أكادير: جون بريسكوت يعترف بـ”فداحة” قرار غزو العراق ويفضح سياسة بعد الدول الغنية حيال التغيرات المناخية
الحسن باكريم //
وصف جون بريسكوت نائب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق في فترة غزو العراق، قرار غزو هذا البلد بأنه “غير قانوني“. وقال بالحرف لم يكن متفقا على اندلاع الحرب ، وضد كل الحروب التي تقتل وتعمق اشكالية التغيرات المناخية ، وأضاف بريسكوت أنه سيعيش مع هذا “القرار الفادح” طيلة حياته. وأكد المتحدث البريطاني أن بعض السياسيين يستعملون الأزمة المالية العالمية وتفشي البطالة كذريعة للتلكؤ في اتخاذ إجراء حيال التغيرات المناخية، وهذا حال الولايات المتحدة الامريكية في كيوطو 1 و 2 حين كانت ترفض تخفيض نسبة انبعاثات الكربون بحجة ارتفاع نسبة البطالة، وهذا غير صحيح تماما.
وقال بريسكوت أن عالم اليوم ينتظر منا اعادة النظر في الاقتصاد الحالي والتفكير في اقتصاد أخضر يجمع بين التنمية المستدامة والاهتمام بالتغيرات المناخية، مضيفا أن الانتاج من أجل التشغيل لا يكفي للاحتفاظ على الاستدامة والحفاظ على مناصب الشغل بأقل تكلفة من الكربون والطاقة.
وأكد أن المسؤولية مشتركة ولكن الالتزامات مختلفة حسب النمو الاقتصادي للبلدان ، فالبلدان المتقدمة تتحمل ويجب أن تتحمل القسط الكبير من هذه المسؤولية أما البلدان التي تعرف نموا بطيئا فلابد من مصاحبتها للتقدم ، وطالب من الامم المتحدة التفكير في نموذج اقتصادي بديل.
وتحدث المستشار البريطاني في مجلس اللوردات عن المملكة المغربية، وقال أن المغرب يمكن أن يشكل نموذجا جيدا للتغيرات المناخية، كما تحدث عن منطقة سوس الفلاحية، وأضاف أنه معجب بالإنتاج الفلاحي المغربي خاصة انتاج البرتقال، رغم الكميات الكبيرة من الماء المستهلكة بالمنطقة، التي ستكون مهددة بالجفاف بسبب المبالغة في حفر الآبار من أجل الضيعات الفلاحية، واكد أنه علم أن المنطقة بها أكثر من 3000 بئر، ولكنه يعلم كذلك أن هناك جهود للحد من استهلاك الماء واستعمال التقنيات العصرية للسقي بالتنقيط، كما أكد مرة اخرى اعجابه بالسياحة بسوس وبالمنشآت السياحية المحدثة.
جون بريسكوت كان يتحدث في الجامعة الدولية لأكادير بمدينة أكادير في اطار أنشطة الجامعة الاعدادية للكوب 22، مساء يوم الجمعة 28 أكتوبر 2016 ، في لقاء حاضر خلاله حول التغيرات المناخية في عرض حول « الرهان الشمولي للتغيرات المناخية : وجهة نظر رجل سياسة ». حضر اللقاء أطر ومسؤولين في مجالات الاقتصاد والسياسة، ونخبة من الأكاديميين، علاوة عن طلاب الجامعة، وممثلين عن المجتمع المدني ووسائل الاعلام.
في نهاية محاضرته، تلقى بريسكوت عدد من الاسئلة في موضوع التغيرات المناخية من اساتذة ومهتمين تابعوا عرضه، فدار النقاش حول عدد من القضايا وصلتها بالتغيرات المناخية مثل الهجرة والتربية البيئية وعلاقة السياسيين بالعلماء والموارد الطبيعية والمحيطات والطاقة البديلة والحروب والارهاب.
اللقاء كان بشراكة مع جامعة هال الانجليزية، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، ويندرج ضمن الأنشطة ما قبل احتضان المغرب للقمة العالمية حول المناخ التي ستستضيفها مدينة مراكش من 7 إلى 18 نونبر القادم.
يشار إلى أن جون ليسلي بريسكوت، نقابي سابق، وأحد قياديي حزب العمال البريطاني، وسبق له أن شغل منصب نائب رئيس الوزراء في عهد حكومة العمالي طوني بلير حتى سنة 2007، وهو عضو بمجلس اللوردات البريطاني، بالإضافة إلى ترأسه وفد المفاوضين الأوربيين حول « اتفاق كيوطو ».
التعليقات مغلقة.