تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، افتتحت مساء الأربعاء بمدينة مراكش، الدورة السابعة لسماع مراكش للقاءات والموسيقى الصوفية، والمنظمة هذه السنة تحت شعار “السماع به تظهر حرية الشخص وإنسانية الإنسان”، والتي ينتظر أن تمتد على طيلة 5 أيام إلى غاية الأحد 29 أكتوبر.
وفي كلمته بالجلسة الافتتاحية التي احتضن أشغالها المركب الإداري والثقافي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قال مدير لقاءات سماع مراكش جعفر الكنسوسي، بأن الدورة السابعة اختارت الاحتفاء بأبي القاسم الجنيد باعتباره واحدا من أولياء الأمة وعظمائها وخاصة أن اسمه مقرون بما يحصن الضمير الديني للمغاربة.
وأضاف بأن عبارة “السماع به تظهر حرية الشخص وإنسانية الإنسان” الذي اختارتها اللجنة المنظمة شعارا للدورة السابعة مقتبسة من كلام أحد كبار علماء مدينة مراكش في القرن التاسع عشر، وأحد الذين حملوا راية الإصلاح الشامل.
وتابع “لكل أمة أبطالها وعظماؤها، وأبطال هذه الأمة أولياؤها عبر العصور، فمن الحكمة إذن أن نستحضر الإمام الجنيد في وقتنا، فهذا العالم العارف يذكر في ميدانه كما يذكر عظماء الأمم الأخرى كأفلاطون وأرسطو طاليس وآخرين”.
وأردف الكنسوسي قائلا “فجمهور طلبة العلم في المدارس العتيقة يحفظون كلام ابن عاشر، والبيت القصيد منه مشهور “في عقد الأشعري وفقه مالك وفي طريقة الجنيد السالك” فها هو اسم الرجل مقرون بما يحصن الضمير الديني للمغاربة”.
معرض مخطوطات أثرية قيمة
وعرفت الجلسة الافتتاحية للقاءات سماع مراكش في دورته السابعة، عرض مخطوطات ومطبوعات على الحجر ونسخ طبق الاصل لمخطوطات أخرى، ساهمت بشكل كبير في النهضة العلمية الإسلامية، وأخرى هدفت إلى نشر الثقافة المغربية.
وفي هذا الصدد، قالت رشيدة خلفاوي المسؤولة عن معرض المخطوطات، إن هذه المعروضات القيمة تعتبر بمثابة كتاب أم للمعلومة التي تتداول داخل الكتب الحديثة المطبوعة طباعة عصرية.
وأفادت بأن الهدف الاساسي الذي يصبو إليه المعرض هو إحياء هذا الفن من ناحية القيمة الفنية للخط العربي والمغربي بالخصوص، وإحياء ذكرى حي الكتبيين على اساس أن هذا الحي يعرف فن هذه الصناعة التي تشمل اضافة الى الكتابة الزخرفة والتزويق وغيرها مما تتعلق بالخط المغربي.
وأشارت المتحدثة إلى أن المعرض الذي يحتوي على كتب في ملكية اشخاص ذاتيين وأخرى في ملكية وزارة الأوقاف، سيمكن الزوار والمهتمين من الاطلاع على هذه النفائس القيمة.
ويحتوي على المعرض على كتب قيمة مثل “كناش الحايك في طرب الآلة”، و”دخيرة المحتاج دخيرة الأسفار” وكتاب “دلائل الخيرات” وكتاب “الشفا” للقاضي عياض، وكتاب “صحيح البخاري النسخة الشيخة برواية ابن سعادة” و”مصحف ابن البواب”.
فرق سماعية تحيي الجلسة الافتتاحية
وشارك في إحياء الجلسة الافتتاحية كل من المجموعة الأحمدية بمعية المنشدة التي حجت من السنغال إلى مراكش سيدة بنت تيام، والتي يصفها رواد الزاوية التجانية التي تعد أكبر الزوايا في القارة السمراء بـ”أم كلثوم السنغال”، إضافة إلى مجموعة الزاوية الشرقاوية للمديح برئاسة الأستاذ محمد الغرفي.
القيم الروحية وأفقها الكوني
من جهة أخرى، أفاد بلاغ صحفي أصدرته جمعية منية المشرفة على تنظيم سماع مراكش للقاءات والموسيقى الصوفية، بأن الدورة السابعة الممتدة إلى غاية 29 أكتوبر، ستتمحور بالأساس حول القيم الروحية وأفقها الكوني.
وأضاف المصدر المذكور، أن أحداث هذه الدورة تجري وفق برنامج متنوع يصل في الآن نفسه بين مجالس السماع الصوفي والمحاضرات، وكل ذلك في جو روحاني يسهم في معرفة طرق الانفتاح والسماحة والوسع والمحبة في الثقافة الإسلامية.
وشدد على أن سماع مراكش يطمح إلى الحفاظ على السماع الصوفي الذي هو تراث فني عالمي وثقافي وروحي، وهو التراث الحي الذي يتيح فرصة مواتية للتأمل، ويبرز للجمهور التفكر والتهمم بالكرامة الإنسانية.
وتابع “فمن أهداف سماع مراكش إعطاء قيمة للهوية والتقاليد الثقافية والروحية بالمغرب، ومن تم الاستجابة للحاجة الروحية والكشف عن الحكمة وعن تعاليم كبار شيوخ الصوفية عبر التاريخ و الأزمنة”.
وكشف البلاغ ذاته، أنه “على غرار الدورات السابقة، ستجري أعمال الموسمية السابعة لسماع مراكش في معلمات ذات ارث تاريخي و شهرة كبيرة، مثل باحة مسجد الكتبيين، قبة المنارة ،الزاوية التجانية، قصر الباهية، قصر سليمان و أضرحة سبعة رجال”.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.