“العالم الأمازيغي” عشرون سنة من أجل الدفاع عن الامازيغية

أزول بريس - صرخة لابد منها 244 - أمينة ابن الشيخ

أزول بريس – البداية كانت حين أحسسنا بل تذوقنا مرارة التهميش والاقصاء من طرف المنابر الإعلامية المسماة وطنية مع نهاية التسعينيات وبداية عهد جديد حسبناه آنذاك انه عهد قطع مع كل حيف وتهميش واقصاء وامام صدمة الواقع وعزوف الاعلام المغربي تبني مواقفنا وفضح الحيف الممارس ضد قضيتنا ورفضه ابلاغ صرختنا، ارتأينا نحن مجموعة من الغيورين على قضينا أن نخوض مغامرة وتجربة إنشاء جريدة تعرف بالهوية الأمازيغية وتنهض بالثقافة الأمازيغية، جريدة تدافع عن الحقوق اللغوية والثقافية لشعوب شمال إفريقيا والساحل، واختيار اسم “العالم الأمازيغي” كاسم للجريدة ليس اعتباطا بل هو اسم نريد منه ان يكون حاملا لهم علم امازيغي يمتد من صحاري الساحل الى ما بعد بحار الشمال.
“العالم الأمازيغي” اذن أنشأت منذ سنة 2001 كتتويج لنضالات الحركة الأمازيغية لعقد من الزمن بعد ميثاق أكادير، كما كانت فاتحة خير على الحركة الامازيغية، فتلتها أحداث كلها تصب في مصلحة القضية الامازيغية، كخطاب العاهل المغربي بتاريخ 17 أكتوبر 2001، ثم إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بنفس السنة، لذالك واكبت الجريدة كل النقاشات التي صاحبت إنشاء هذه المؤسسة كما واكبت بل انخرطت بكل تفان في النقاش الدائر حول اختيار الحرف لكتابة اللغة الامازيغية بتخصيص ملفات حول الموضوع كان اخرها ملف بعنوان “معركة الحرف”، كما واكبت الجريدة كذالك اوراش ادراج الامازيغية في التعليم و الاعلام بملفات جريئة تستفز فيها المسؤولين عن تلك القطاعات و منها على الخصوص النقاش الدائر حول انشاء القناة الامازيغية. كما اننا نفتخر في جريدة العالم الأمازيغي بأن كانت لها الشجاعة والفضل في فتح ملفات كثيرة كانت ولا زالت من الطابوهات التاريخية، السياسية والاجتماعية التي كان يمنع الخوض فيها من طرف الاعلام المغربي اما لعدم الاهتمام او جهلا ولكن في أكثر الأحيان خوفا، ومن هذه المواضيع التي كان لنا السبق في فتح النقاش حولها ما هو مرتبط بتاريخ المغرب الذي طمسته أيادي المستعمر وأيادي الأيديولوجيين الذين اعتبروا المغرب لهم وليس لغيرهم، وهي شعارات رفعها من كان يسمي نفسه بالحركة الوطنية والوطنية منهم بريئة.
من أبرز هذه الملفات، ملف حول شخصية عبد الكريم الخطابي المعروف بمولاي محند، حرب الكيماوية على الريف من طرف الإسبان وحلفائها في العشرينيات من القرن الماضي والتي تعرف بحرب الغازات السامة، ملف حول الملكية و الأمازيغية، الإسلام و الأمازيغ، دور الجنود المغاربة في الحرب الأهلية باسبانيا، ملف حول حيثيات اغتيال عباس لمساعدي … و ملفات كثيرة أخرى تاريخية منها المرتبطة بأصل الانسان، انسان جبل ءيغود نموذجا، و علم الحفريات و منها المرتبطة بتاريخ المقاومة وجيش التحرير و الدور الذي لعبته في تحرير الوطن، ملفات سياسية مغربية وإقليمية ثم شمال افريقية كتغطيتها للحركات الاجتماعية بكل شبر من شمال افريقيا في المغرب، الجزائر، ليبيا، أزواد، ملفات ثقافية وفنية كتغطيتها للمهرجانات الموسيقية و السينمائية و الندوات الثقافية، ملفات اجتماعية حقوقية كالملفات المرتبطة بإشكالية الأراضي والمناجم و حقوق القبائل من الاستفادة منها ثم كذالك ملفات حول حقوق المرأة، الى غيرها من الملفات التي تلامس واقع الانسان بصفة عامة و حياة المواطن المغاربي بصفة خاصة.
انخرطت جريدة العالم الأمازيغي كذلك في الدفاع عن مأسسة الأمازيغية وترسيمها في الدستور المغربي، وكانت رافعة سندا ووسيلة أساسية ومحورية في ترسيم الامازيغية في دستور 2011، ثم تلتها حملات ترويجية للتسريع بإخراج القوانين التنظيمية لأجرأة الأمازيغية، وكذلك القوانين التنظيمية لإخراج المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية.
كذلك كانت ومازالت منصة للنقاش وتداول الأفكار من خلال نشر مقالات رأي وحوارات لشخصيات بارزة في كل الميادين والعلوم من مغاربة وشمال أفارقة وأجانب، كما كانت ولا زالت نافذة تعريفية وسندا للفنانين والفنانات الذين طالهم النسيان من طرف الاعلام المغربي. لا ننسى ان الجريدة كذالك خلال كل هذه السنوات العشرين كانت مدرسة فالكثيرين هم من تعلموا عبر صفحاتها، أبجديات الحركة الأمازيغية وحروف تيفيناغ، كما كانت ولازالت مرجعا للطلبة والباحثين حول الحركة الامازيغية والثقافة الامازيغية وغيرها من المواضيع ذات الصلة بالهوية والتاريخ الشمال إفريقي والساحل.
الآن بعد استمرار الجريدة لعشرين سنة، ها نحن نعقد العزم في الاستمرار على هذا الدرب الشاق، رغم العديد من الإكراهات والتحديات، وكلنا أمل في بلوغ أقصى ما يمكن من الصدور، إغناءا للمكتبة الأمازيغية، وتنويرا للأجيال الصاعدة، لتعريفهم بهويتهم الامازيغية وبتاريخ وطنهم المشرف، وإبراز كل ما تزخر به الثقافة والهوية والحضارة والتاريخ الأمازيغي، وكذا تكريسا لسياستها الإعلامية الهادفة التي تقوم على أساس النضال والتحرر من عقدة الأجنبي.
في الأخير يجب التذكير باننا لم نكن لنستمر لو لم نلمس المساندة الكبيرة، أولا، من الزملاء الصحفيين الذين مروا من هنا ومن مازالوا صامدين معنا. ثانيا من كل المتعاونين معنا من كتاب الرأي رحم الله من فقدناهم واطال الله في عمر من مازالوا بيننا. كما لا يجب ان تفوتني هذه الفرصة لتقديم الشكر الجزيل لكل قرائنا الاوفياء، وأصحاب الاكشاك والمكتبات وكل بائعي الجرائد الذين يتصلون بنا ليطمئنوا هل الجريدة في طريقها إليهم عند كل موعد صدورها، وعمال المطبعة الذين يسهرون على طبعها في حلة جديدة وبألوان جميلة.
الشكر موصول كذالك لكل من يدعموننا من مؤسسات خاصة التي امنت برسالتنا ووضعت ثقتها في منبرنا، منها O capital groupe والشركات التابعة لها منها Bank of Afrika، سلفين والوطنية للتأمين، في شخص رئيسها السيد عثمان بنجلون و زوجته الدكتور ليلى مزيان، شركة اتصالات المغرب في شخص رئيسها السيد عبد السلام أحيزون، شركة واد سوس في شخص الأخ والصديق السيد حسن بالحسن.
الشكر موصول كذالك للمؤسسات العمومية التي ساندتنا ولا زالت منها المعهد الملكي للثقافة الامازيغية ووزارة الاتصال.
وأخيرا الشكر الجزيل والمعذرة الصادقة لابني الذي استحمل ولايزال يستحمل ان تتقاسم معه الجريدة اهتمام والديه بل في اغلب الأحيان حتى قوت يومه، لكن لا خوف عليه وهو العارف ان الاستمرار في هذا النهج قدرنا لم نندم، لن نتعب ولن نمل.
وقديما قال الحكيم الأمازيغي:
ⵉⵣⵉⵎⵎⵔ ⵓⵔ ⴰⵜ ⵙⵙⵉⵃⵉⵍⵏ ⵡⴰⵙⴽⵉⵡⵏ ⵏⵏⵙ
Izimmr ur at ssihiln waskiwn nns
ليس بحمل قرنيه يتعب الكبش
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد