تعرض ملك اسبانيا فيلبي السادس الى موقف محرج للغاية عندما رفع نواب من اليسار الراديكالي والأحزاب القومية أعلام الجمهورية خلال افتتاحه البرلمان يوم الخميس 17 نوفمبر الجاري، كما تعرض للانتقادات بسبب ما تم اعتباره ميلا الى طريقة تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة ماريانو راخوي.
وهذه هي المرة الأولى التي يفتتح فيها الملك برلمان اسبانيا بعدما تولى عرش البلاد خلفا لوالده خوان كارلوس منذ أكثر من سنتين. وكان من المنتظر أن يفتتح البرلمان خلال شهر فبراير الماضي إلا أن البلاد عاشت أزمة سياسية بسبب إعادة الانتخابات ثم المفاوضات العسيرة التي جرت بين الأحزاب، ونجح الحزب الشعبي في تشكيل الحكومة بزعامة ماريانو راخوي في أعقاب إحجام الحزب الاشتراكي عن التصويت بالرفض، مما وفر النصاب القانوني للحكومة.
وأبرز الملك في خطابه أمام نواب البرلمان تشكيل الحكومة نتيحة الحوار والكرم من طرف البعض، وذلك في إشارة الى موقف الحزب الاشتراكي الذي امتنع عن التصويت ليسهل تكوين الحكومة. وتحدث قليلا عن ضرورة تجديد الديمقراطية وضرورة محاربة الفساد.
واتهم بعض نواب حزب أونيدوس بوديموس الملك بالتدخل في الشؤون السياسية المباشرة بحديثه عن ظروف تشكيل الحكومة. وعادة، لا يكتب الملك خطاباته بل الحكومة هي المسؤولة عن مضمونه.
وسجلت الجلسة، وفق جريدة بوبليكو، تصرفات لم يشهدها البرلمان الإسباني منذ الانتقال الديمقراطي في أواسط لاسبعينات. ومن أبرز هذه الأحداث، قيام نائب برلماني من اليسار الراديكالي برفع علم الجمهورية الإسبانية طيلة خطاب الملك فيلبي السادس. في الوقت ذاته، قاطعت بعض الأحزاب القومية خاصة من بلد الباسك الخطاب ورفضت الحضور. وفي الاتجاه نفسه، رفض نواب حزب أونيدوس بوديموس وهو يساري راديكالي تحية الملك عند دخوله أو الوقوف احتراما له في البرلمان. كما حضر نائب له تاريخ نضالي في النقابة في الأندلس وهو دييغو كانيميرو بارتداء لباس عليه الجملة التالية “أنا لم أصوت على أي ملك”.
وباستثناء الحزب الشعبي المحافظ، لا تعترف باقي الأحزاب الإسبانية بالملكية وإن كانت تعمل في إطار دستور لدولة ملكية. وتنادي بعض الأحزاب بإقامة الجمهورية ومنها أونيدوس بوديموس. كما تفيد استطلاعات الرأي بوجود الكثير من أنصار الجمهورية في اسبانيا الذين ينادون بنهاية الملكية.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.