من أرشيف الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي : دَّا احْمَاد .. أمغار الحزب – الحلقة 4 -الجزء 1
نُسِجَت أساطير حول هذا الرجل، وكانت كلها أساطير مؤسسة لشخصية سياسية أمازيغية non grata، فهو الملحد، اللاديني، الماسوني، الصهيوني، المُتَأْمْرِك، العميل السري للمخزن وهلم جرا.
ولا تكاد تُنسب مكرمة لأحمد الدغيرني إلا لماما، والأغرب أن الذين يكيلون له التهم ليسوا إلا من عركهم وعركوه في الحركة الثقافية الأمازيغية إلا من رحم ربك.
وللحق أنني يوم حللت بمدينة كلميمة (تيزي ن إمناين) صيف سنة 2008 بدعوة من الصديق “عدي ليهي” لإلقاء محاضرة عن الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي غداة حله وإبطاله، وهالني أن أرى في عيون ووجوه أيت غيغوش نظرة إكبار وافتخار بأحمد الدغيرني، واستغربت لكل هذا الحب الذي يكنونه لهذا الرجل بالرغم من اختلافهم معه/معنا في الحزب، فعلمت حق العلم أن من يكره/ يكرهون الدغيرني لهم أجندة مع هذه الجهة أو تلك، أو أن كرههم ذاك، انسياق وراء الموجة العارمة التي تريد تصفية الدغيرني وإبعاده من الساحة السياسية بالمرة.
وقد سبق لي أن حضرت لقاء أطره الفضاء الجمعوي بالرباط – l’espace associatif، وفي خضم النقاش الذي دار يومئذ حول الأمازيغية، أسر المؤطر للحاضرين أن الشخصية الفريدة التي تحظى بالإنصات – بخصوص ملف الامازيغية – لدى الفضاء الجمعوي هو أحمد الدغيرني، وسألت شخصيا عن طبيعة هذا الإنصات الذي يحظى به الدغيرني لدى الفضاء الجمعوي دون غيره، فأجابني أن الدغيرني هو الوحيد الذي يملك مفاتيح الإجابات في شأن الأمازيغية كملف مستعرض transversale يتجاوز القطاعية ويتجاوز النظرات التجزيئية. (يتبع)
الحلقة الثالثة
من أرشيف الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي
الحلقة 3: PDAM وبيداغوجيا الادماج
ظل الحزب طيلة مدة فعله في/ على الساحة السياسية يناضل على عدة جبهات. فمن جهة، كان الزمن الحزبي الأكبر منذورا لإثبات الذات ونحت الموقع السياسي الفريد الذي سطر معالمه في البرنامج السياسي والقانون الأساسي. بيد أن الجبهة الأهم، ظلت تكوين شباب حملوا هموم الحزب عن بكرة أبيهم وغامروا بكل ما أوتوا من قوة في سبيل تأسيسه، غير أنهم لم يختبروا عوالم السياسة كما لم تسنح لهم فرصة العمل السياسي قط، حتى بالنسبة للذين مروا من بعض الأحزاب، كانت صدمتهم قوية، اذ اسقط في يدهم عندما ووجهوا بوضعيات تدبيرية للشأن الحزبي لم يستطيعوا لها نقبا، وعلموا _ بعد فوات الأوان _ أنهم سخروا طيلة مقامهم في مقرات تلك الأحزاب، للسخرة وأشياء أخرى، وأنهم لم يتكونوا قط في أي جانب من جوانب التسيير والمسئولية الحزبية.
فكان لزاما أن يتم تكوين عدد مهم من هؤلاء الشباب، ولأن الامكانيات لم تكن متوفرة على الاطلاق، فكان السبيل الوحيد أمام الحزب هو سلوك سبيل بيداغوجيا الادماج والدفع بشباب الحزب الى مواجهة المعترك السياسي والتعاطي معه وايجاد الحلول لمختلف الأسئلة التي تنثال عليه.
هذا النهج ولد عندي غرابة، سرعان ما تحولت الى طرفة، خصوصا مع مرور الكثير من المياه من تحت جسر الحزب، ودخول بيداغوجيا الادماج الى الجسد التربوي المغربي سنة 2009 مع البرنامج الاستعجالي، وخروجها السريع منه. فتبين لي كم كنا متنبئين برسالة “كزافيي” مع اختلاف بسيط، أننا سَيَّسْنا بيداغوجيته.. فقط.
*المنسق الوطني للحزب
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.