- بقلم: محمد فراح //
يقدم لنا ملصق الدورة السابعة لمهرجان زربية ءايت واوزݣيت، وشقيقاته من المنسوجات الصوفية، لوحة فنية، تراثية جميلة، مثلت مفاجأة سارة، بالنسبة لي، شخصيا؛ فقد جاءت هذه اللوحة بمكوناتها، والوانها، وفنينها، وأبعاد دلالاتها، رائقة جميلة، وملائمة لموضوع المناسبة التي أحدثت لأجلها.
فعلى مستوى المكونات، تضع أمامنا هذه اللوحة التراثية صورة فنية للمنسج(ءاسططا)، بأدواته( ءيماسن نس)، ونسيجه(ءاسططا نس)، وتجلس أمامه امرأة من نساء ءايت واوزݣيت، هي صانعته ومبدعته. وتظهر بلباسها التقليدي الجميل، المعروف بمنطقة تازناخت،
و بعموم ءايت واوزݣيت ( ليزار-ءاقششاب- ززيف، الذي يغطي الرأس وقسما من الظهر). وكل ذلك بألون مألوفة، ومنسجمة، يضفي عليها شكل الجلسة، والثنايا، خصوصا في الإزار، رونقا، وبهاء. وقد وفق رسام اللوحة، كذلك، في جعل هذه المرأة تجلس على تكأة مغلفة بمنسوج واوزكيتي مزركش.
أما فضاء اللوحة الأزرق، الذي يمثل السماء، فقد أثت بزخارف(ءيكلان) من منسوجات ءايت واوزݣيت، مختلفة من حيث الشكل والحجم، وتتراءى بين القرب والبعد، وبعضها يبدو خافتا، شاحب اللون، في أسفل الخلفية الزرقاء للوحة، تعبيرا عن بعد المسافة الفاصلة بينها وبين المشاهد.
أما الزربية المعلقة في المنسج، فقد رسمت بفنية أمام المرأة المبدعة بحيث تبدو قاعدتها السفلى أكبر من قسمها العلوي، وذلك بسبب تشكيلها على شكل رقم سبعة، الذي هو رقم الدورة الحالية للمهرجان. وقد أضفى هذا، إلى جانب الفراغ، غير المنسوج لرقم سبعة، في الجانبين، جمالية إضافية على اللوحة.
أما على مستوى الألوان، فقد أضفى انفتاح المنسج والمرأة العاملة فيه على الفضاء الخارجي للبيت، إيحاء خاصا، حدد مكونات المشهد، وألوانه، التي اختير فيها اللون البرتقالي للتعبير عن لون ارضية البيت، واللون الأزرق للتعبير عن السماء، في حين يتوسطهما مشهد الأرض والعمران المتمثل في القصبات التي يشتهر بها إقليم ورزازات. وقد رسم باللون الأحمر، تعبيرا عن لون الطين، وقد رسم بشكل فني بحيث لا يظهر من قسماته إلا ملامح غير واضحة من بعض النوافذ والأبواب، وحوافه العلوية.
ويبدو لي أن اللون الأحمر الذي أضفي على الأرض و القصبات، قد جاءت نصاعته أكثر مما ينبغي، فزاد عن لون الطين الذي هو لون الأرض وجدران القصبات. غير أنه ربما كان النزوع التعتيمي لتشكيل اللوحة هو الدافع إلى ذلك.
اللغة و المحتوى:
أما على مستوى ما هو مكتوب على الملصق/ اللوحة، فنلاحظ في أعلاها رموز وأسماء ثلاثة أطراف من الأربعة المنظمة، وهي، من اليمين إلى اليسار:
– غرفة الصناعة التقليدية لجهة درعة(درا) تافيلالت، مكتوبة باللغات العربية، والأمازيغية، والفرنسية.
– عمالة إقليم ورزازات، مكتوبة بالعربية، فقط. وغيبت فيها اللغة الأمازيغية؟!…
– وجمعية ورزازات أفنتس، مكتوب إسمها باللغات العربية، والأمازيغية، والفرنسية.
وهنا يطرح تساؤل نفسه، وهو: ما مسوغ إقحام هذه الجمعية، بصفتها طرفا منظما، وهي في ورزازات؟
أما رمز واسم جماعة تازناخت المسكينة، الطرف الرابع المنظم، فهما مغيبان، رغم أنها موطن االزربية، وبقية المنسوجات الصوفية لأيت واوزݣيت، كما أنها مكان المهرجان؟
وأسفل ما ذكر، وفوق لوحة المنسج، نقرأ، بالعربية:
مهرجان الزربية الواوزݣينية، بخط بارز.
وتحته نقرأ بالأمازيغية:
ⴰⵍⵎⵓⴳⴳⴰⵔ ⵏ ⵜⵥⴰⵔⴱⵉⵜ
ⵜⴰⵡⴰⵡⵣⴳⵉⵟ
والملاحظ أن هذا العنوان قد إعترته أخطاء:
1. فكلمة ⵜⵥⴰⵔⴱⵉⵜ، قد زيدت فيها الألف، بعد الزايⵥⴰ، مع أن هذه الألف غير موجودة في الكلمة.
2. وكتبت الراء رقيقة ⵔ، مع أن صوت الراء الموجودة في هذه الكلمة غليظ، مفخم. ويكون هذا بكتابة هذه الراءⵕ، بدل هذهⵔ.
3. وهناك ياء ناقصة بعد الباء المكسورة، فقد كتب المقطع الأخير من الكلمة، هكذا: ⴱⵉⵜ، في حين ينبغي أن يكتب هكذا:ⴱⵉⵢⵜ، أي بإضافة ياء بعد الباء المكسورة.
وهكذا تكون كتابة الكلمة هكذا: ⵜⴰⵥⵕⴱⵉⵢⵜ
بدل: ⵜⴰⵥⴰⵔⴱⵉⵜ
أي بتسكين الزاي، وتغليظ الراء، وإضافة الياء، بعد الباء المكسورة.
أما كلمة تاواوزݣيت، ⵜⴰⵡⴰⵡⵣⴳⵉⵜ، المختومة بالتاء،فقد كتبت بالطاء ⵟ، هكذا: ⵜⴰⵡⴰⵡⵣⴳⵉⵜⵟ.
ومعنى هذا أن كاتب هذا العنوان، لا يعرف حقيقة إسم هذه المجموعة القبيلية المسماة ءايت واوزݣيت، التي شكلت في الماضي كونفدرالية قوية، ذات شأن؛ أي أنه يجهل اسم علم بشري بارز في جغرافية المغرب، وتاريخه. ويزداد ثقل مسؤولية مثل هذه الأخطاء حين يتعلق الأمر بملصق، أو لافتة، أو لوحة.
ومن المطلوب الحرص على عدم تكرارها، مثل هذه الأخطاء، مستقبلا.
وهكذا فالملصق، وبعض النظر عن هذا، موفق على مستوى الموضوع، والصورة، والألوان كما أنه موفق على مستوى جماليته التشكيلية، وفنيته، وفي علاقته بموضوعه، وبالهدف منه.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.