- محمد الحبيب الطالب //
توفقت في الجمع بين السردية الذاتية و المحطات الكبرى السياسية التي عشتها و معاناتك خلالها . ولا أغالي انها كونت منك اطارا سياسيا متعدد الكفاءات. وهذا ما كنت أراه فيك منذ أن تعرفت عليك كاتبا عاما لمنظمة العمل بأكادير.
ولا أخفيك اني تأسفت كثيرا عندما سمعت بانسحابك من المنظمة. و انا أجهل الأسباب الخفية إلى أن قرأتها عندك !! المهم، ما أعجبني في سرديتك أنك أظهرت قدرة على توصيف المكان و اللحظة بأسلوب جميل وبنفس روائي جاذب لفضول القارئ.
الا يسكنك شيطان الرواية لم تفرج عنه بعد؟
أتمنى منك لاحقا أن تخصص بحثا أوسع و أجمل للتجربة الاتحادية في أكادير، باعتبارها كانت قلعة حصينة للمعارضة دالة على صعودها و تراجعها، فهي نموذج معياري لفهم التجربة الاتحادية برمتها. و قد أشرت إلى ذلك في توصيفك للبنية الظاهرة و البنية التقليدية الخفية للحزب .
ما قلته في خلاصاتك عن السياسة في الختم و حتى في المقدمة، هي ظواهر اجتماعية مرضية و موضوعية موجودة في كافة التجارب العالمية. لكنها لا تصلح أن تكون لوحدها شاملة لمعنى السياسة، و الا كيف نفسر التقدم المجتمعي، و من أين يأتي ؟
أعتقد أن تركيزك في الخلاصات على تلك الظواهر السلبية وهي تعبر عن مرحلة تراجع و انحلال، أفقر شيئا ما من غنى و تناقضات مفهوم السياسة الذي يحتوي على الأوجه الايجابية أيضا في صراع تتحكم فيه السيرورة المجتمعية و الدولية عامة.
وانا اعرف يقينا أنك على وعي تام بهذه الملاحظة، و أنك بلا ريب غلبت بصدق مشاعر اللحظة في تجربتك بعيدا عن معتقداتك الثابتة.
التعليقات مغلقة.