أزول بريس -عزيز أبوسعد //
—————————————
ارتفعت هذه الايام وتيرة الاتهامات بين الاحزاب السياسية ، وهو أمر عادي إذا استحضرنا قرب الانتخابات . لكن ما ليس عاديا هو طبيعة هذه الاتهامات ، فعوض أن يكون هناك تدافع انتخابي ببرامج انتخابية وبمشاريع ووعود تستهذف تحسين وضعية المغاربة ، نزل مستوى النقاش الى مواضيع تافهة ، فهل بمثل هذه النقاشات العمومية سنعيد الثقة للمواطن المقاطع ،ونرفع حجم المشاركة.
مناسبة هذا الحديث ما تتحدث عنه بعض الاحزاب بشأن توزيع القفة، من طرف أحد الأحزاب ومؤستته الخيرية، لدرجةأن أحزاب المعارضة اجتمعت لتصدر بيانا حول الموضوع وهي التي لم تجتمع لتصدر بيانا حول غلاء المواد الغدائية، او معاناة مجموعة من القطاعات التي عانت من جراء ازمة كورونا وخاصة قطاع السياحة والقطاع غير المهيكل ،ولم تجتمع لتقول للحكومة أنها أرهقت المغاربة بقرارات الحجر ،وأن الكثير من المغاربة أصبحوا يتسولون مثل نواذل المقاهي، كما لم يجتمعوا ليدينوا ما وقع للاساتذة المتعاقدين من ضرب وتعنيف بالرباط.
لقد اجتمعت أحزاب المعارضة لأن مؤسسة جود توزع المساعدات الغدائية، وهي المساعدات التي تقدمها الداخلية والجمعيات والمواطنون ،تضامنا مع الكثير من الأسر التي وجدت نفسها تعاني من جراء تبعات كورونا . فما الذي ازعج المعارضة ومن يسبح في فلكها ؟ ألا توزع جود المواد الغدائية منذ ست سنوات فلماذا لم يغضبوا الا اليوم ؟ الا يعلمون أن جود لا توزع المواد الغدائية فقط ،وإنما تعمل بشراكة مع الاف الجمعيات على الصعيد الوطني ومنذ ست سنوات ،على مشاريع منها تزويد العالم القروي بالماء وحفر الآبار وشق الطرقات والقناطر و النقل المدرسي، فلماذا لا تساير احزاب المعارضة هذه ( الجود)وتطلق جودها لتساهم الى جانب الملك والحكومة في خذمة المغاربة ؟ و وإذا سلمنا بأن من حق هذه الأحزاب أن تسنكر توزيع المواد الغدائية قبل الانتخابات وهذا من حقها ، لكن الا تعلم أن منها من وزع في الانتخابات السابقة الدجاج الحي على المواطنين ، وأن منها من اتهم بتوزيع الأموال ؟ إن هذه الأحزاب تعلم أننا في زمن الوباء، لهذا لم تصدر بيانها السنة الماضية حينما كانت جود توزع المساعدات في المداشر والقرى ، لكن حمى الانتخابات والخوف من نتائجها أثار جدوة النضال المصلحي ، وإن كان بهدف منع التضامن ومساعدة الفقراء، وهو ما يؤكد ما قاله المرحوم الحسن الثاني أن الوطني يفكر في الأجيال المقبلة بينما يفكر السياسي في الانتخابات المقبلة ؟ أسئلة كثيرة تطرح نفسها اليوم وخاصة بعد بيان المعارضة الهادف الى قطع الارزاق ، منها مثلا لماذ لم تصدر هذه الأحزاب بيان استنكار حول استغلال البعض لحملات الافطار الجماعي وتوزيع الملابس والاضحيات ، واستغلال الفقر والهشاشة الاجتماعية سياسيا ومنذ سنوات ؟ فجود لا توزع المساعدات الغدائية الا في رمضان و ظرف كورونا ، بينما يستغل الاخرون ، الذين لم ينتبه لهم بيان المعارضة ومنذ سنوات وطيلة السنة ،المرض والموت والاكفان والجوع والفقر لاغراض انتخابية. فجود لها برنامج تضامني تنموي يستهدف تنمية العالم القروي وتوفير حاجياته الأساسية ، وأن هذا الدعم الذي استفز احزاب المعارضة مرتبط فقط بجائحة كورونا وبهذا الشهر الفضيل، خاصة أن الكثير من الاسر قد وجدت نفسها بدون عمل خلال ازمة كورونا التي استمرت اكثر من سنة .
نتمنى من المعارضة أن يحركها الحس الانساني قبل الانتخابي ، وتسارع الى تخصيص ميزانيات من مالية احزابها لدعم الفقراء وتوزيع المواد الغدائية وتزويد القرى المعزولة بالماء الشروب وتمويل النقل المدرسي، والعمل الى جانب جلالة الملك والداخلية وباقي الجمعيات والاحزاب ذات الحس الوطني حتى الخروج من الأزمة ، عوض الجلوس في مكاتب مكيفة وإصدار بيانات قطع الارزاق وتقديم دروس مجانية في التنافس الديمقراطي ، علما أنه لا يليق بمن كان إلى وقت قريب يوزع ما لا يوزع من أموال ودجاج حي أن يتحدث عن التنافس الديمقراطي الشريف، فالحكمة لا تؤخذ ممن لا يعمل بها .
عزيز أبوسعد
التعليقات مغلقة.