كانت لها الريادة في تدويل القضية الامازيغية وفي تاسيس حركة الشعوب الاصلية عالميا ص365.
بينما سار الاستاذ الباحث عبد الله حتوس عن نفس الجمعية والذي حضر بالامم المتحدة متتبعا لقضايا الشعوب الاصلية ومنها قضية الامازيغية بالمغرب منوها بدور جمعية تامينوت كاول جمعية بالمغرب اهتمت بالاعلام الامازيغي من خلال اصدار جريدة “تاسفوت “.
بالنسبة للاعلامي بقناة تمازيغت عبد الله بوشطارت له اتجاها مفادةه ان تاسيس الحزب الامازيغي “المحضور” والذي كان قد اسسه المرحوم المحامي احمد الدغرني “‘جاء استجابة لفشل خطاب الحركة الوطنية “.
بالنسبة للباحثة ريم شطيح من سوريا لها راي اخر قائلة في صفحة `117″انا مع الحراك الذي يفرضه الامازيغ من اجل حقوقهم السياسية والثقافية وكيانهم وهويتهم “.
بالنسبة لاراء الفنانين والفنانات في هذا الكتاب الممتع ستوقفنا الفنانة الملتزمة والتي الف الاستاذ الحسين بن يحيا كيجان كتابين حول اشعارها في جزءين تحت عنوان “امارك ن فاطمة تابعمرانت “وهي برلمانية سابقة عن حزب التجمع الوطني للاحرار ورئيسة جمعية تايري ن وكال هذه الجمعية التي قامت باحتفالات كبرى بالسنة الامازيغية على صعيد بعض مدن جهة سوس ماسة ‘نخص بالذكر تزنيت واكادير وتا ودانت تقول “كل من ينكر الامازيغية تاريخا ولغة ليس من ارض المغرب “.
وترى الفنانة فاطمة تاشتوكت ان فن ترويسا فن قائم بذاته له كل المقومات التي تجعله مميزا على الصعيد العالمي “صفحة 257.
وترى الفنانة سحر الدالي من منطقة سوسة بتونس ان الحركة الثقافية الامازيغية بتونس والجزائر من خلال بحثها بمنطقة القبايل بالجزائر واهتمامها بالزربية الامازيغية ساهمت في نشر الثقافة الامازيغية مغاربيا وعالميا .
وقدساهم كذلك من الفانين في حوارات صحفية ممتعة بهذا الكتاب ونذكر كل من السادة العربي ميجاوي -موحا الناصيري ‘جمال الحنصالي عن مجموعة امديازن ‘والفنان يوبا اوبركا، مخرج سنيمائي كذلك ومهتم بفن الدراما الامازيغية .
ومن السياسين الذين وردت اسماؤهم في هذا الكتاب الفاعل السياسي والناشط الامازيعي عبد الله غازي ‘من مؤسسي فيستيفال تفاوين بتافراوت النظم سنويا تحت شعار “الانتصار لفنون القرية “ا لتابعة للنفوذالترابي لعمالة اقليم تزنيت الذي هو بالمناسبة رئيس مجلسها الاقليمي واحد الفاعلين النشيطين في النجاح الباهر الذي عرفته الايام الثقافية والفنية لمدينة تزنيت باكادير يناير 2018م قائلا “الامازيغية لدى جل النخب السياسية يحجبهاجدار نفسي اكثر من عائق اخر “.
اماالسيد سعيد بلعربي فله راي يحترم مفاده ان “الاحزاب التقليدية تنتفع من ملف الامازيغية “.
في حين يرى مؤسس الرابطة المغربية للامازيغية السيد عبد الله اوباري عن حزب العدالة والتنمية ان الاختلاف مع الحركة الامازيغية في بعض النقط” .
علماان هناك مشكل طرحه الفاعل الامازيغي عبد المطلب الزيزاوي يتعلق بالطوبونيما التي تنطلق حسب رايه من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب “.
وهذا ماتوسع فيه المرحوم الباحث المؤرخ الكبير علي صدقي ازيكو في كتابه “تاريخ المغرب والتاويلات الممكنة “كتاب الاسماء الامازيغية :كتاب رحلةالوافد الذي حققه والصادر عن جامعةابن طفيل كلية الاداب والعلوم الانسانية بالقنيطرة ذون نسيان ماقدمه الدكتور احمد الهاشمي من دراسات متميزة حول الطوبونيما والاماكينية بالجنوب المغربي .
لاننسى بطبيعة الحال ماقدمه مثقف من العيار الثقيل وهو الدكتور حسن اوريد رئيس مركز طارق بن زياد سابقا ‘وما راكمه من دراسات همت السياسية الثقافية بشكل عام ببلادنا ‘حيث نلاحظ بان لقاءاته الثقافية تحضى بمتابعة اعلامية كبيرة لعل الجواب الذي يردده هذا الباحث الكبير الذي وفق المؤلف الباحث الاعلامي لحسن بكريم في تقديمه للكتاب “خدمة بلدنا المغرب ودعوة الى تحديث الحركة الثقافية الامازيغية الامازيغية .. ”
لايسعني كذلك إلا ان اشكر الباحثين الاجلاء بارائهم التي ساهموا بها في اغناء محاور هذا المولود الثقافي ونخص بالذكر السادة عبد الله حيتوس عن حركة تاضا تامغربيت ‘الباحث عمر اسرى ‘الباحث عدي ليهي ‘الباحث، طيب العيادي ‘الباحثى، خالد بن عدي ‘الباحث، الطيب امكرود ‘الباحث، عبد اللطيف شكيب، عبد الله الفرياضي.
وكذلك الاستاذ الباحث عبد الله كيكر الذي لم يبخل في تقديم توجيهاته للمؤلف’ وبتشجيعه.
ونذكر الصحفي محمد الغازي وعبد اللطيف شكيب والحسين ابليج اللذين ساعدوا المؤلف في انجاز الحوارات الصحفية .
واخير توفق الاستاذ لحسن بكريم في اختيار الفنانة الليبية منيرة احمد الحاج اديبة وفنانة امازيغية ‘والشاعر الفنان المبدع المغربي والممثل والسينوغراف المغربي والتشكيلي حسن عين الحياة المهووس بحب تامغربيت والذي جمعته بالمؤلف حوارات في يومية اخر ساعة’وذلك في تصميم وانجاز غلاف هذا الكتاب الذي قدم اضافة نوعية للخزانة المغربية بشكل خاص والخزانة العالمية بشكل عام .
شكر خاص للصديق الاستاذ الصحفي لحسن باكريم الناشط في المجال الاعلامي والجمعوي وقضايا تهم الشان العام الوطني خدمة للمصلحة العامة .
* ذ. محمد امداح باحث في التاريخ الحديث والمعاصر والتراث الثقافي بالجنوب المغربي، اكادير 7فبراير 2022..
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.