وكالعادة ودائما : ” المخزن وراء إحراق الجزائر”

أزول بريس - يوسف الغريب

ما وقع.. ويقع إلى حدود اللحظة بالجزائر من حرائق.. مأساة بكل المقاييس ومؤلمة جدّاً والمرء يتابع هذه الهجرة الجماعبة لساكنة منطقة القبايل ونواحيها لمنازلهم التي بدأت تلتهمها النار..

لا يمكن لأيّ مواطن مغربيّ إلاّ أن يعبر عن تضامنه مع ضحايا هذه الحرائق والرحمة لكل الشهداء وبهذا الرقم المهول..والدعوة للجرحى بالشفاء العاجل مع النداء للدولة المغربية بالمبادرة قصد تقديم المساعدة في عملية إخماد هذه الحرائق التي يبدو أنها مستمرة في المتصاعد بشكل مخيف منذ أقل من 24 ساعة..

كما يبدوا أيضا من خلال التغطية لوسائل إعلام أجنبية بأن النظام هناك عاجز عن احتواء هذه الكارثة نظرا لقلة الوسائل اللوجيستيكية ذات الصلة بمثل هذه الحوادث إضافة إلى فقر فاضح لدى هذا النظام في تدبير مثل هذه الأزمات المتكررة في هذ البلد منذ سنوات خلت وبكل تسلسلي آخرها السنة الماضية وما قبلها..

وكدليل مفزع هو استشهاد أكثر من 25 جندي جزائري(رحمهم الله) خلال عملية إخماد النّار..

هذا الرقم يعطى الانطباع الأولي بقلة الدراية والحرفية لدى هذه الجيش من جهة.. أو قلة الوسائل والامكانات اللوجيستيكية لديه.. دون أن نشير إلى أن جميع دول العالم تتوفر على فرق الإغاثة وإطفاء الحرائق وبتخصصات عليا ومعدات متطورة آخرها سرب الطائرات المتخصصة في هذ الجانب..

فالجيش لا يتدخل الا في إطار تعزيز القدرات الأخرى ذات التخصص..

لكن الأغرب في هذه المأساة وانطلاقا من تصريحات شهود عيان.. أن النظام الجزائري لم يتدخل الا بعد مرور أكثر من خمس ساعات على بدء الحرائق..

تاركين ساكنة المنطقة تواجه مصيرها بشكل يطرح من علامات استفهام..

وأغرب ما في هذا الحدث الدرامي تصريح وزير الداخلية الجزائرية للاعلام المحلي بأنه من سابع المستحيلات أن تشعل هذه النيران في أكثر من 56 ولاية وفي توقيت واحد.. فلايمكن الا ان نعتبر هذا الأمر مدبّراً من أيادي خارجية التي لا تريد الخير للجزائر.. ووعد بفتح تحقيق في الموضوع..

كان هذا التصريح منتصف نهار اليوم…

ولم تغب الشمس حتّى طلعت إحدى الجرائد الرسمية بالقول بأن الماك.. والمخزن وراء هذه الحرائق معللين ذلك بموقف المسمى ظلما وبهتانا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون من دعوة العاهل المغربي بفتح الحدود..

إيها الأغبياء.. و الحرائق ما زالت مستمرة أنهيتم تحقيكم بهذه السرعة الضوئية..

أيها البلداء.. اتركوا مسافة زمنية محترمة حتى تنضج هذه الكذبة

لأن بهكذا سرعة تهينون أنفسكم ومؤسسات ما تبقى من بلدكم.. لاغير..

صحيح أن دعوة فتح الحدود قد أحرجتكم أمام الشعب الجزائري الذي تفاعل بشكل إيجابي معها عبر تغريدات وتدوينات بمنصة التواصل الاجتماعي وغيرها.. بل رفع شعارا بليغا في مظاهرات متفرقة (ياسراقا.. ياعصابة.. افتحوا الحدود..)

الدعوة أحرجتكم أمام الشعوب المغاربية ودول العالم أيضاً..

ولخلط الأوراق.. ومع التجربة السابقة لجنيرالات العسكر وخاصة ج توفيق.. وج خالد نزار المعروفين بخطة إحراق الغابات كما جاء في كتاب ( مافيا الجنيرالات) لهشام عبود الضابط السابق في الجيش الجزائري..

أمام هذه السوابق أتفق مع وزير الداخلية هناك بالقول بأن الأيادي الخارجية لن تكون ا لا من هذه العصابة الجاثمة على الحكم ضد إرادة الشعب وخاصة في هذه المناطق التي تتعرض للعقاب الجماعي ضد موقفها من نظام العسكر عبر كل الاستحقاقات الأخيرة..

لا تفسير غير ذلك..

فالنظام الجزائري هو البلد الوحيد في العالم الذي يفسر أسباب أزماته الداخلية بالمؤامرة الخارجية وخاصة من المغرب..

وغير بعيد ألم يحذر مايسمى بالرئيس قبل يومين الشعب الجزائري من الفايس بوك فهو سبب ارتفاع المصابين بكورونا.. وهو سبب نقص الأوكسجين..

إلى أن قال بالحرف

( بل هناك بلد لا يريد لنا الخير ويدعوا مواطنين بعدم التلقيح..)

صدقوني كل الرؤساء رؤساء في جمهورياتهم ما عدا دولة الجزائر . فهي رئاسة بلا رئيس… يجلس على كرسي ولا يملأه.… فالجلسة لكي تكون رئاسية لها شروطها ومستلزماتها..

إلى أن يأتي ذلك اليوم – وإن غداً لناظره لقريب – نؤكد على أن دعوة عاهل البلاد المغربي بفتح الحدود تتجاوز اللحظة الآنية نحو أفق تاريخي قادم…و لا يلتقطها الا القادة الكبار القادرين على استشراف المستقبل.. بقراءة مجريات الأحداث.. والفهم لجدلية التاريخ.. وتحولات الجغرافيا

أمّا عبد المجيد تبّون الناطق الرسمي للذين نصّبوه.. فلا يشبه إلا الضفدعة التي توجد في قاع البئر وتعتقد أن السماء صغيرة..

لنجدد الرحمة والمغفرة لشهداء الحرائق هناك..و تضامننا مع اخواننا بالجزائر الشقيقة .. مع متمنياتنا في تحرير هذا البلد من شنقريحة الجنيرال الذي لم ينس بعد يوم كان جنديا أسيرا بالمغرب..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد