وداعا أيها” الحكيم الصامت “..

501

يعتبر امحمد بوستة -رحمه الله- أحمد القياديين الكبار في حزب الاستقلال، وسبق أن كان الأمين العام للحزب، قبل أن يتولى ذلك عباس الفاسي، الذي خلفه الأمين العام الحالي حميد شباط.القائد والمجاهد والذي لقبه العالم السياسي بالحكيم الصامت، رحل مخلفا اثرا دفينا في نفوس المناضلين الاستقلاليين و خسارة كبيرة بقيادات حزبه، اذ كان الاب الروحي لكل المناضلين و جسر وصل بينهم و بين مؤسسي حزب الامة.مولاي محمد بوستة و الذي ازداد بمراكش الحمراء سنة 1925، زعيم سياسي ومحام مغربي قاد حزب الاستقلال عشرين سنة، عُرف بمواجهته الصارمة لإدريس البصري وزير الداخلية أيام الملك الراحل الحسن الثاني، وخاصة أيام اشتداد الأزمة بين المعارضة والحكومة.درس المرحلة الابتدائية والثانوية في مراكش، وأكمل دراسته الجامعية في جامعة السوربون الفرنسية في تخصص القانون والفلسفة، فتح عام 1950 مكتبا للمحاماة في الدار البيضاء وأصبح فيما بعد نقيبا للمحامين، وتخرج من مكتبه محامون مشهورون منهم رئيس الوزراء السابق عباس الفاسي. شغل مناصب مختلفة منذ فجر الاستقلال، فعمل وكيلا في الشؤون الخارجية في حكومة أحمد بلفريج عام 1958، ووزيرا للوظيفة العمومية والإصلاح الإداري عام 1961. كان نقيبا للمحامين، وشغل منصب وزير الخارجية في حكومة أحمد عصمان، لكنه قدم اسقالته منها عام 1963 مع علال الفاسي ومحمد الدويري. عاد لوزارة الخارجية في الفترة 1977-1983، وعينه الملك محمد السادس عام 2000 رئيسا للجنة الملكية لإصلاح مدونة الأسرة.بعد وفاة الزعيم التاريخي للحزب علال الفاسي عام 1972، قرر المؤتمر التاسع للحزب إعادة العمل بمنصب الأمانة العامة، وتمَّ انتخاب محمد بوستة بالإجماع أمينا عاما للحزب، وبقي كذلك لغاية المؤتمر الثالث عشر في فبراير1998 ليخلفه عباس الفاسي.جاب أغلب دول العالم لشرح تطورات ملف الصحراء، ولحشد الدعم للقضية التي شغلته، وطرح تأسيس مجلس استشاري موحد بين المغرب والجزائر وتونس لتقوية العلاقات بين هذه البلدان.عُرف بمواجهته الصارمة لإدريس البصري وزير الداخلية أيام الملك الراحل الملك الحسن الثاني، وخاصة أيام اشتداد الأزمة بين المعارضة والحكومة.استدعاه الملك الراحل الحسن الثاني لمّا حاول فتح الباب لتجربة التناوب، بعد حديثه عن تهديد سكتة قلبية للمغرب، وعرض عليه تشكيل الحكومة لكنه رفض بسبب تدخل إدريس البصري في “إفساد الحياة السياسية وتزوير الانتخابات”، وانتقد تغول وزارة الداخلية وتحولها إلى “أم الوزارات”.دعا يوم 11 يناير 2004 الشباب المغربي لاستلهام روح وثيقة المطالبة بالاستقلال لاستكمال تحرير باقي الأجزاء المغتصبة من التراب المغربي، ودعا كذلك لوقف مسلسل المفاوضات مع جبهة البوليساريو بخصوص نزاع الصحراء المغربية، وطالب بتنزيل مشروع المغربي القاضي بتطبيق الحكم الذاتي في الصحراء.استمر على رأس حزب الاستقلال لمدة عشرين سنة، وما يزال له تأثير عليه من خلال عضويته في مجلس الرئاسة (الحكماء).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد