أزول بريس – يوسف الغريب //
هو التفسير الوحيد الذي يمكن أن نبرر به سلوك القناة الرياضية المغربية.. وهي تقطع البث المباشر على مقابلة حسنية أكادير- الكوكب المراكشي في إطار تصفية دوري كأس العرش لتنقل أطوار مقابلة الرجاء البيضاوي مع سيدي قاسم..
هكذا وبنقرة صغيرة ذهبت إلى ما اعتقدت أنّه الأهم في نظرها.. وأن فريق الحسنية وما يمثلها من مكانة ورمزية لدى أغلبية جمهوره عبر أرجاء الوطن لم يكن في حقيقة الأمر عند القابعين وراء أزرار تلك القناة إلاّ فريقاً لملء الفراغ.. أو فترة الفاصل الإشهاري لاغير..
هذا السلوك في عمقه دليل على النظرة الدونية التي ما زالت تترسخ وتتعشعت في جماجم بعض المسؤولين ذوي القرار في هذه القناة التي حوّلها البعض إلى ملكية خاصة لا تخرج في أغلبية مايبث عن محور البيضاء – الرباط..
هذا السلوك الشاذ والغير المهني لا يضر بالخدمة العمومية كحق بل يكرس بشكل واضح فكر التمييز بين الأندية والفرق الرياضية بمنطق النافع وغير النافع..
هو سلوك أيضا فيه تحقير وإهانة للمغاربة محبي حسنية أكادير وما تحمل من انتماء وهوية لسنية وثقافية ورمزية جهوية.. خصوصا وأن الفريقين معا يتواجدان بقسم الصفوة وأن لا فرق أو إمتياز تفضيلي بينهما..
فهل من الأخلاق أن تحرم جماهير فريق من البث المباشر كي ترضى جماهير أخرى..
ألا يدفع هذا السلوك إلى تعميق الحقن الإجتماعي لدى جماهير سوسية تنضاف إلى كل المفردات التى ترافق المعلقين الرياضيين لمقابلات حسنية أكادير وما تحمل من دلالات التنقيص والتبخيس من المجهود الفني الكروي لغزالة سوس..
و الأمثلة كثيرة.. وبجلاجل كما يقال..
هل تابع هذا المسؤول منصة التواصل الاجتماعي وغيرها ليقف عن حجم وخطورة المفردات المستعملة ضد هذا القرار الغبيّ.. وما تحمل من عنف لفظي حد وصفه بالعنصرية.. خاصة وأن تحويل بث تتمة المقابلة إلى القناة الأمازيغية تكرّس ذلك بما يفهم فيه ( ها القناة ديالكوم.. ما تصدعوناش)
لا تأويل لهذا القرار الا بهذا المنحنى وغيره أكثر وأبلغ..
إن نادي حسنية أكادير فريق مغربي أولاً.. وله الحق في الأستفاذة من المرفق العمومي بنفس الحظوظ مع بقية الاندية الأخرى.. وأن أي تعسف على هذا الحق ماهو إلا إرضاء لنزوات غير طبيعية لصاحب القرار في القناة.. أو إرضاء / خوف من جهة أخرى.. والخالة تقتضي المسؤولية إبعاد مثل هذه النمادج من سلطة التصرف في ما هو عمومي ومشترك بين جميع المغاربة.. ونحمد الله أنهم لم يتسربوا مثل هذه الجماجم إلى الطاقم المشرف على عملية التلقيح لكنا في وسط المملكة آخر من تصله الكمامة فكيف بالتطعيم..
ليس في الأمر أية مبالغة.. فالأصل هو عقلية وتفكير.. من يستطيع أن يقطع عنك البث وبدون أدنى حرج.. يستطيع أن يقطع عليك الماء والضوء… ووو أيضا
ويبدو لي أن تكرار مثل المواقف والسلوكات اتجاه حسنية أكادير ليست وليدة اليوم ولن تقف غدا مادام أعضاء ومسؤولوا الفريق لم يبادروا يوما بقلب الطاولة ورفع الصوت داخل أجهزة الجامعة للاحتجاج والتنديد..
غير ذلك.. سيبقى النادي فقط من أجل تنشيط البطولة وملء الفراغات لاغير..
في انتظار أن تتحرّر القناة الرياضية من الأغبياء على مسؤولي الفريق أن يدركوا أيضاً أن من بين النتائج أيضاً عزّة الفريق وأنفته وهبته.. كجزء من هذه العزّة والأنفة والهبة التى يقودها قائد البلاد وسط الكبار اليوم..
نقطة إلى السطر.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.