“الحريرة*” وسقوط الأندلس…
لم تسلم الحريرة المغربية من التوظيف السياسي في الصراع السياسي الخارجي ضد بلدنا و في الصراع السياسي الداخلي، هذه الحريرة المختلفة الانواع والاذواق المرتبطة بثقافتنا المغربية استغلتها ابواق عسكر الجزائر في صراعهم مع المغرب فبخسوا قيمتها وعيرونا بها كما عيرونا بقفة رمضان التي هي جزء من ثقافتنا المغربية” تيويزي”, ومن سخرية الأقدار أن انقلبت هذه السخرية على اصحابها في موقف مذل ومخز لا نتمناه للشعب الشقيق والجار، حين اشتكى الرئيس الجزائري لوزير خارجية امريكا من ندرة الحليب وخلط البودرة المستورة بالماء في بلاده(وكلمة الرئيس منشورة في الاوديو المسرب)، فليتعلم السيد الرئيس أولا من قيمنا الأمازيغية التي تمنع صاحبها من نشر غسيله الداخلي أمام الغير وبالاحرى أمام أجنبي، وثانيا توقير الجار واحترامه بدلا من الإساءة اليه..
ولم تسلم الحريرة المغربية من التوظيف السياسي من طرف البوليزاريو، فحين زار رئيس الوزراء الاسباني المغرب وجدد موقف بلده الجديد بالاعتراف الضمني بمغربية الصحراء، خرج أحد أتباعهم فأشار بمرارة وحسرة -في إحدى الفيديوهات المنتشرة- الى ما وصلت إليها أوضاعهم من فشل ويأس وتخبط، فأرجع النجاحات والانتصارات المغربية السياسية الى الحريرة المغربية، وقال في فيديوهه بحسرة ومرارة:” أنفقت الجزائر انهارا من البترول وملايير من الدولارات فأين وصلنا الآن ، لا شيء، في حين أن المغرب نجح وكسب الكثير بواسطة زلافة الحريرة”.
كما استغلت الحريرة المسكينة سياسيا في الصراع السياسي الداخلي من طرف أحد الأساتذة الجامعيين المنتمين إلى اليسار، يسار الزعيمة التي فسرت جائحة كورونا بالمؤامرة الامبريالية، ليحذو الاستاذ حذوها فيفسر الامن الذي يعيشه المغاربة اليوم بمؤامرة “الحريرة” التي دبرها الاسبان قديما لتدويخ الاندلسيين فأسقطت الاندلس، ثم انتقلت الى المغرب فأسقطت الموحدين، وما زالت الحريرة المكرفسة والمتآمرة تفعل فعلها لتنويم المغاربة وتدويخهم الى الآن.
فهل تعلمون ان الحريرة ليست مغربية؟
نعم ليست مغربية، هذا ما ما كتبه أستاذ باحث بكلية الآداب جامعة القاضي عياض وصاحب 25 مؤلفا (Abdeljalil Elazdi) في مقال له بصفحته في الانترنيت، حين يعود بنا الى التاريخ الاندلسي ليسرد علينا التاريخ المتآمر للحريرة، فأصل الحريرة (بكرافسها وقزبورها وتوابلها ..)، كما ورد في مقاله، قشتالي اسباني ادخلها الاسبان المسيحيون الى دار الاسلام في الاندلس كوسيلة لتدويخ المسلمين قصد استرجاع الاندلس الى دار المسيحية فنجحوا في ذلك، ثم انتقلت الحريرة المكرفسة (من الكرافس) الى المغرب فكانت سببا في سقوط الموحدين؟
ليتهم الباحث الحريرة المكرفسة بأنها ما زالت تؤدي دورها المتآمر بتنويمها المغاربة اليوم، وهي بذلك تستمر في دورها التاريخي في الصراع المسيحي الاسلامي( ربما يشير الباحث إلى أن الحريرة المكرفسة أفشلت مشروعه القومي الاشتراكي في المغرب ضد الامبريالية و..).
لكن ما يحسب له في مقاله هذا هو أنه لم يذكر ” أزكيف” أي الحريرة المغربية، لأن أزكيف ارث ثقافي أعطته هذه الارض العزيزة ولا شأن له به، ولا علاقة له بالحريرة المكرفسة الاسبانية في زمن مسلسل” فتح الاندلس” الذي جاءنا من الكويت البترولية ليخبرنا بأننا شعب لا تاريخ له، وربما أكثر السيد وزير الثقافة من شرب هذه الحريرة المكرفسة الاسبانية فسمح للمخرج الكويتي من عرض مسلسله السياسي ذي التوجه القومي..
فإذا كان الباحث يقصد بحريرته المكرفسة المتآمرة، ذات الاصل الاسباني، استقبال رئيس الوزراء الاسباني، فنقول له نعم استقبلناه ب”أزكيف” المغربي الرمضاني من مختلف الانواع والاذواق المغربية المصنوعة باياد مغربية متفننة، ولم نستقبله بالحريرة الإسبانية المكرفسة.. ف” أزكيف” من ثقافتنا المرتبطة بهوية هذه الارض، والتي جعلت المغرب قويا بعد رجوعه اليها والى جذوره الأمازيغية ويحقق الآن النجاحات…
نقول للقوميين المغاربة، لن يترك المغاربة ” أزكيف” و” ئزكفان” و “تازكيفت” لأنه من ثقافتهم العريقة عراقة هذا البلد ومن هويتهم. أما الحريرة المكرفسة والاسبان الاصل والتي زالت تؤدي دورها التاريخي في المؤامرة المسيحية لتنويم الشعب المغربي حسب ما ذهب اليه الباحث، فقد تركناها له ولأشكاله من القوميين فلينسبوها الى من شاءوا، فقد سىئمنا من هرطقاتهم التي ينسبون فيها كل ما هو حضاري مغربي الى الغير، حتى اصبحوا اضحوكة.
macc ma rad yamz afqqir ar kiɣ ikʷrm uzkkif!!
*ملاحظة:
لفظة ” الحريرة” أي “تاحريرت” لم تعرفها القواميس العربية القديمة، ومنها” لسان العرب” الذي وردت فيها الحريرة بمعنى حرقة الكبد. ورد في باب “حرر” في معجم “لسان العرب” : “امرأة حريرة: حزينة محرقة الكبد”. لسان العرب، ابن منظور ، دار المعارف، القاهرة،ص 828.
التعليقات مغلقة.