موزاييك.. قناة مغربية إسرائلية بعدة لغات منها العبرية قريبا بالمغرب

كنافو : ستكون برامج “موزاييك”القنوات التلفزيونية والإذاعية باللغات العربية والأمازيغية والعبرية والفرنسية والإنجليزية، وقبل كل شيء، نريد أن يتم تقدير هذا التنوع والاحتفاء به..

قال جاك كنافو، رجل الأعمال، وعضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث، أنه ينوي إطلاق مشروع إعلامي عبري بالمغرب قريبا .

وأكد كنافو في حوار مع موقع  SNRTNEWS حول إطلاق قناة تلفزية وإذاعية عبرية  جديدة من المغرب تحت اسم “موزاييك”.

المشروع الإعلامي العبري حسب صاحبه يهدف  إلى تقاسم التجارب الإنسانية، وترسيخ القيم المغربية للسلام والتسامح، من خلال برامج متنوعة وبعدة لغات، ستركز بالأساس على مواضيع ذات تيمة معرفية وثقافية.

هنا نص الحوار الذي نقلناه عن  الموقع المذكور:

لماذا هذا التوقيت بالذات لإعلان مثل هذا المشروع؟

إنها ليست مسألة توقيت، لقد نشأت الفكرة في عام 2000 مع الطلاب الذين قمت بتدريسه، عندما كنت رئيس المدرسة الوطنية العليا للإدارة، وبفعل الخبرة التي اكتسبتها في تجربتي بمجال التعليم العالي، وكعضو بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث، التي تناهز 36 عاما، لاحظت شحا في المصادر التي توفر للطلاب معلومات واضحة ودقيقة تساعدهم في أبحاثهم، خصوصا على المستوى الثقافي، لهذا السبب كانت لدينا فكرة تأسيس منصة توفر لجميع الشباب إجابات عن الأسئلة التي تشغلهم.

ويبقى الهدف الأساسي من هذا المشروع هو إنشاء وسيلة تعليمية، تعطي أهمية أكبر للفنون والثقافة بشكل عام، وقد أطلق على هذا المشروع الإعلامي اسم “موزاييك” أي الفسيفساء للدلالة على التنوع الذي يميز المجتمع المغربي الذي يتميز بتعايش ثلاث ديانات لأكثر من ألف عام. اليوم يعرف الآباء والأجداد هذه القصة، لكن الكثير من الشباب ليسوا على دراية كافية بها.

سيتم إطلاق المشروع في سياق الجائحة التي أثرت على قطاع الإعلام بشكل كبير. كيف تخطط لجعل هذا المشروع مربحا؟

لا يمثل الربح المادي هدفا أساسيا للمشروع. نسعى أولا لتحقيق هدف تعليمي وثقافي بالدرجة الأولى، لذلك اقترحنا حزمة برامج تركز على اهتمامات الشباب.

سوف يتم إعطاء الأولوية للتربية والفنون والعلوم، كما يتم التخطيط للمناقشات والمعارض والاجتماعات الثقافية والمؤتمرات.

كما أن برامج التدريب والتوجيه مدرجة أيضا في البرنامج للسماح للشباب باكتشاف فرص ومهن المستقبل.

ماذا عن التوظيف؟ هل سيكون الأطر مغاربة مائة بالمائة؟

سيكون هناك أطر من جميع الجنسيات، لقد اتصلنا بالفعل بشخصيات مهمة من الجنسيتين المغربية والفرنسية، كما سيكون هناك موظفون من جنسيات إسبانية وأمريكية وبريطانية وإسرائيلية.

نصف البرامج تستهدف الشباب، فماذا عن النصف الآخر؟

الفكرة هي مصالحة الشباب مع تاريخ آبائهم وأجدادهم، هم الذين سيخبرونهم بقصصهم وما عاشوه ودرسوه وكيف يرتبطون بالآخر. هم الذين يجب أن ينقلوا ذكرياتهم إليهم. إن نقل هذه التجارب والذكريات إلى الشباب أمر مهم.

ما هي اللغات التي ستبث بها البرامج الإذاعية والتلفزيونية؟

سنطلق قناة تلفزيونية على شبكة الإنترنت، وتلفزيون ويب، ومحطة إذاعية تبث على موجة FM، أولا في الدار البيضاء، فالرباط، ثم مراكش، بعد ذلك سنغطي كامل التراب الوطني.

وستكون البرامج التي تبثها القنوات التلفزيونية والإذاعية باللغات العربية والأمازيغية والعبرية والفرنسية والإنجليزية، وقبل كل شيء، نريد أن يتم تقدير هذا التنوع والاحتفاء به.

كما أن المشروع يأتي في إطار الاتفاقيات الإبراهيمية، التي يجب مواكبتها، من خلال توضيح أهدافها ودلالاتها للشباب، من خلال نقاش عالمي مفتوح يتم خلاله تبادل وجهات النظر.

يأتي إطلاق “موزاييك” في منعطف خاص تميز باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، فما هو الدور الذي سيلعبه هذا المشروع بخصوص توطيد العلاقات بين الشعبين؟

الروابط التاريخية بين المغاربة المسلمين واليهود المغاربة ليست وليدة اليوم، فهي تعود إلى عهد الملك الراحل محمد الخامس، كما أن كل خطابات الملك الراحل الحسن الثاني كانت تحث على السلام بين إسرائيل وفلسطين. لقد لعب المغرب دائما دورا مهما في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وسيواصل لعب هذا الدور حتى النهاية.

كما أن الخطاب الأخير للرئيس الإسرائيلي كان مميزا، لأنه تحدث عن التنوع، وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها رئيس إسرائيلي عن هذه النقطة.

سيكون دورنا الرئيسي هو تقديم المعلومات الدقيقة، ومحاربة المعلومات المضللة حتى يتمكن الناس من العيش معا. يجب حل المشكلة الإسرائيلية الفلسطينية بشكل نهائي. لن يتم وضع حد لهذه القضية بالقنابل والبنادق، بل يجب أن تحل بالسلام.

ألا تعتقدون أن فكرة قناة مغربية-إسرائيلية قد تلاقي بعض التحفظ من قبل الشباب المغربي؟

وماذا في ذلك؟ ألا يوجد تردد في كل المجالات وفي كل البلدان؟ علينا أن نلقي الضوء على العالم ونجعل الناس يفهمون أن هناك إمكانية للعيش معا وبالتالي هناك مشاركة يجب أن تتم.

هدفنا التغلب على كل هذه الانقسامات وكل هذه المشاكل الزائفة، من خلال التعليم والمضي قدما نحو العيش معا. وفي هذا المجال، أثبت المغرب أنه يمكننا العيش معا، فلماذا لا نتبع هذا المثال ونروج لنموذج التعايش المغربي؟

وعلاوة على ذلك، عند تصميم “موزاييك” تم وضع كل هذه الأمور في الاعتبار، لإظهار أننا قادرون على العيش معا والمشاركة واحترام بعضنا البعض.

هل يمكننا إذن أن نقول إن هدف “موزاييك” هو تغيير الرواية حول العلاقات المغربية الإسرائيلية والفلسطينية الإسرائيلية؟

لا نريد الدخول في السياسة. نريد فقط أن يفهم الناس أن هناك صيغا مثالية للتعايش، أبرزها مسألة المشاركة والتبادل، فعلى على سبيل المثال، فكرة تقاسم الوجبة في التقاليد المغربية، هي فكرة رمزية يتم خلالها تشارك وجبة لتكوين روابط صداقة عميقة لا يمكن كسرها، هذه هي أنواع القيم التي يجب إحياؤها.

لماذا من المهم بالنسبة لك إنشاء جسر للتواصل بين الشباب المغربي ونظرائهم الإسرائيليين؟

يوجد اليوم في إسرائيل شباب من أصل مغربي، من الجيل الثالث أو الرابع، ليسوا مغاربة ولم يسبق لهم زيارة المغرب، لكنهم يعشقونه، إنهم مرتبطون بشدة بالثقافة والقيم المغربية.

هؤلاء الشباب ينتظرون اللحظة التي يمكنهم فيها زيارة المغرب ورؤية القرى والأحياء التي عاش فيها آباؤهم وأجدادهم وترعرعوا فيها. لذلك من الضروري خلق تبادل بين هؤلاء الشباب الذين سمعوا آباءهم وأجدادهم يتحدثون عن مغرب الماضي، والشباب المغاربة الذين يعيشون في مغرب اليوم والذين سيبنون مغرب الغد.

هناك جالية مغربية في جميع أنحاء العالم، في الولايات المتحدة وإسرائيل وكندا وأوروبا وفنزويلا والأرجنتين والبرازيل، هؤلاء الأشخاص ما زالوا مغاربة في ثقافتهم. المغرب لديه ثروة ثقافية لا مثيل لها.

المغرب في الأساس لم يتغير، إن الشعب المغربي مسالم ومتسامح، والمغاربة في جميع أنحاء العالم يشتركون في نفس هذه القيم، نحن متحدون بمغربنا في جميع أنحاء العالم.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading