لا تنمية بدون كفاءة!

عندما تحدثنا في اجتماع استدعينا إليه ذات فبراير 2017 من طرف السيدة العدوي التي كانت تشغل منصب والي جهة سوس ماسة و عاملال على إقليم أگادير إداوتنان آنذاك و ذلك على خلفية مناقشة مطالب المبادرة المدنية لإنقاذ أگادير و عبّرنا فيه و بكل القوة اللازمة عن استحالة تنمية المنطقة مع استمرار التهجير الممنهج للكفاءات بالمدينة على الخصوص و المنطقة عامة, لم نكن نتحدث من فراغ و لم نكن نستجدي عطفا…

اليوم و قد أعطى جلالة الملك الانطلاقة لهذا البرنامج الطموح بغية تأهيل المدينة على مستوى البنيات التحتية بهدف جعلها قطبا اقتصاديا قادرا على جذب الاستثمارات القادرة على خلق فرص شغل حقيقية وحدها كفيلة بانتشال المنطقة من حالة الإفلاس الذي أضحى معظمنا يتعايش معه بأريحية مقرفة.
و في ظل مبدأ تنافسية الجهات الذي يعتبر أحدث أهم الركائز التي يقوم عليها نجاح الجهوية في صيغتها ما بعد دستور 2011, من حقنا كفاعلين مدنيين متتبعين للشأن العام المحلي أن نتسائل: ما هي ضمانات إنجاح هذا البرنامج في ظل هذا الغياب الواضح للكفاءات القادرة على تقديم قيمة مضافة في هذا السياق الجديد خاصة و نحن نلاحظ استمرار فاضح بروفايلات كارتونية تفتقد للكفاءة الحقيقية و تخدم حسابات لا علاقة لها بموضوع التنمية.
إن التنمية اليوم و بتعداد امتداداتها, تقوم أساسا و محوريا على المكون البشري و هنا وجب تنبيه من يهمهم الأمر أن الخطأ لا زال قائما و متفاقما عندنا هنا في سوس فيما يخص الاستحاق بالكفاءة و أن المحسوبية و الزبونية و الرشوة و خدمة الأجندات و غيرها لا زالت جاثمة على مستقبل المنطقة و تهدد بنسف هذا المشروع الطموح الذي لطالما انتتظرناه كما انتظره سلفنا.
توقيع : توفيق سميدة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد