أزول بريس – الحسين بويعقوبي //
غالبا ما تؤرخ بداية الصحافة الأمازيغية المكتوبة بصدور جريدة أدرار التابعة لجمعية سوس أو جريدة تاسافوت التابعة للجمعية الجديدة للثقافة والفنون الشعبية (تامينوت حاليا) وذلك في بداية 1990, و قد عرف هذا الجنس الصحفي أوجه خلال هذه العشرية (1990-2000) بظهور العشرات من الجرائد الورقية.
لكن الباحث في هذا المجال يتغافل عن غير قصد تجربتين مهمتين ساهمتا في تكوين العديد من الكتاب المعروفين اليوم في مجال الأمازيغية, ويتعلق الأمر بالمجلات الحائطية في دور الشباب والمجلات الداخلية للجمعيات الأمازيغية. فلا زلت أتذكر زيارة الوزيرة نوال المتوكل لدار الشباب المختار السوسي بإنزكان وكانت المجلة الحائطية لجمعية تامينوت متميزة ضمن ما قدم للوزيرة, ولذلك كانت الجمعيات تتنافس لتكون مجلتها الحائطية متميزة على مستوى الإخراج والمضمون والعمل على نشر الجديد بشكل منتظم.
أما المجلات الداخلية فكانت تجربة رائدة تسمح دراستها على مستوى الشكل والمضمون بتتبع مسار النضال من أجل الأمازيغية وكذا تطور المواضيع المطروحة وطريقة كتابة الأمازيغية والحرف المستعمل وكذا إمكانية مقارنة طريقة كتابة بعض حروف تيفيناغ بين سنوات التسعينات واليوم.
لقد كانت تجربة المجلات الداخلية فريدة من نوعها وسمحت بإعطاء الفرصة لأقلام لم تجد آنذاك منابر للنشر وهي التي ستحمل فيما بعد مشعل الكتابة عن و بالأمازيغية. ولابد من الإشارة لتجربة الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي في هذا المجال منذ بداياتها الأولى قبل أن تظهر فروع جمعية تامينوت لتتنافس في إصدار المجلات الداخلية ونذكر منها : “أناروز” لفرع أكادير و “تاغرما” لفرع الدشيرة و “أكينان” لفرع تكانت و”ليبيكا” لفرع الدار البيضاء ثم التجربة الخاصة آنذاك لفرع إنزكان الذي أصدر مجلة” أنازار” (التحدي) المكتوبة كليا بحرف تيفيناغ.
تختلف مدة وانتظام صدور هذه المجلات وكذا الأعداد الصادرة, لكنها كانت تجربة متميزة حملها الطلبة المتوجهون لباريس أواسط التسعينات فأصدروا هناك مجلة داخلية “باريمازيغ” باسم جمعية أزامازيغ.
يستحق هذا الموضوع بحثا معمقا لأنه سيضيء فترة مهمة من تاريخ الصحافة الأمازيغية المكتوبة وخاصة إرهاصاتها الأولى التي تمت خارج الأضواء.
التعليقات مغلقة.