هل أصبحت منظمة الصحة العالمية من ضحايا كورونا

بقلم :الإعلامية لطيفة إكري //

قالوا ناس زمان “طاحت السمعة علقوا الحجام،” حكمة مغربية لها اكيد سياقها التاريخي والاجتماعي.. لكن قد تتساءلون وماالداعي
لاقحامها في موضوعنا،اولا من باب تثمين مأثورنا الاجتماعي لان فيه جانب من الحكمة. لكن نحن لسنا الآن بصدد تحليل المثل وابعاده، اوردناها لدواعي أخرى.. لأنها وردت على بالي وانا اتابع قرار الولايات المتحدة الأمريكية تعليق دعمها لمنظمة الصحة العالمية لفترة مؤقتة.
منظمة الصحة العالمية بغض النظر عن دورها الصحي والانساني لم تكن في مستوى الوقائع المتسارعة لانتشار فيروس كورونا.. المعلومة ظلت في البداية مبهمة ولم يستطع خبراؤها ان يحددوا اسباب تنامي الجائحة. وظلت مواكبتها الجائحة غير موفقة إلى حد كبير.
المعلومة التي تضمنتها مختلف المواثيق والدساتير الدولية ،كانت قاصرةمدبدبة.
الصين المرجع الدولي الأول في الجائحة، حاولت في البداية حجب حقيقة مايقع في ولاية يووهان الموبوءة.. لكن الفيروس كان أشرس من ان يتم إخفاء عدد ضحاياه ومن منا لايذكر نداءات الطلبة المغاربة هناك، وهم يستنجدون لاخراجهم من مدينة يخيم عليها الموت من كل صوب وحدب. عدد الضحايا باث أقوى مما تتوفر عليه الصين ضمن منظومتها الصحية. اضطرت معه إلى إيقاف كل انشطتها الاقتصادية وراهنت على زيادة الأسرة لاستقبال مزيد من الضحايا.. ليستفيق العالم على كارثة حقيقة لم تكن في الحسبان.
للأسف تعددت التفسيرات العلمية للجائحة.. عولمة الفيروس جعل أوروبا اكبر ضحاياه.. البروتوكول المعتمد في العلاج اختلفت حوله المختبرات العلمية.

بالمستشفيات الأطقم الطبية تقف عاجزة أمام حالات الاختناق والموت المفاجئ للمصابين في وضعية حرجة.. تدابير علاجية اختلفت بين الصين وكندا وأوروبا لكل تحليلاته.. الدكتور راوول آثار جدلا في فرنسا حينما دعا إلى استعمال دواء الكلوروكين.
المرض أظهر ان العولمة ليست نظاما اقتصاديا وثقافيا فقط بل حتى وبائيا، أصبحنا كما يقول الحديث النبوي الشريف كالجسد الواحد اذا مرض عضو تداعى له باقي الجسد بالسهر والحمى. الآن الانظمة الاقتصادية تتداعى. انهيارات في البورصة.. تراجع ثمن برميل النفط.. جيوش من العاطلين.
لو استطعنا ضبط المعلومة منذ البداية، لكانت المهمة أسهل أمام العالم لاحتواء الجائحة المستشرية.
بفرنسا الآن حكومة ماكرون تؤدي ثمن غياب المعلومة المؤكدة.. حوالي 600 طبييب فرنسي يهددون برفع دعاوي ضد ورزراء في حكومة ماكرون.. الكل يقول ان منظمة الصحة العالمية كانت كمن يغرد خارج السرب.. حتى حكومة الصين التي اضاءت سماء يووهان احتفالا بانحسار المرض، هاهي تعود من جديد وتسجل إصابات رغم قلتها، الا انها ككرة الثلج لا نضمن ابدا انها ستحافظ على حجمها.
اما نحن فاصبحنا كمن دخل إلى قاعة سينما ليتفرج على فيلم الرعب، وكلما زادت عقدة الأحداث الا وزاد احساس الندم لديه مالذي أتى به إلى هنا.. وينتظر نهاية هذا الكابوس ليتنفس الصعداء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد