في مشاركتها في مهرجان إزوران ، بمدينة اولوز ، المحتضن للجائزة الوطنية للرقصات الجماعية، قدمت فرقة تاسكيوين القادمة من أغبار ، وصلات موسيقية راقصة على إيقاعات حربية عدتها البناذير والتعاريج والناي وهي رقصات تجاوب معها الجمهور والمتتبعين لفنون أحواش بكثير من الإعجاب والإستحسان .
ولتقريب القارئ الكريم من هذا الفن التراثي المميز كان لنا لقاء مع الفنان حسن أوداد رئيس جمعية تاسكيوين لأغبار وخرجنا بالحوار التالي :
س : في البداية أود ان تتفضلوا لإعطاء القارئ الكريم نبذة عن الفنان حسن أوداد وعن جمعية تاسكيوين ؟
ج: شكرا لكم ولجريدتكم ، حسن أوداد هو لقبي الفني بينما إسمي هو حسن إبناين من موالد 1979 بدوار أدوز التابع لجماعة أغبار وهي منطقة جبلية نائية وجميلة ، والدي كان فقيها بدل جهدا من أجل أن يراني مثله فقيها غير أن رياح الفن هبت بما لا تشتهي إرادة والدي ، إنجدبت للفن منذ الصغر أشارك في حفلات أحواش أينما كانت في المنطقة التي أنتمي إليها ، كنا ننقسم إلى صفين ، صف للشبان وصف مقابل للفتيات في رقصة أسكا كنا ننتشي بما نقدمه خاصة عندما نرى التجاوب من طرف الحضور . كان هذا النوع كل ما تبقى لنا بعد أن توفق الكبار عن مواصلة المسيرة الفنية لفرقة تاسكيوين غير الرسمية ، روادها وأفرادها فلاحون ورعاة و تجار يجمعهم فن الرقص والفرجة كلما حلت مناسبة عرس او ختان او عيد من الأعياد الدينية او الوطنية يمارسون هذا الفن بشكل تلقائي وعفوي لا ينتظرون تعويضا أو شهرة ، أي يمارسون الفن من أجل الفن ، كان ذلك في عهد الحماية وفي فجر الإستقلال بعد ذلك توقفوا من غير أن نعرف السبب .
وفي سنة 2013 وبمبادرة من عامل إقليم الحوز ، الذي وجه تعليماته للقيادة والشيوخ من أجل إحياء كل أنواع الفنون التراثية وهي مبادرة تجاوبنا معها بكل حماس وإرادة خاصة اننا كنا متشوقين ومتحمسين لهذا الأمر فأسسنا “جمعية تاسكيوين أغبار ” .
س : حدثنا عن مسيرة هذه الجمعية الفنية الفتية لو سمحتم؟
ج: جمعية فنية شابة تتلمس طريقها بكل إصرار وثبات رغم الصعوبات والعراقيل ، الإنطلاقة كانت 2013 كان الإقبال كبيرا وقويا من طرف الشباب ، نتدرب تحت إشراف بعض القدماء ممن مارسوا هذا الفن قبلا ، إشترينا كل ما يلزم من ملابس وآلات موسيقية كالبنادر والتعاريج والناي وبدأنا المسيرة وشاركنا في بعض المهرجانات كالمهرجان الدولي لتاحناوت ومهرجان غجدامة ومهرجان القصر البديع وكذا مهرجان أمليل ،قبل أن يداهمنا ” فيروس كورونا ” وفرملنا الى حد التوقف وبعده حاولنا الإنطلاقة من جديد ، فشاركنا في عدة مهرجانات كمهرجان اليونيسكو بتارودانت ومهرجان إزوران بأولوز إضافة إلى عدة مناسبات فنية أخرى منها الخاصة ومنها العامة .
س : كيف تصف لنا رقصة تاسكيوين لنا ولمن لم تراها بعد؟
ج: سيكون الأمر رائعا وواضحا ومفيذا لو كان الوصف بالصوت والصورة أقصد تقديم وصلات فتية راقصة ، على أي هي رقصة حربية تعتمد الإيقاع بوثيرة او دبدبات تتغير وفق ما يقتضيه الأمر الفني بين الإنخفاض والإرتفاع أو بين الخفوت والحدة نبدأ بأجغايمي وخلاله نقدم عدة أضرب ثم ننتقل ألى أهياض و” ماكوي تاركا ” يقودنا في ذلك قائد (مايسترو ) الفرقة بالإشارات الفنية التي يفهمها أعضاء الفرقة .اما فيما يتعلق باللباس فهناك الفرجية والعمامة (الرزا ) وجابادور و السروال القندريسي والبلغة فضلا عن الخنجر والمجدول والحزام اي هناك منظومة فنية متكاملة ومتناسقة.
س: لابد أنكم وأنتم تسيرون في درب الفن والإبداع هذا تواجهكم صعوبات وعراقيل أليس كذلك؟
ج: بألتأكيد هناك صعوبات وعراقيل كصعوبة الإحتفاظ بكل العناصر المكونة للفرقة في غياب الدعم والحوافز المادية والمعنوية فعلى مدى مسيرتنا التي تقارب حتى الٱن عشر سنوات تلقينا الدعم لمرة واحدة من طرف جماعة أغبار ومبلغه خمسة ٱلاف درهم وفقط لتبقى التضحيات الجسيمة لأعضاء الجمعية هي الوقود والحافز الأساسي للبقاء والإستمرار فضلا عن أفكار دخيلة على ثقافتنا الأمازيغية التي ترى هذا الفن نظرة لاتليق به ولا تتناسب مع خصوصيتنا الثقافية الأمازيغية .
س: هل من رسالة تختمون بها هذا الحوار؟
ج: إن للفن أهمية كبيرة في الحفاظ على الموروث الثقافي اللامادي وتجديد الإبداع وتأطير الشباب وحمايته من الإنحراف والإنسلاخ الثقافي والفني كما أن الفن يلعب دورا أساسيا كرافعة للتنمية المحلية والمستدامة لذلك نرجوا أن تتم الإلتفاثة لهذا النوع الفني وغيره من الفنون ودعمه ماديا ومعنويا حفاظا عليه وعلى الذاكرة الفنية الجماعية ببلادنا .
مرتبط
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.