قال رشيد جرموني، أستاذ علم الاجتماع بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، “إن علم الاجتماع الديني يساعد كثيرا في فهم الظواهر المتصلة بحقل الدين والإعلام”.
وأضاف جرموني، أمس السبت 18 مارس 2023، خلال لقاء مفتوح بالمركب الثقافي لأولاد تايمة، نظمه نادي أصدقاء الكتاب، في حفل توقيع كتابه: ‘الدين والإعلام في سوسيولوجيا التحولات الدينية ‘، “مازال الدين هو المؤطر الأساسي للبنيات الثقافية والاجتماعية ولمجمل الذهنيات رغم ما يعتمل من تحولات جوهرية في الحقل الديني”.
وتابع، جرموني: “أن الحقل الديني يعج بالعديد من الفاعلين وخصوصا الفاعل الديني ‘الإعلامي’، الذي شكل في مرحلة بدءا من تسعينيات القرن الماضي إلى الآن، المؤثر في تحولات الحقل الديني، خاصة عند فئة الشباب، ويظهر ذلك جليا في موجة عمرو خالد ومحمد حسان، والآن ظهرت موجات جديدة مع المؤثرين الدينيين الجدد أمثال رضوان بن عبد السلام وياسين العمري”.
وأردف جرموني: “لابد من التأكيد على أن هذه التحولات التي مست الحقل الديني، وبالتحديد ما يمكن تسميته بالدعاة الجدد، لها تداعيات خطيرة، خصوصا أن الفتوى أصبحت في يد الجميع، وأن ما يصدر عن هؤلاء لا يراعي السياق الاجتماعي ولا حتى مبادئ الدين”.
وفي السياق ذاته، قال المتحدث إن “سوق الفتوى اتسع ليشمل ما أسماه بالاقتصاد الموسيقي، مبرزا الدور التي تلعبه وسائط الاتصال والتواصل في انتشار التدين الفردي، وأن الشباب صار أكثر تحررا وفردانية، بالموازاة مع تراجع دور المؤسسات الدينية التقليدية لصالح الإعلام الديني”.
وعند إثارة أحد الحاضرين لمسألة العلاقة بين الدين وعلم الاجتماع، أوضح الباحث المتخصص في علم اجتماع الأديان رشيد جرموني، “أن سياق ظهور علم الاجتماع في الغرب مختلف عن سياق ظهوره في العالم العربي والمغرب خاصة، وأن علم الاجتماع في المغرب يخدم الإسلام خصوصا أنه يشتغل على فهم الديناميات التي تعتمل في الحقل الديني وما يتصل بها من قضايا الإرهاب والتطرف العنيف”.
وتفاجأ جرموني من الإقبال الكبير على الكتاب في أولاد تايمة، وقال: “لم أكون أتوقع هذا الإقبال الكبير على الكتاب لدرجة توقيع كل النسخ المتوفرة في الكتاب وأن بعض الحاضرين مازالوا يبحثون عن نسخ لتوقيعها”.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.