من تكون زليخة نصيري مستشار الملك التي رحلت الى دار البقاء

1351417430
الراحلة زليخة نصيري مستشارة ملك المغرب

هي أول امرأة تدخل البلاط الملكي:

منذ عهد الراحل الحسن الثاني، وإلى أن وفاها الآجل يوم الاربعاء 16 دجنبر 2015، كانت السيدة الوحيدة التي تتحرك في المربع الذهبي لمحمد السادس، وبتأن شديد.لم تعرف زليخة نصيري أنها ستصبح واحدة ممن يهمسن في أذن الحسن الثاني، ولا المرأة الوحيدة التي ترافق محمد السادس من بلاطه إلى مئات الزيارات في مدن المملكة.

فابنة الشرق، حيث ولدت زليخة الناصري بمدينة وجدة سنة 1945، وتابعت دراستها الابتدائية بمدرسة الفندق التي كانت تابعة لمدرسة مولاي عبد الله،ثم التحقت بعد ذلك  بثانوية عبد المؤمن، وبعد حصولها على شهادة الباكالوريا من مدينة مكناس التحقت بالمدرسة الإدارية بالرباط، وتابعت دراستها العليا بفرنسا حيث حصلت على الدكتوراة في قانون التأمين لتعود إلى عملها بوزارة المالية قبل فتعين بعد مدة مديرة للتأمينات.

فابنة الشرق كانت ترغب بأن تكون قاضية لكي تنظر في ملفات الأطفال المهمشين أو المعذبين، ولكن مسيرة الحياة قادتها لتدرس خبايا عالم التأمين، وتلتحق بعدها بوزارة المالية، بعد ان حصلت على الدكتوراه من المعهد العالي  للتأمين بفرنسا، وتصبح بعدها أو سيدة تجلس على كرسي إدارة التأمينات سنة 1994، بالموازاة مع تدريسها لمادة التأمينات بالجامعة، وهو المنصب الذي ظلت تسير شؤونه لثلاث سنوات، لتلتقط أعين البلاط في العهد القديم، وتقترحها كاتبة الدولة في التضامن والأسرة، قبل أن تفتح أبواب القصر لتصبح مكلفة بمهمة ببلاط الملك الراحل، فهل فاحت رائحة اهتماماتها بالملفات الاجتماعية لسكان البلاط؟

من عالم التأمين الجاف الى شوارع المتخلى عنهم والمشردين 

لم تستطع تقنيات التأمين الجافة، أن تاكل حماسة زليخة بالقضايا الاجتماعية، ومنها على وجه الخصوص قضايا اطفال الشوارع، ولذلك لم تمضي سوى سنة واحدة على دخولها البلاط الملكي، حتى ساهمت في اخراج مؤسسة محمد الخامس للتضامن إلى حيز الوجود، وأصبحت المسؤولة عن تدبير ماليتها سنة 1998.

لم تكن زليخة أول امراة تقتحم مجالا ظل حكرا على الرجل فقط، ولكنها ظلت توصف بالسيدة التي تجيد لغة الصمت الحكيم في تدبير الملفات الفائرة.. كثيرة الحركة وتتمتع بحيوية تجعلها تنتقل من الرباط صوب أكثر من مدينة وقرية، تسبق عاهل البلاد لترتيب زياراته إليها، وتقف على كل صغيرة وكبيرة كي تمر الزيارة في أحسن الأحوال، فيحدث أن تغضب نصيري التي اعتادت على الدقة في عملها، حينما تعثر على فراغات قاتلة في تدبير الشأن المحلي، في هذه المدينة أو تلك التي تكون على موعد مع زيارة الملك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد