لم يحضر المغرب ضمن القسم الأول في التصنيف العالمي للجامعات التي تضم 500 الأولى كما لم يسجل حضوره في القسم الثاني ما بين 500 الى ألف. وغياب الجامعة المغربية بينما حضرت أخرى إفريقية يطرح تساؤلات عميقة ومقلة حول حضور التعليم الأكاديمي في أولويات البلاد خاصة بالنسبة لدولة مثل المغرب التي ترغب في الانضمام إلى الدول الصاعدة.
ويعتبر تصنيف شنغهاي الأشهر ضمن التصنيفات الثلاثة في عالم الجامعات ويعتمد شفافية مشهود له بها، وأصدرت مؤسسة شنغهاي يوم الاثنين 15 غشت الجاري التصنيف العالمي للجامعات، حيث هيمنت الجامعات الأنجلوسكسونية وأساسا الأمريكية بينما غابت جامعات الكثير من الدول.
وهيمنت الجامعات الأمريكية هيمنة مطلقة على التصنيف وخاصة بالنسبة للمائة الأولى، حيث توجد 57 جامعة أمريكية. وقد احتلت المرتبة الأولى جامعة هارفارد في بوسطن متبوعة بجامعة استانفورد في سان فرانسيسكو ثم معهد ماساسوشيت للتكنولوجيا وجاء في المركز السادس كولومبيا في نيويورك ثم بيركلي وتليها شيكاغو وبرينستون ثم يال في نيو هفن. واحتلت المركز الرابع جامعة كامبردج البريطانية ثم جامعة أكسفورد البريطانية كذلك في المركز الخامس عالميا.
وضمنت الدول الكبرى مثل فرنسا وألمانيا والصين واسبانيا وإيطاليا حضورا ضمن الجامعات 500 في العالم، كما ضمنت الدول الصاعدة حضورها في التصنيف العالمي مثل البرازيل وماليزيا وتركيا والمكسيك وحضرت في القسم الثاني من التصنيف أي من 500 الى ألف.
وغاب المغرب عالميا وإفريقيا، فقد حضرت دول إفريقية مثل جنوب إفريقيا ومصر علاوة على دولة صغيرة مثل أوغندا.
ويتوفر المغرب على قرابة 15 جامعة، ولم ينجح في ضمان حضور ولو واحدة في التصنيف الدولي وخاصة جامعات كبرى مثل جامعة محمد الخامس وجامعة القاضي عياض. وهذا الغياب المثير يطرح تساؤلات عميقة حول التعليم الجامعي في البلاد وحول الإنتاج الأكاديمي.
ومما يزيد من عمق التساؤلات هو وجود ترسانة من الوزراء مكلفين بالتعليم، فهناك وزير التعليم ثم وزير التعليم العالي ثم الوزيرة المكلفة بالبحث العلمي، بينما تكتفي دول أخرى بوزارة واحدة وسياسة بحث علمي واضحة، وبالتالي حصلت على مراتب مشرفة للغاية.
ويكشف التصنيف الجديد عن معطى مقلق كذلك، فجميع الدول التي تصنفها التقارير الدولية بأنها صاعدة ضمنت جامعاتها تصنيفا في ترتيب شانغهاي، بينما المغرب الذي يؤكد على انضمامه الى نادي الدول الصاعدة لا يتوفر ولو على جامعة واحدة تتوفر فيها مقاييس البحث العلمي لتكون ضمن ألف جامعة الأولى.
في الوقت ذاته، فنسبة المغاربة في الجامعات العشرين الأولى محدود للغاية، وقد لا يتجاوز في المجموع خمسين طالبا مغربيا، بمعدل ثلاثة أو أربعة طلبة في كل جامعة دولية مثل هارفارد ويال وشيكاغو. وهذا عنوان آخر على عدم اكتساب الطالب المغربي تجربة دولية في مجال البحث العلمي.
وتعترف الدولة المغربية سواء على مستوى المؤسسة الملكية أو على مستوى الحكومة بالفشل في مجال التعليم، ولم تقدم حتى الآن أي مؤسسة على مبادرة حقيقية لإنقاذ هذا القطاع من الانهيار الذي يعاني منه.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.