أكادير: مقاهي الشيشة تزحف على ساحة ايت سوس الثقافية

هي ساحة ايت سوس ذاك الفضاء الذي يؤسس لنفسه هوية تميّزه عن بقية الفضاءات الأخرى بمدينة أكادير.. هو ممشى بين نافورتين…بدءا بغرفة التجارة والصناعة والخدمات مرورا بالمتحف الأمازيغي.. نحو مسرح الهواء الطلق… جعلت منه هذه المؤسسات ملتقى لأغلبية الفعاليات الثقافية والفنية بالمدينة باحتضانها لمختلف الأنشطة والتظاهرات الوطنية والدولية في بعض الأحيان..
دفعت هذه الدينامية أصحاب المقاهي والمطاعم بهذا المشي إلى إخضاع محلاتهم للإصلاح والتأهيل لتكون في مستوى هذه النخبة وتوفير كل شروط الراحة…لدرجة أن الحديث بدأ عن مقاهي ثقافية وأدبية بعد تجربة ناجحة شهر رمضان الأخير وعوض الانكباب على تعميق هذا التميز وتحويل هذا الممشى إلى معرض مفتوح…وتنشىيطه بموسيقى الشارع لما يعرفه من حركية كثيفة للراجلين أفرادا وجماعات.. عوض ذلك أصبحت بعض أماكن الشيشة التي تناسلت بشكل سرطاتي وعلى امتداده.. (أكثر من سبع محلات).. تستقطب زبائن خاصة من فئة الشباب التي تبحث عن المتعة.. وما رافق ذلك من سمعة سيئة لدى المجتمع المغربي وما يحوم حول هذه الأماكن التي عادة ما تكون مظلمة وشبه مغلقة بالكثير من الشبهات..وصل البعض إلى وصفها بأوكار ” الدعارة المقنعة” بالنظر إلى هيئة وشكل زبناء هذه المقاهي وخاصة هذه الأجسام الانثوية التي حولت ساحة ايت سوس إلى لوحات استعراضية لمفاتنهن البارزة حد الوقاحة لبعضهن… و إحراج الأفراد وارباب الأسر والعائلات الذين يرتادون المقاهي المجاورة…كفضاء عمومي للترويج.. والاسترخاء… وفي ظل غياب الأطر القانونية لتنظيم هذه المقاهي سواء من حيث المنع اوالزجر…
لماذا لا تتحرك لجن الجماعة لمراقبة هذه الأماكن التي تقدم خدمات في فضاء مغلق ومظلم وفي أغلبية الأحيان بدون متنفس.. خصوصا وأن أغلبيتها تحمل اسم مقهى… وإذا كان القانون لا يمنع الشيشا.. لماذا لا تكون فضاءاته مفتوحة وواضحة للعيان كما هو في البلدان الأصلية..ثم ماهو دور السلطات العمومية في المراقبة لما يقع بداخل هذه المقاهي انطلاقا وهذا الاقبال المتميز لنوع من الشابات من جهة… والرجال ذو السحنة الخليجية وووو.. لماذا لم تستطع دوريات الأمن أن توقف أصحاب السيارات الذين يخترقون هذا الممشى.. وأحيانا بسرعة جنونية..
إن ساحة أيت سوس الثقافية وما تعرفه من زحف كبير لهذه الأماكن المشبوهة لا يمكن أن يكون في غفلة عن أعين السلطة التي لا تنام.. وبالتأكيد… حتى أن الممر يكون معطر برائحة المعسل منذ الظهيرة إلى ما بعد منتصف الليل…بل ويصل صهد الفحم المشتعلة إلى وجوه بعض زبناء المقاهي المجاورة..
وإذا كان الحق في مدينة تسع الجميع وبكل تناقضاته… فإنه من الواجب توزيع فضاءاته واحترام رمزية المكان انطلاقا من رواده ومؤسساته.. وأعتقد جازما بأنه لا يوجد مكان في العالم يجاور مؤسسة ثقافية كالمتحف والمسرح… بأماكن تروج الشيشة وما يرافقها من شبهات مذمومة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد