الإختلاف وليس الخلاف
أزول-بريس : الحسن بنضاوش
نحن من يخلق الأزمات، ونحن من يجب فك طلاسم كل أزمة مادامت المسؤولية مسؤوليتنا، والتاريخ لن يرحم عدم قدرتنا أو تجاهلنا إمكانية تجاوز الخلاف إلى الإختلاف مع احترام الرأي والرأي الأخر .
وحتى لا نكون إلى الملائكة أقرب، وهذا من المستحيل طبعا، لابد أن نتفق على أننا نختلف في أشياء كثيرة وتجمعنا أمور أخرى، ولا غرابة أن يدافع كل منا على ما يؤمن به ويراه صحيحا وسليما، والآخر على خطأ، مع عدم استبعاد إمكانية الفشل في نهاية المطاف، ولايمكن إنتظار النهاية للحكم النهائي لأن الظروف تتغير وحتى المبررات لا مفر منها، وبالتالي الكل يرى نفسه أنه على صواب وهذا اختلاف محمود وراحة البشر لكي لا تنقطع الجهود والمثابرة و الاجتهاد في خلق الأفكار وتنشيط البشرية بين الإصابة والخطأ .
ونحن في سنة إنتخابية بإمتياز، وبجميع تراب المملكة استعدادات للاستحقاقات الإنتخابية من الغرف المهنية إلى الجماعية والجهوية والبرلمانية إلى الأقاليم والعمالات وصولا إلى المستشارين وحكومة مغربية للولاية التشريعية المقبلة، وكل الأحزاب السياسية المؤمنة بالمشاركة السياسية تدخل غمار المنافسة من أجل الظفر بمقاعد إنتخابية تمثيلية للشعب المغربي، وهذه إحدى مسالك الديمقراطية التشاركية .
وحتى لا تتحول العلاقات الإجتماعية والمجتمعية إلى علاقات خلاف بسبب اختلاف في الانتماء السياسي والحزبي، يجب على الجميع أن يفرق ويفصل بين الإختلاف في الانتماء السياسي وفي الأفكار والبرامج والطموحات وليس خلاف بين الأشخاص لأن المجال الجغرافي يجمع الجميع وما يجمع بين مكوناته أكثر مما يمكن اعتباره نقط اختلاف .
وعليه يجب أن تكون المحطات الإنتخابية المقبلة فرصة لتباري ومنافسة البرامج الإنتخابية وليس فرصة لتكريس الخلافات بين الأشخاص ومكونات المجتمع المغربي .
التعليقات مغلقة.