حتى لا ننسى :الذكرى السادسة لرحيل عزيز الشامخ أحد رواد مجموعة إزنزارن

تحل في مثل هذا اليوم اي 11 أبريل من سنة 2014، الذكرى السادسة لرحيل رائد الاغنية الأمازيغية الفنان عبد العزيز الشامخ، مايسترو مجموعة “إزنزارن الشامخ” وأحد مؤسسي ظاهرة “تزنزارت” بالمغرب.

وكانت وفاة الفنان الراحل بعد أزيد من عشرين يوما وهو يرقد بالمستشفى العسكري بالرباط. حيث خضع لفحوصات طبية وتللقى العلاج من طرف فريق طبي يسهر على وضعيته بعد أن شملته الرعاية المولوية، لكن جاءه القدر المحتوم لينتقل إلى دار البقاء هناك.
الراحل عزيز الشامخ الذي زارته كصديق وبحكم عملي في يومية “الأحداث المغربية” يوما قبل وفاته بالمستشفى العسكري، احتفظ بابتسامته وروح دعابته المعهودتين وهو يقدم الشكر الجزيل لكل من وقف بجانبه من محبيه وأصدقائه وأيضا جلالة الملك محمد السادس الذي شمله برعايته المولودية وأصدر تعلمياته لنقل الفنان الأمازيغي من العلاج بالمستشفى العسكري بالعاصمة الإدارية.
كانت الزيارة بغرفته بالطابق الثالث بالجناح الأول بالمستشفى، حيث كان يرقد الشامخ ومعه آلته الموسيقية التي لا تفارقه. بدا حينها متفائلا أكثر بعد أن مر من مرحلة الخطر وبدأت حالته في تحسن، إلا أن الموت فاجأه بعدها ليرحل إلى جوار ربه. وهو الذي كان قد أصيب بوعكة صحية منذ شهر فبراير أجبرته على دخول إحدى المصحات الخاصة بالدار البيضاء عدة أيام لينقل بعدها إلى منزله بنفسه وبقي طريح الفراش، قبل أن ينقل إلى المستشفى العسكري.
عبد العزيز هو أحد مؤسسي مجموعة ازنزارن الأمازيغية ومن الرعيل الأول من الفنانين الأمازيغيين الى جانب إكوت عبد الهادي والحسن بوفرتل ومولاي إبراهيم والشاطر والذين أسسوا لتجربة موسيقية فريدة بالمغرب تسمى الآن «تازنزارت» على غرار الظاهرة الغيوانية، وهي مجموعة أطربت وغنت وساهمت الى جانب مجموعات أخري كمجموعة أوسمان وإزماز ولقدام وأرشاش في توعية الجمهور العاشق للموسيقى الأمازيغية، لكنه انفصل عن المجموعة الأم وأسس سنة 1975 مجموعة ازنزارن الشامخ ولا تزال تواصل مشورها رغم غياب مؤسسها عزيز الشامخ الذي قضى في الديار الفرنسية عقدا من الزمن، قبل أن يعود إلى أرض الوطن سنة 2010 ويواصل مشواره الفني من جديد. (من مقال نشر بيومية الأحداث المغربية الإثنين 24 مارس 2014).
عند عودته من المهجر، التقيته كمبعوث عن مجلة “أخبار النجوم” (كانت تصدرها المؤسسة المغربية لوسائط الاتصال المصدرة ليومية الاحداث المغربية) في مسقط رأسه بمدينة أكادير، فأماط اللثام عن الكثير من الأمور حول ماضي وحاضر ومستقبل تازنزارت. وصرح خلال الحوار الذي أجري معه أن فراقه مع عبد الهادي إكوت كان قدرا محتوما. ولا ينفي أن علاقته لا تزال جيدة برفيقه عبد الهادي وأنه لا فراق بينهما في الأصل، وكانت المفاجأة حين جمعت الخشبة بين إزنزارن إيكوت وعبد العزيز الشامخ ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان تايوغت إنزكان من صيف نفس السنة (٢٠١٠)، حيث حضر عبد الهادي إكوت تكريم الشامخ عبد العزيز وغنى برفقته رائعة «إمي حنا» التي كتب كلماتها الشاعر محمد الحنفي، في لحظة مؤثرة درف فيها الكثيرون الدموع واستعادوا فيها ذكريات الأمس.
وكنت قد ترجمت حوارا آخر مطولا له مع قناة “بيربير تيفي” من الأمازيغية إلى العربية أجراه معه بويعقوبي انير (أستاذ الأنثروبولوجيا حاليا بجامعة ابن زهر بأكادير )، وهو الحوار المنشور على صفحات الأحداث المغربية منذ سنوات وتمت إعادة نشره في مدونة لمجموعة ناس الغيوانية. وتغمده الله الفقيد بواسع رحمته.
أوسي موح لحسن
البيضاء في 11 أبريل 2020   

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد